الوثائقى «مبنى للمجهول» يكشف: الموساد الإسرائيلى وراء مقتل جمال حمدان

جمال حمدان جمال حمدان
 
باسم فؤاد

25 عاما مرت على رحيل جمال حمدان أشهر عالم مصرى فى الجغرافيا السياسية ظهر فى القرن العشرين، الذى انتهت حياته بلغز لم نصل إلى ملابساته حتى الآن، وأثيرت حوله العديد من التساؤلات، هل كان موته مدبرا بعملية اغتيال معدة سلفا؟! ولماذا زهد الدنيا بمالها وبنيها ومناصبها، وفرض على نفسه حياة قاسية وارتضى بالعيش فى غرفة متواضعة رافضا كل العروض التى جاءته لتولى مناصب عليا فى مصر ودول الخليج؟! أسئلة عديدة يجيب عنها الفيلم الوثائقى "مبنى للمجهول" من إنتاج "إعلام المصريين" فى محاولة لكشف كواليس وفاته ووضع الرجل فى مرتبة يستحقها ولم ينلها فى حياته كنموذج لشخصيات أثرت فى المجتمع المصرى.

تقول هناء عبد الفتاح، المنتج المنفذ، فى تصريحات خاصة لـ"عين": إن الفيلم يجيب عن لغز مقتل العالم جمال حمدان، الذى اغتاله الموساد الإسرائيلى، والشواهد على ذلك كثيرة منها اختفاء موسوعته عن اليهود التى كان ينوى نشرها، ورأت إسرائيل أنها تمثل تهديدا لدولتها، وتكشف الكثير من أسرارهم التى لم تذع من قبل، وبعد مقتله اختفت هذه الكتب تحديدا، ويتساءل الفيلم عن أسباب سرعة غلق التحقيقات فى النيابة فيما يخص مقتله، خاصة بعد توافر معلومات عن وجود أجنبيين سكنا فى عمارته لمدة شهرين وكانا يراقبانه، واختفيا تماما بعد مقتله، بالإضافة إلى تعرض طباخه إلى كسر قدميه وذهب لبلدته لتلقى العلاج، وكأنها خطة موضوعة بإحكام ليكون وحيدا ليسهل التخلص منه.

واستعان صناع الفيلم بصور وفيديوهات واقعية من حياة جمال حمدان، بالإضافة إلى الاستعانة بالممثل عصام شعبان لتجسيد دوره، ومن الضيوف الذين يتحدثون عن حياته لمعاصرتهم إياه، أخوه اللواء عبد العظيم حمدان، وصديقه يوسف القعيد، واللواء مجدى البسيونى، والدكتور محمد المهدى الذى أجرى دراسة عنه بعنوان "جمال حمدان.. المحنة والعزلة"، والأستاذ محمد بدوى من أهل بلدته، وتلميذه د. السيد الحسينى رئيس الجمعية الجغرافية.

لم يكن جمال حمدان شخصية عادية بل كان مثيرا للتساؤلات فكيف لمثله يسكن غرفة فقيرة أن يرفض التكريمات وما عرض عليه من أموال، بالإضافة إلى اعتزاله النساء ورفضه الزواج، لذلك استعان صناع الفيلم بأطباء النفس لتحليل شخصيته، وأوضح الدكتور محمد مهدى ضمن أحداث الفيلم أن حمدان عانى من "جرح نرجسى"  فبالنظر إلى نشأته نجده سمى جمال على اسم أخيه جمال الدين ولم يكن أكبر إخوته لينال المدح أو أصغرهم لينال التدليل، وشعر بأنه مهمش، وكان لديه كبرياء ويعتز بنفسه جعله يريد أن يثبت نفسه فى كتاباته ليعوض ما عانى منه.

وأضافت عبد الفتاح أن حمدان اختار أن يعيش فى عزلة عن الناس، وعاش فى غرفة فقيرة، وذكر الكاتب الكبير حسنين هيكل أنه ذهب لزيارته ذات يوم وقابله حمدان برد فعل غريب، إذ قال له: "أنت مش واخد معاد.. ارجع"، وبعدها كتب هيكل جوابا أرسله لحمدان اعتذر فيه عن مجيئه دون موعد مسبق.

وأشارت هناء عبد الفتاح إلى أن قيمة جمال حمدان كعالم جغرافيا تتضح حين نعلم أنه تنبأ بمشروعات نادى بها فى عصره، وتسعى الدولة لتنفيذها الآن، ومنها العاصمة الإدارية الجديدة، وقناة السويس الجديدة، مضيفة أن حمدان مرجع مهم جدا فيما يتعلق بجغرافيا مصر بل يعد أهم مرجع، ورغم ذلك لم يلق التكريم المناسب، فلم يطلق اسمه على ميدان أو شارع، أو تسمية إحدى جوائز الدولة باسمه.

ويبرز الفيلم قصة صفى الدين أبو العز الذى استطاع بعلاقاته السياسية أن يحصل على ترقية علمية كان يستحقها جمال حمدان، فغضب الأخير، وقدم استقالته من جامعة القاهرة وتفرغ لأبحاثه وكتبه، وتولى "أبو العز" رئاسة قسم الجغرافيا بالجامعة، كما شغل مناصب سياسية أهمها تعيينه وزيرا للشباب عام 1968، وشغل رئاسة أبرز الجمعيات والهيئات الجغرافية فى مصر والعالم العربى، بينها الجمعية الجغرافية المصرية.

وتعرض قناة ON E، اليوم الخميس، الفيلم الوثائقى "مبنى للمجهول" فى تمام الخامسة والنصف، الذى تدور أحداثه حول لغز وفاة عالم الجغرافيا الدكتور جمال حمدان صاحب موسوعة شخصية مصر، والذى توفى فى ظروف غامضة، ويعاد بثه مرة أخرى يوم الجمعة فى تمام 1:30 ظهرا وفى تمام الساعة الـ6:00 مساء وفى تمام الساعة الـ 10:00 مساءً.

بينما اختارت قناة الحياة عرض الفيلم الوثائقى "مبنى للمجهول" يوم الجمعة فى تمام الـ2:30 عصرا والساعة 11:30  مساءً، ويعاد السبت الساعة 5:30 و9:30 مساء.

ويعتبر الفيلم الوثائقى الذى أنتجته "إعلام المصريين" هو أول تحقيق تليفزيونى عن وفاة حمدان، ضمن سلسلة ملفات تحقق فى مجموعة من النهايات الغامضة، التى لم يتم الكشف عن حقيقتها حتى الآن، وقد تم اختيار "مبنى للمجهول" اسما لهذه السلسلة، وتضم شخصيات بجانب جمال حمدان، عالم الذرة المصرى يحيى المشد، وعالمة الذرة سميرة موسى، ضمن 10 شخصيات سيتم الكشف عنهم تباعا.


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر