بعد تألقه بدور المغتصب.. هل يلعب سعد لمجرد دور الضحية فى كليب جديد؟

المعلم المعلم
 
مصطفى فاروق

هى ليست صدفة وربما لا تكون مدبرة، ولكنها فى كلا الحالتين "حاجة مريبة جدًا"، وصف مختصر لحالة الهياج الجماهيرى التى تجتاح السوشيال ميديا مع كل كليب جديد يصدره المطرب المغربى سعد لمجرد، ليست نتيجة "حلاوة الكليب" أو أن الأغنية "رائعة بزيادة" ولكنها تأتى فقط بعد تمهيد وإثارة وتشويق ولا "أجدعها فيلم درامى"، حيث يصدر كل كليب جديد للمعلم فور خروجه من السجن نتيجة "تهمة اغتصاب"، آخرها كليب "بدك إيه" الذى سيظهر خلال أيام.

صدفة تكررت عدة مرات فى أقل من سنتين ولو تتبعنا توقيت كل كليب من كليباته لوجدنا صدوره يأتى بعد "مصيبة" يقوم بها المعلم، نرتكز هنا على ماهية ارتباط كليبات سعد لمجرد الأخيرة بفكرة محاولة "تجميل مصيبة ما"، ومحاولة تناسى جمهوره لارتباط اسمه عالميًا بتهمة الاغتصاب، ويصبح عن جدارة "معلمًا" فى هذا المجال، بعد ثبوت التهمة عليه مرتين فى نفس السنة من فتاتين مختلفتين تجمعهما جنسية واحدة، وهى الفرنسية.

سعد لمجرد في فرنسا

آخرها تلك التى كانت بمثابة القشة التى قسمت ظهر البعير، باعتدائه على فتاة عشرينية فى ضاحية سان تروبيه الساحلية فى الجنوب الفرنسى، وتم إلقاء القبض عليه عقب اتهامها له رسميًا بالاعتداء عليها جسديًّا وجنسيًّا، وتم توجيه تهمة الاغتصاب إليه من قبل الإدعاء الفرنسى وقتها، وأودع فى السجن يومين على ذمة التحقيقات، حتى انتشرت الأفراح المؤقتة على مواقع التواصل بالإفراج عنه تحت مسمى "البراءة"، إلا أنها كانت مجرد "إطلاق سراح مشروط" على ذمة التحقيقات التى وصفها القضاء بـ"قضية معقدة"، إثر تضارب الأقاويل بين لمجرد والفتاة، وأقر سعد باصطحابه إياها إلى غرفته بالفندق برغبتها، وتم عمل علاقة جنسية بالتراضى، فتم إعطاء حرية مؤقتة للمعلم بعد دفعه كفالة 150 ألف يورو ما يقارب الثلاثة ملايين بالجنيه المصرى، وبعد قرابة ثلاثة أسابيع بالتمام عن "براءة المعلم المزيفة" تم الطعن فى قرار إطلاق سراحه رسميا بعد استئناف ممثلى الادعاء فى دراجينيان جنوبى شرق فرنسا شروط الكفالة الصادرة عنه مما دفع القضاء الفرنسى استصدار مذكرة جديدة فى حق المعلم للقبض عليه مرة أخرى وإيداعه السجن فى سان تروبيه، مع إعادة فتح التحقيقات فى نفس القضية.

سعد لمجرد (3)

وما زاد الطين بلة وقتها هو طلب فتاة فرنسية تدعى لورا للقضاء الفرنسى استعجال قرار بسجنه مرة أخرى على ذمة قضيتها الشهيرة منذ سنتين، حيث يعتبر تاريخ المعلم حافلًا بالإنجازات فى مجال الاغتصاب فى فرنسا، حيث تم إثبات تهمة اغتصابه لورا وسجن على إثرها لعدة أشهر، حتى خرج منها "زى الشعرة فى العجين" بعد وقوف محامى القصر الملكى المغربى بنفسه كرئيس لهيئة الدفاع عنه وهو المحامى الفرنسى إيريك، الملقب بالغول، وخرج المعلم من السجن باحتفالات عارمة ربيع العام الماضى، أرفقها بإطلاق كليب جديد بعنوان "let go"، وختمه بتتر طويل مفاده توجيه كلمة شكر للملك وكل من وقفوا بجانبه حتى تمتعه بالبراءة المؤقتة، ولكن سرعان ما تم تناسى تلك البراءة المزيفة مع طعن لورا للقضية ومع دخوله فى دوامة قضية اغتصاب جديدة فى سان تروبيه.

سعد لمجرد (1)

ويبدو أن سيناريو "الكليب بعد السجن" والاعتماد على الدعاية الجماهيرية من حيث المشاهدات بعد فترة غياب، ستتكرر مرة أخرى، فبعد ظهور كليب "كازابلانكا" نهاية يوليو الماضى، الذى كان بمثابة "مصالحة" للجمهور وبداية انطلاقة جديدة فى مشواره خلال موسم الصيف، بعد تمتعه بحرية مؤقتة بالخروج من فرنسا والقيام بفترة نقاهة فى موطنه المغرب، وقع فى فخ الاغتصاب مرة أخرى بعدها بأيام بالقضية الجديدة، والذى غاب على إثرها لقرابة الأربعة أشهر، حتى قرر الخروج علينا بمفاجأة جديدة، بعد إطلاق سراحه منذ أيام، عقب دفع كفالة مالية مع استمرار التحقيقات الجارية إبان "فضيحة" اغتصابه فتاة فرنسية فى التاسعة والعشرين من عمرها، بعد استدراجها فى أحد النوادى الليلية فى سان تروبيه نهاية أغسطس الماضى، وتم إيداعه السجن وقتها بتهمة الاغتصاب وتعد هذه هى المرة الثانية التى يتم فيها الإفراج المؤقت عن سعد لمجرد فى نفس التهمة، بعد إطلاق سراحه منتصف سبتمبر الماضى تحت شروط رئيسية أهمها سحب جواز سفره وحرمانه من مغادرة الأراضى الفرنسية وإلباسه حزام ممغنط لتتبعه مع إجباره على تسليم نفسه يوميًا فى الدرك الفرنسى، والأهم من ذلك إعلانه كـ"إطلاق سراح مشروط" أى مازال على ذمة التحقيق.

ايريك محامي سعد لمجرد (3)

حرية مؤقتة أتت مع تأزم موقفه القانونى خاصة مع قرار "الغول" انسحابه بشكل رسمى من الدفاع عنه بعد "شكوك" حول مصداقية موكله، وهو ما يعنى بالتبعية تخلى "القصر الملكى" عنه وكبار رموز البلد ممن ساندوه من قبل فى قضيته الأولى، وزادت المصائب تباعًا بعد قرار أكبر الإذاعات المغربية "هيت راديو" منع إذاعة أغانيه، استجابة لحملة جماهيرية ظهرت للنور مثلت بدايات "زوبعة" ربما تكون تمهيدًا لعاصفة تمحى تاريخه السمعى والبصرى فى المغرب، بإطلاق حملة "ماساكتاش، عبر منصات السوشيال ميديا انطلاقًا من تويتر، على غرار هاشتاج "مى تو" الشهير عالميًا المناهض للتحرش والاغتصاب، تبنتها ضحيته الشهيرة لورا، وهدف الحملة الجديدة بسيطة جدًا، "حظر إذاعة أغانى سعد لمجرد على الإذاعات المغربية"، وزاد الأمر للضعف بعد قرار إدارة جوائز الموسيقى الأفريقية سحب ترشيح سعد لمجرد رسميًا من لقب أفضل مطرب مغربى لعام 2018، عقب ثبوت تهم الاغتصاب عليه، والمريب فى الأمر هو تجاهل "عشاق المعلم" وجماهيره المخلصين لكل تلك الأمور والتداعيات الأخلاقية التى تصيب تاريخه الفنى فى مقتل، ويظلون يقيمون الاحتفالات مع كل قرار "إطلاق سراح مؤقت" يناله وكأنه وصم بالبراءة المطلقة من تهم تم إثباتها سلفًا.

60692-لورا

براءة لن تدوم اعتاد عليها لمجرد مؤخرًا، يستغلها فى القيام بالدعاية لعمل فنى جديد، ويبدو أنه لم يدخر وقتًا فى التخطيط للكليب هذه المرة، فكان أول رد فعل رسمى من المعلم نشره صورة غريبة على الانسجرام نصف عارى وهو فى مسبح، مرفقة بكلمة شكر كالعادة لجمهوره ممن وقفوا بجانبه ووثقوا فى براءته، مع إرفاقه بالكشف عن مفاجأة "غير متوقعة"، تكمن فى تجهيزه لإطلاق كليب جديد مساء 17 ديسمبر، تحت مسمى "بدك إيه"، نفس النهج الذى قام به من قبل فى كليب "let go"، ولكن الاختلاف هذه المرة يكمن فى تفصيلة "مريبة" ظهرت فى الصورة، بعيدًا عن كونه يجلس فى "حمام سباحة" عاريًا فى عز البرد، لكن ظهرت على جسده علامات "جروح" و"ندوب"، منها إصابته فى عينه اليسرى وكأنه تلقى لكمة قوية فيها، مع وجود ندب كبير على كتفه الأيسر ويمتد على طول صدره، مما يثير الشكوك حول ماهية لعبه "دور الضحية" فى قصة الكليب الجديد، ضحية ضرب أو اعتداء ما نتجت عنها تلك الجروح والندبات، ما يثير أيضًا السخرية حول ماهية إجادته لهذا الدور، خاصة بعد نجاحه الباهر فى أداء دور "المغتصب" خلال الفترة الأخيرة من مشواره الفنى.

 

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر