كل شىء بهذه الحياة يمكن اعتباره سلاحا ذا حدين، حتى «الحب»، على الرغم من إيمان العديد بأنه أرقى المشاعر، لكن السؤال الحقيقى هنا هل الحب وحده يكفى؟، يمكن أن يصبح للعشق آثار جانبية سيئة إذا لم تغذّه الإنسانية، فهى وحدها الكفيلة فى جعلنا نعيش فى عالم أفضل؛ لأنها باختصار شديد يمكن اعتبارها الوحيدة «سلاح ذو حد واحد»، وحدها قادرة على تغذية نفسها وتقديم التوازن لهذا العالم.
على مر العصور والأزمنة القديمة، قامت العديد من الحروب بسبب «الحب»، حرق هتلر اليهود بسبب حبه الأول، ودفع كل من روما ومصر ثمن حب كليوباترا وأنطونيوس، قُتل الملايين من الجنود وأُحرقت بلدان بسبب قلب أحدهم، السبب الوحيد لهذه الأحداث هو «غياب الإنسانية»، لذلك تعرف معنا على أشهر المعارك التى كانت بسبب العشق، والتى تثبت أن الإنسانية أساس كل شىء.
أدولف هتلر وكلارا هوفمان
لم يقاتل «هتلر» اليهود بهذه الوحشية، لأى سبب سياسى أو رغبة فى نجاح ما، بل انتقام لرفضه والألم الذى سكن ثنايا قلبه، وجاء ذلك وفق كتاب «قصص الحب فى التاريخ» لسمير شيخانى.
كليوباترا وأنطونيوس
فى فترة من الزمن تعرضت كليوباترا للنفى من البلاط الحاكم على يد أخيه، هذا الصراع بين الأخوين أضعف مصر، بحيث استطاع يوليوس قيصر الإمبراطور الروماني الدخول لمصر وضمها لسيطرته، مرت الأيام حتى عصفت المؤامرات بروما فانتهت باغتيالِ القيصر وتقسيمِ الإمبراطورية الرومانية بين قائدين هما جايوس أكتافيوس وماركوس أنطونيوس.
وقع ماركوس بحب كليوباترا ونشأت علاقتهم العاطفية، مع أن أنطونيوس كان متزوجا من أكتافيا أخت أكتافيوس، خاض الغريمان معركة كبيرة انتهت بهزيمة مذلة لقوات أنطونيوس، وراح ضحيتها العديد من أبناء الشعبين بجانب انتحار كل من كليوباترا وأنطونيوس.
حرب طروادة
قصة الحب هذه يمكن أعتبرها أنسب مثال عن الحروب التى تقام من أجل حب امرأة بلا إنسانية، حيث كان هناك امرأة تدعى هيلين فائقة الجمال والروعة، وكانت متزوجة من مينلاوس ملك اسبارطة، عندما كان أمير طروادة «باريس» فى بعثة دبلوماسية إلى أراضى مينلاوس وقعت عيناه على هيلين ووقع قلبه فى غرامها، وخرج عائدا لبلده وهى ترافقه.
اختلف المؤرخون فى توصيف الحالة "هل هى اختطاف أم فرار رومانسى مع العشيق؟"، ولكن لما علم مينلاوس بغيابِ زوجته وهروبها معه، قرر الذهاب إلى طروادة لاستعادة حبيبته، ولكن ليس وحيداً، بل بمرافقة عدد هائل من الجيوش، وأعلن الحرب والحصار على طروادة، وتمكن من الانتصار واقتحام المدينة وحرقها، وقتل باريس بسبب حبه، وذلك وفق الميثولوجيا الإغريقية.