إكرام عزوز: كان لدى حلم تأسيس مهرجان دولى للمنودراما وحققته

الفنان التونسى إكرام عزوز الفنان التونسى إكرام عزوز
 
جمال عبد الناصر

يرى الفنان التونسى إكرام عزوز رئيس مهرجان أيام قرطاج للمنودراما أن المبدعين العرب كانوا سباقين فى مسرح المنودراما، ويقول فى حواره لـ"عين"، إن هناك تجارب مميزة قدمها فنانون مثل الفنان الكبير يحيى الفخرانى، والفنان المغربى عبدالحق الزروالى، كما يتحدث عن كل التفاصيل الخاصة بالدورة الثانية من عمر المهرجان وحلمه فى إقامة مهرجان دولى متخصص فى المنودراما.. وإلى نص الحوار:

ما تقييمك للدورة الأولى لمهرجان أيام قرطاج للمنودراما؟

لا اخفى عليك أننى كان لدى حلم تأسيس مهرجان للمنودراما فى تونس ولم اتخيل فى يوم من الايام أن يتحقق تجميع عدد من المسرحيين فى مهرجان بهذا الثراء ولذلك عشت الدورة كما عاشها ضيوفها من المسرحيين فقد اكتشفت هذه الخصوصية لعروض المنودراما وهذه التجارب الرائدة فى مجال المنودراما للكثير من المبدعين العرب مثل تجربة الدراما التعاقبية لفاروق صبرى فى العراق وتجربة عبد الحق الزروالى فى المغرب والمسرح الفردى وكنت اعرف هذه التجارب عن بعد لكنى لم اكن متخصصا فيها ولذلك حلمى كان شرعيا وطبيعيا، وكان فى البداية فى حجم معين لكن بصراحة انا دائما حلمى يكون كبير وأردت ان اتميز فكبرت حلمى فى وقت وجيز بدون امكانيات وقدمت الدورة الأولى والحمد لله المهرجان حقق اكثر مما كنت أصبو إليه فهناك 139 ضيفا من جميع أنحاء العالم ما بين عرب وأجانب، وقدمنا كل الفعاليات ولم نتخلف عن أى فاعلية ولم نلغ أى عرض وهذا بالنسبة لى فى دورة أولى تأسيسية، يمثل حلما جميلا، ودفعنى لأن أفكر فى الدورة القادمة وادرس السلبيات قبل الإيجابيات حتى يستمر الحلم ويكبر.

تكريم الدكتورة احلام يونس في الدورة الاولي للمهرجان ورئاستها للحنة التحكيم
تكريم الدكتورة احلام يونس في الدورة الاولي للمهرجان ورئاستها للحنة التحكيم

 

 

وما الجديد فى الدورة القادمة من مهرجان أيام قرطاج للمنودراما؟

هناك الكثير من الإضافات، ومنها مثلا إضافة 10 دول للمهرجان وهذا التجمع المسرحى لنصل بعد فترة لـ100 دولة ليكون لدينا منتظم أممى مسرحى وهذا ليس صعب تحقيقه فى مسرح المنودراما لأن فريق العمل فى المنودراما لا يتجاوز ثلاثة أفراد، ولو استدعينا 50 دولة فسيكون لدينا 150 ضيفا وهذا من أهدافى وهو اتساع مساحة عدد الضيوف والدول المشاركة فى المهرجان وسيكون لدينا فى الدورة القادمة عروض منودراما من الدول الاسيوية، بالإضافة للتعرف على تجارب الاخرين ولدينا طلبات من عدة دول وعدة مسرحيين وهذا دليل على أن الدورة الأولى حققت مردودا كبيرا وعرفها المسرحيون العرب والأجانب كما أن هناك أعمال مشتركة ستكون فى الدورة المقبلة، فهناك نص عراقى تقدمه ممثلة تونسية بتقنيين جزائريين وهناك عمل اخر من قطر الممثلة تونسية والتقنيين من قطر ومن الامارات وهناك حديث عن اعمال مشتركة ستكون عروضها الاولى فى الدورة الثانية.

وماذا عن لجنة تحكيم الدورة القادمة؟

لجنة التحكيم لابد أن تكون فى نفس الحجم، ففى العام الماضى كانت الدكتورة أحلام يونس رئيس اكاديمية الفنون هى رئيسة اللجنة وهذا العام سوف يترأسها اداما تراورى من دولة مالى وهو صاحب سمعة عالمية فى المسرح وتضم من مصر الدكتور عاصم نجاتى والفنانة التونسية منى نور الدين مقررا للجنة والأستاذ حمزة جاب الله من الجزائر والدكتور عبد الكريم بعلبكى من لبنان.

اكرام عزوز في احد اعماله المسرحية
اكرام عزوز في احد اعماله المسرحية

 

ومن سيكرمهم المهرجان فى الدورة القادمة؟

سنكرم المسرحى هارون الكيلانى من الجزائر وتوفيق فياض من فلسطين والفنان سامح حسين من مصر ومن تونس الفنان عبد الغنى بن طاره وهناك عدد من الندوات واللقاءات ننسقها مع الدكتور اشرف زكى رئيس اكاديمية الفنون بمصر فى اطار اتفاقية وبروتوكول مع اكاديمية الفنون وتدعمنا بلدية تونس وتمنحنا ساحة خاصة لعروض مسرح الشارع وأيضا لدينا عروض المنودراما للأطفال وهناك الكثير من الأفكار لبناء صيت أكبر للمهرجان.

 هل ترى أن مسرح المنودراما لم يحصل على حقه مثل نوعية العروض الأخرى؟

اعتبر ان المنودراما ترفع شعار لا افراط ولا تفريط بمعنى ان الافراط فى التعامل مع مسرح المنودراما قد يقتل التجارب الأخرى بخصوصياتها ولذلك التنوع ظاهرة صحية فى كل دولة، فهناك المسرح التجريبى وآخر الكلاسيكى ومسرح الاعمال الضخمة واكره جدا أن تتحول المنودراما لمسرح الاستسهال أو بحث عن الشكل الاقل تكلفة أو الاقل التزام لكنى اعتبر المنودراما رؤية أو قراءة خاصة ويكتب خصيصا النص للمنودراما.

هل مسرح المنودراما أنواع؟

التجربة المنودرامية فى الوطن العربى نوعان اما سوداوية تعتمد على تفاعلات الممثل للتعبير عن حالات ضيق أو حالات نفسية معينة وهناك اعمال قد تقلق المتفرج من الصورة التى يراها والبكائية تسيطر على تلك العروض مما يؤدى لهروب المشاهدين وفى تونس وفى الجزائر والمغرب وشمال افريقيا بشكل عام نجد التجارب تميل اكثر إلى نوع الترويح أقرب إلى "استاند اب كوميدى" فطابع الكوميديا تكون غالبة وهذا شكل ثانى وهناك قامات كوميدية كبيرة فى هذه الدول لها تاريخها وهذه التجارب تجد جمهور مضمون ومتعة مع الممثل.

المهرجان الدولي للمنودراما بقرطاج
المهرجان الدولي للمنودراما بقرطاج

 

من أهم الممثلين الذين قدموا تجارب فى المنودراما على مستوى الوطن العربى؟

هناك تجربة الفنان المغربى عبدالحق الزروالى وتجربة التربيع والتدوير للقامة المسرحية الكبيرة نور الدين عزيزة وهناك تجارب فى المغرب لحسين العورى وهى تجربة هامة وفى الجزائر عز الدين مجذوبى وثريا جبران فى المغرب وتجربة المخرج الكبير سمير العصفورى فى مصر فى التربيع والتدوير كما قدم النجم المصرى الكبير يحيى الفخرانى عرض منودراما عن سجين فى غرفة شاهدتها منذ فترة وكانت من اروع ما شاهدت فيحيى الفخرانى عبقرى فى المسرح وفى العراق ايضا هناك قامات كبيرة فى المنودراما.

هل تطمح فى أن يكون أيام قرطاج للمنودراما فى حجم مهرجان الفجيرة؟

كنت اتمنى ان يكون هناك تعاون مع الفجيرة لكن ما بلغنى أن المهرجان سوف يحيد عن المنودراما ويبحث عن عروض اخرى ودخلت عليه عروض الموسيقى برغم اننى كنت اتمنى ان يبقى على المنودراما ومهرجان الفجيرة كان له الفضل فى وجود ما يسمى بالمنودراما فى الوطن العربى وأهمس فى أذن القائمين عن المهرجان بالإبقاء على المنودراما.

وهل هناك تعاون مع مهرجانات أخرى مختصة بالمنودراما؟

بالفعل سيكون هناك تعاون مع ملتقى ايام القاهرة للمنودراما عن طريق الصديق ابو بكر الشريف وهو سينوغرافى ومخرج كما سنتعاون مع مهرجان خريبكة فى المغرب وفى الأغواط فى الجزائر وكل شبكة مهرجانات المنودراما فى كل الوطن العربى واتمنى ان يكون العرض الفائز بالجائزة الأولى فى أى مهرجان للمنودراما يمنح جائزة أخرى وهى جولة فى كل المهرجانات الخاصة بالمنودراما والبحث عن سوق للمنودراما فى الوطن العربى.

هل تجارب المنوداما العربية أفضل من الغربية أم العكس؟

فى رأيى أن خصوصية التفرد العربى جعل العمل المنودرامى فى بلادنا يأخذ شكله العلمى أكثر من البلدان الاوربية لأنه فى أوروبا أقرب أكثر للاستاند اب ويقدمه المنولوجست والكوميديون ولا يعتبرون أنفسهم فى مجال المسرح لكن فى الوطن العربى مازلنا نحافظ على خصوصية المسرح بمكوناته من عقدة والصورة واللعب الدرامى والتشخيص المسرحى وهذا يعود لجذورنا وتراثنا فى الحكواتية فنحن أقرب أكثر لهذا الفن.


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر