فى ذكرى وفاته.."الحلوة والمرة" فى حياة المطرب عبدالغنى السيد

عبد الغنى السيد وتحية كاريوكا عبد الغنى السيد وتحية كاريوكا
 
كتب زينب عبداللاه
بدأ حياته فى منزل ليلى مراد وأنهاها فى بيت كاريوكا
أحرقته زوجة أبيه بالنار وأجبره الملك فاروق على تطليق زوجته
قال عنه عبدالوهاب: الوحيد الذى هزمنى مرتين
 
تحل اليوم الموافق 9 ديسمبر ذكرى وفاة المطرب عبدالغنى السيد، الذى رحل عن دنيانا فى مثل هذا اليوم من عام 1962 قبل أن يتجاوز عمره 54 عاما.
 
وتزخر حياة عبدالغنى السيد الذى حاز لقب البلبل الباكى وتمتع بشهرة واسعة بالعديد من الأحداث الدرامية والفنية، فالمطرب الذى غنى "عالحلوة والمرة"، وحققت أسطواناته أرقاما قياسية فى التوزيع منذ نهاية العشرينات وحتى وفاته امتلأت حياته بالدراما منذ مولده وحتى نهاية حياته، حيث ولد لأسرة بسيطة فى 16 يونيو 1908، وكان والده يعمل فى الموبيليا، وانفصل عن والدته وتزوج بأخرى وأنجب منها 5 أبناء عملوا جميعا فى مجال الموبيليا.
 
عبد الغنى السيد (1)
 
ويحكى ابنه محمد عبدالغنى السيد عن طفولة والده قائلا: "لم يكمل والدى تعليمه وأخذه والده ليعيش معه كما علمه مهنة الاستورجى".
 
وأوضح الابن فى تصريحات لـ"عين"، عانى أبى فى طفولته من معاملة زوجة أبيه التى كانت تعذبه وتحرق جسده بالمياه المغلية، وفى إحدى المرات دخل والده عليه ليلا فوجده يبكى فرفع الغطاء ليجد ملابسه التصقت بجسده المحترق، فطلق زوجته وأعاد أبى ليعيش مع والدته التى لم تتزوج وعاشت لابنها الوحيد".
 
وأضاف ابن البلبل الباكى: "كان أبى يعمل لينفق على نفسه وعلى والدته، وبالرغم من أنه لم يكمل تعليمه إلا أنه كان يقرأ ويكتب جيدا ويتميز بجمال الخط، وترك بعد وفاته مكتبة كبيرة بها كتب هامة ومنها كتب مصطفى محمود الذى كان صديقه، وكان يحب الرسم".
 
وأوضح الابن دور الموسيقار زكى مراد والد ليلى ومنير مراد فى حياة والده، مشيرا إلى أنه استمع لصوته أثناء عمله فى الورشة فأعجب به وتبناه ودربه مع أبنائه منير وليلى على الغناء واصطحبه معه فى الحفلات والأفراح وساعده على الغناء فى الإذاعات الأهلية حتى ذاعت شهرته وتعاقدت معه شركة بيضافون على إنتاج عدد من الاسطوانات التى حققت انتشارا وشهرة واسعة.
 
عبد الغنى السيد (6)
 
وتابع محمد عبدالغنى السيد: "حققت أسطوانة "نسيت ياحبى بعد اللى كان صحيح يادنيا مالكيش أمان" نجاحا وانتشارا مذهلا وباعت فى مصر وفرنسا أكثر من مليون نسخة، وحصل والدى عنها على الجائزة البلاتينية من شركة بيضافون كأول مصرى وعربى يحقق هذا الرقم فى المبيعات، وذاع صيته بشكل كبير وأصبح له مئات المعجبين والمعجبات، وعندما افتتحت الإذاعة كان أبى من أوائل الأصوات التى افتتحتها بعد الشيخ رفعت وأم كلثوم وعبدالوهاب".
 
وأضاف: "توالت نجاحات أبى وشارك فى مسرحيات منيرة المهدية، وفى الثلاثينات قام ببطولة فيلم شارع محمد على وأحدثت أغنيته "ياولا ياولا.. يابتاع التفاح"، كما حققت أغنيته "البيض الأمارة" نجاحا كبيرا، وتوالت نجاحاته ولحن له عباقرة التلحين مثل السنباطى والقصبجى ومحمد عبدالوهاب".
 
عبد الغنى السيد (4)
 
وكشف ابن عبدالغنى السيد أن الدراما فى حياة والده لم تقتصر على فترة طفولته ولكن بعدما حقق شهرته تعرض للعديد من المواقف الصعبة، ومن أهمها إجباره على تطليق زوجته الثانية، وأوضح الابن قائلا: "تزوج والدى ثلاث مرات، الأولى من إحدى قريباته وأنجب منها بنتين زينب وبثينة، ولكنهما انفصلا، وبعدها ارتبط بعلاقة حب مع ابنة وزير وتزوجها ولكن بعد أسبوع من زواجهما أصدر الملك فاروق أمرا بطلاقه منها حتى لا تصبح عادة بزواج البسطاء ببنات الأعيان والوزراء".
 
وأضاف الابن: "طلق والدى زوجته الثانية رغم حبه لها رغما عنه، وكان الملك يغار من أبى لوسامته وإعجاب الفتيات والسيدات به، كما كان يغار من رشدى أباظة، ولم يغنى والدى للملك مطلقا،حتى عندما كان يحضر الملك إلى كازينو بديعة الذى يغنى فيه، وبعد طلاقة من ابنة الوزير تعرف بجدتى "فاطمة الشنطورية" التى كانت تغنى وتعزف عود وكمنجة، وأعجب بابنتها وتزوجها وأنجب منها ثلاث أبناء ليلى وإيمان وأنا أصغرهم، فأنا ابنه الوحيد"
وقال موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب عن عبدالغنى السيد: "الوحيد الذى هزمنى مرتين".
 
عبد الغنى السيد (5)
 
ويفسر محمد عبدالغنى السيد مقولة موسيقار الأجيال عن والده قائلا: "فى بداية مشوار والدى الفنى كانت منير المهدية مكسرة السوق، وذلك قبل شهرة أم كلثوم، وكانت تقدم مسرحية مصرع كليوباترا التى لحنها سيد درويش واستكملها عبدالوهاب وكان يمثل فيها".
 
وتابع ابن المطرب عبدالغنى السيد: "سافر محمد عبد الوهاب إلى لبنان أثناء العرض، فسألت منيرة المهدية الموسيقار زكى مراد عمن يمكن أن يحل محله، فنصحها بالاستعانة بعبد الغنى السيد، مؤكدا أنه أقرب صوت لعبد الوهاب، ويتميز بوسامته وإعجاب الفتيات به، فاستعانت به وحقق نجاحا كبيرا أدى إلى زيادة مدة العرض".
 
 وأضاف: "عندما عرف عبدالوهاب جاء بسرعة ليرى عبدالغنى السيد، الذى حل محله وحقق هذا النجاح، وعندما سمعه انبهر به ونشأت بينهما صداقة كبيرة، وأصبح عبدالغنى السيد مطرب فرقة منيرة المهدية التى كانت أكبر فرقة وقتها".
 
عبد الغنى السيد (9)
 
وعن المرة الثانية التى تفوق فيها عبدالغنى السيد على موسيقار الأجيال قال ابنه: "بعد هذه الواقعة أجرت مجلة الاثنين أوائل الثلاثينات استفتاء عن أحب مطرب لقلوب المستمعين فى ففاز والدى بالمركز الأول وجاء عبد الوهاب فى المركز الثانى وصالح عبدالحى فى المركز الثالث، ولذلك قال عنه عبدالوهاب "إنه هزمه مرتين".
 
وأكد ابن عبدالغنى السيد أن والده كان منافسا قويا وصوتا لا يمكن تقليده، واحتلت صوره غلاف مجلة الإذاعة، ولحن له السنباطى ومحمد عبدالوهاب والقصبجى، قائلا: "غلطة عمر أبى أنه اهتم بالإذاعة أكثر من اهتمامه بالسينما، فى حين حقق المطربون الذين اهتموا بالسينما شهرة أوسع مثل محمد فوزى وفريد الأطرش"
 
وأوضح أن رصيد والده فى الاذاعة أكثر من 800 اغنية، وفى السينما 16 فيلما فقط تنوعت أدواره فيها بين التمثيل والغناء، ولم يقم بدور البطولة سوى فى 6 أفلام، وهى: "شىء من لا شىء، وشارع محمد على، وراء الستار، الكيلو 99، ضحيت غرامى".
 
وعن علاقة والده بمحمد عبدالوهاب قال محمد عبدالغنى السيد: "أبى كان يتميز بقدرة فائقة على التقليد، حتى أن منير مراد الذى اعتاد تقليد الفنانين كان يرفض تقليد أبى ويقول لو قلدته سيقلدنى ويتفوق على، وكان عبدالوهاب يستفيد من قدرة أبى على تقليد الأصوات فى اختبار المواهب الجديدة، وحين يأتيه مطرب جديد فى السهرات التى يجتمع فيها مع والدى يطلب من أبى أن يقلده، فإذا قلده بالسلب لا يتحمس له عبدالوهاب، وإذا قلده بالإيجاب يتبناه موسيقار الأجيال".
 
عبد الغنى السيد (12)
 
وتابع: "نشأت بين أبى وموسيقار الأجيال صداقة قوية وكان عبدالغنى السيد العداد الخاص بعبد الوهاب، ومن هؤلاء الذين أجازهم أبى وتحمس لهم فطاحل الفن وأهمهم عبدالحليم".
 
وأضاف: "حضر أبى أول جلسة بين عبدالوهاب والعندليب، وعندما سأله عبدالوهاب عن رأيه فى صوت عبدالحليم قال له: "الولد ده حكاية ماتسيبهوش يا عبدة ده الصوت الواعد الجديد".
 
وعن وفاة والده قال محمد عبدالغنى السيد: "كان أبى محبوبا ويلجأ له زملاؤه فى أزماتهم، حيث لجأت إليه صباح حين أرادت الطلاق من أنور منسى، وبالفعل تدخل وأقنع منسى، وساعدها فى ضم ابنتها هويدا، وفى يوم وفاته اتصلت به تحية كاريوكا وهى تصرخ وكان والدى نائما، ووقتها كانت متزوجة من فايز حلاوة وبينهما مشاكل، وقالت له "تعالى طلقنى منه".
 
عبد الغنى السيد (3)
 
وتابع: "أسرع أبى ليحاول تهدئة الأمر بينهما، فاحتدت عليه كاريوكا قائلة: "أنا جايباك علشان تطلقنى مش تصالحنى وشتمته، فانفعل والدى وسقط وأصيب بجلطة وأزمة قلبية حادة، ونقلوه إلى مستشفى العجوزة، وتوفى فى 9 ديسمبر 1962 ولم يتجاوز عمره 54 عاما".
 

عبد الغنى السيد (2)
 

عبد الغنى السيد (7)
 

عبد الغنى السيد (8)
 

عبد الغنى السيد (10)
 

عبد الغنى السيد (11)
 
 

عبد الغنى السيد (13)
 

عبد الغنى السيد (14)
 

عبد الغنى السيد (15)
 

عبد الغنى السيد (16)
 

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر