«من يصنع التاريخ».. جوارى غيرن ملامح العالم «هويام»

هويام هويام
 
إسراء سرحان

ربما قد نتفق أن «المنتصر» هو من يكتب التاريخ، ولكن قد نختلف حول من يصنعه، بالرغم من كونه يحتاج إلى مهارة عالية وقوة خاصة لصناعته، إلا أنه متاح لمن يمتلك الذكاء والمشاركة الجيدة فى صنعه، هذا ما فعلته بعض النساء، التى دخلن قصور السلاطين كجوارى، وغيرن ملامح العالم بما فعلن.

3

تعد «السلطانة هويام» أو هُرم أو روكسلانا هى أحد أشهر تلك النماذج، بدأت مشوارها فى صناعة التاريخ كجارية مفضلة للسلطان «سليمان القانونى»، ثم زوجة شرعية وأم لستة من أبنائه منهم ابنه السلطان سليم الثانى، وولدت عام 1502 فى أوكرانيا، وفى عمر الخامسة عشر تقريباً تم اختطافها بواسطة بعض تتار القرم، ثم بيعت كجارية وانضمت لحريم السلطان سليمان الذى غير اسمها إلى «هُرم» أى «الفتاة المرحة».

هويام وسليمان
 
كانت «هويام» تمتاز بجمالها وذكائها الشديد، حيث استطاعت باستخدام ذكائها أن يأخذ السلطان سليمان مشورتها فى الشئون السياسية من إدارة شئون البلاد، وكانت حنكتها السياسية ليس لها حدود، وتخطت تلك الممرحلة وكان لها دورًا بارزًا على مستوى العلاقات الخارجية للدولة العثمانية، ويظهر ذلك فى مراسلاتها مع ملك بولندا حينذاك.

2

كسرت «روكسلانا» جميع القواعد على عتبتها، وكانت صاحبت نفوذ وقوة لم يقدر لهم أى منصب أو مركز فى الدولة العثمانية، وأحد الأدلة على ذلك أنها الوحيدة التى سمح لها بمغادرة القصر القديم المخصص للحريم والانتقال للعيش بقصر «توبكابى» حيث مقر إقامة السلطان سليمان.

هويام

وعلى صعيدٍ آخر كان للسلطانة «هُرِم» نشاط خيرى بارز، فقد أسست مشفى كبيراً للسيدات باسطنبول، كما افتتحت مطعماً خيرياً بالقدس وآخر بمكة لتقديم الطعام للفقراء والمحتاجين، هذا بخلاف مساجد ومدارس قرآنية أسستها كلها من مالها الخاص، وتوفيت عام 1558 بعد حياة حافلة بالمجد والحب والرعاية من جانب زوجها السلطان سليمان.


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر