فى عيد ميلاده.. حميد الشاعرى «كابو» ثورة تجديد الأغنية العربية

حميد الشاعرى حميد الشاعرى
 
كتب باسم فؤاد

مع هبوب رياح التجديد على مر العصور، يبدأ الصراع بين الأصوليين والمحدثين، ويلقى أصحاب الاتجاه الجديد هجومًا شرسًا حتى يصبح مستساغًا لدى ذائقة المتلقى، نجد هذا فى الأدب والفن ومختلف المجالات، وإن كان الفن هو القصد من هذه السطور التى نلقى فيها الضوء على قائد ثورة التجديد فى الأغنية العربية "الكابو" كما يحب أن يناديه المقربون ويلقبه الجمهور، والذى يحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ 57.

ظهر شغف صانع نجوم التسعينيات، بالموسيقى وهو فى سن صغيرة، فكان هاويًا يحيى الحفلات فى مدينة بنغازى - مكان مولده - حتى أرسله أبوه إلى إنجلترا لدراسة الطيران، وبعد عودته إلى بدأ مشواره الفنى الذى امتد منذ أوائل الثمانينات، قدم خلاله العديد من الأعمال الفنية لكبار نجوم الوطن العربى، وصنع منها موسيقى متفردة حفرت باسمه على مر التاريخ.

تعرض حميد لهجمات عنيفة من القوى الفنية القديمة، ومنها اتهامه بأنه غير مصرى وأوقف عن العمل عام 1992 لمدة 4 سنوات تقريبا، لكن لم ينقطع فنانو هذا الجيل عن العمل معه، ووصل الأمر إلى ساحات المحاكم، مما اضطر حميد إلى الاتجاه للسينما من خلال "قشر البندق" ليقدم أغانى الفيلم وموسيقاه التصويرية.

وحكى حميد عن هذه المرحلة، قائلا: "اضطريت أعمل ألحان تنشر بأسماء غيرى، وكانت أصعب المواقف التى تعرضت لها طوال مشوراى الفنى، أن يُكتب اسم غيرى على الألبوم"، وبعد انتهاء فترة العقوبة عاد حميد أقوى مما كان، وقدم مع عمرو دياب ألبوم نور العين، وحاز الهضبة على جائزة الميوزك أوورد.

كان الموسيقار حلمى بكر من أشد المنتقدين لموسيقى حميد الشاعرى، واتهمه بتجريد الأغنية من ملامحها المصرية، ولكن بعد أن فرض حميد لغته الموسيقية تعاون معه بكر فى أوبريت "الحلم العربى" وأذعن بكر بعدها بضرورة الاعتراف بهذا اللون الموسيقى الجديد وتقبل هذا العالم.

ولم تكن عبقرية حميد الشاعرى فى الإصرار على الاستمرار رغم ما واجهه من فشل فى بداية مشواره الفنى فحسب، إذ يحكى حميد أن عدد نسخ أول ألبوماته المسترجعة من السوق تخطت المطروحة للبيع، وقرر الرجوع لفرنسا لاستكمال دراسة الطيران، ولكن الشركة المنتجة أصرت على إتاحة الفرصة مرة أخرى لعمل ألبوم ثان، وبعد إقناع حميد بإعادة التجربة، استمر حميد على نهجه، لم يغير شكل الموسيقى والتوزيعات.

موهبة حميد وإيمانه بأنه قادر على التغيير، صنعت منه قائد الثورة على نمط الموسيقى المألوف، ونجح فى ترك بصمته من خلال الأغنيات التى تعاون فيها مع أبناء جيله فى فترة الثمانينات وبداية التسعينات تلك الفترة الأجمل تاريخ العالم من حيث التيمات الموسيقية – كما يراها حميد - حتى أصبحت أغانيه رمزا من رموز هذا الجيل.


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر