مواقع التواصل فيها سم قاتل.. فيس بوك وإنستجرام تجعلك تعيسا ومكتئبا

فيس بوك فيس بوك
 
إسراء حسنى

يقضى مئات الملايين من البشر ساعات أمام مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة مثل فيس بوك وسناب شات وانستجرام، لتحقيق نوع من الرفاهية الشخصية، والحصول على معلومات والتواصل مع الآخرين، ويرى البعض أن تلك الوسائل مصدرا للبهجة، ولكن هذا يمكن أن يكون وهم يعيش فيه المستخدمون، إذ تُظهر أول دراسة تجريبية تبحث فى استخدام منصات متعددة ارتباطًا سببيًا بين الوقت المستغرق فى وسائل التواصل الاجتماعية هذه وزيادة الاكتئاب والوحدة والشعور بالتعاسة.

وسبق وتم الحديث عن العلاقة بين تلك المشاعر واستخدام وسائل التواصل، ولكن لم يثبت الاتصال السببى، والآن لأول مرة تثبت أبحاث جامعة بنسلفانيا المستندة إلى بيانات تجريبية أن فيس بوك وسناب شات وانستجرام يسببون تراجعا فى مستوى الرفاهية، ونشرت عالمة النفس "ميليسا جى هانت" النتائج التى توصلت إليها فى مجلة علم النفس الاجتماعى والسريرى فى ديسمبر الماضى.

سوشيال ميديا
سوشيال ميديا

 

سابقة إظهار أن استخدام الوسائط الاجتماعية يضر برفاهية المستخدمين، ولكنها اعتمدت على وضع المشاركين فى مواقف غير واقعية أو كان نطاقهم محدودًا، وطلب منهم التخلى تمامًا عن فيس بوك، لذلك كانت النتائج مثيرة للشك وتفتقد الدقة، وتقول "هانت" :" شرعنا فى القيام بدراسة أكثر شمولية ودقة".

وتحقيقا لهذه الغاية، قام فريق البحث، الذى شمل خريجين حديثين، بتصميم تجربة تشمل المنصات الثلاث الأكثر شعبية مع مجموعة من الطلاب الجامعيين، ثم جمعت بيانات الاستخدام الموضوعية التى تتبعها هواتف آيفون تلقائياً عن التطبيقات النشطة.

وملأ 143 مشاركًا استبيانًا لتحديد الحالة المزاجية والرفاهية فى بداية الدراسة، بالإضافة إلى لقطات مشتركة لشاشات أجهزة iPhone الخاصة بهم لتوضيح بيانات استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية الأساسية، ثم تم إجراء بعض التجارب الأخرى الدقيقة على المجموعة، ثم تم قياس بعض الأمور  بما فى ذلك الخوف من فقدان، والقلق، والاكتئاب، والشعور بالوحدة، والتعاسة.

وحدة
وحدة

 

وفى النهاية توصلت الدراسة إلى أن استخدام وسائل إعلام اجتماعية أقل من المعتاد يؤدى إلى انخفاض كبير فى كل من الاكتئاب والوحدة، وهذه التأثيرات كانت واضحة بشكل خاص للناس الذين كانوا أكثر اكتئابًا عندما دخلوا الدراسة.

وأوضح الباحثون أن النتائج لا تشير إلى أن الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 22 عامًا يجب أن يتوقفوا عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعى تمامًا، بل تميل أكثر إلى فكرة تحديد وقت استخدام هذه التطبيقات.

وتابع الباحثون أن الشعور بالتعاسة يأتى بسبب رؤية حياة الآخرين أفضل من حياتك، على سبيل المثال عندما تنظر إلى حياة الآخرين، خاصة على Instagram، من السهل أن نستنتج أن حياة البعض أفضل من حياتك.

وبالرغم من هذه التحذيرات، وعلى الرغم من أن الدراسة لم تحدد الوقت الأمثل الذى يجب على المستخدمين إنفاقه على هذه المنصات أو أفضل طريقة لاستخدامها، توضح الدراسة أن عندما لا تكون منشغلاً بالانخراط فى الإعلام الاجتماعى، فإنك تقضى وقتًا أطول فى الأمور التى من المرجح أن تجعلك تشعر بتحسن حيال حياتك، كما أن على المجتمع معرفة كيفية استخدام تلك الأدوات بطريقة تحد من التأثيرات الضارة.

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر