سمير صبرى.. يفتح خزائن أسراره وذكرياته مع عمالقة الفن (1-2)

 سمير صبرى سمير صبرى
 
حوار - زينب عبداللاه تصوير - السعودى محمود

- سعاد حسنى طلبت من سمير خفاجة إعداد مسرحية استعداداً لعودتها.. ولهذه الأسباب حزنت بعد منحها جائزة النقاد فى مهرجان الإسكندرية

 

- كيف ساهمت نجوى فؤاد فى إقامة مهرجان القاهرة السينمائى؟.. ولماذا طلب أميتاب باتشان زيارة منزل السادات أثناء مشاركته بالمهرجان؟
 
أمام الفنانة لبنى عبدالعزيز وقف الطفل الذى يجيد أكثر من لغة لأول مرة أمام ميكرفون الإذاعة ليصور حلقة من برنامج ركن الطفل الذى تقدمه الفنانة باللغة الإنجليزية، انطلق الطفل ليغنى ويمثل ويجيب عن الأسئلة رغم رهبة الموقف، ينظر من خلف زجاج الاستديو ليرى هؤلاء العمالقة الذين ينظرون إليه، العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ وعملاقة الإذاعة آمال فهمى، ورئيس الإذاعة، وقتها عبدالحميد الحديدى، وبعدما انتهى من التصوير لم يتمالك نفسه فرحا عندما رأى هؤلاء العمالقة يصفقون له ويشيدون بأدائه، ضحك العندليب قائلا: «ده جن خدعنى لمدة سنة وعمل نفسه أجنبى واسمه بيتر». كان هذا اليوم فارقا فى حياة الطفل خاصة بعدما أبلغه رئيس الإذاعة بالتوجه إلى ذاك الرجل الذى يجلس وأمامه صندوق ومجموعة أوراق، فمنحه 50 قرشا كأجر عن تصوير الحلقة، وكان هذا أول أجر حصل عليه الطفل متعدد المواهب، ووصفه بأنه «أغلى وأحلى فلوس فى حياته». مر على هذا اليوم ما يقرب من 60 عاما، ليقف هذا الطفل الذى صار فنانا كبيرا متعدد المواهب بعد رحلة عطاء طويلة «تمثيل وغناء واستعراض وتقديم لأقوى البرامج»، ليتسلم درع الدورة الأربعين من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، تكريما له عن رحلة عطائه.
 
1
 
أمسك الفنان الكبير بالجائزة واجتاحته نفس المشاعر التى عرفها فى طفولته عندما تسلم الخمسين قرشا الأولى فى حياته، لم يصدق نفسه وكادت الدموع تنساب من عينيه وهو يرى هذه اللحظة التى تمنى أن يراها قبل أن يفرغ الأجل، وأن يتم تكريمه وهو على قيد الحياة وليس بعد الرحيل كما يحدث دائما مع معظم الفنانين والعمالقة الذين اقترب منهم وكان شاهدا على مسيرتهم من التألق حتى الانزواء ومغادرة الأضواء.
 
صديق العمالقة ورفيق المبدعين
 
حياة حافلة بالإبداع فى كل مجالات الفن عاشها الفنان الكبير سمير صبرى الذى تتسع مواهبه فلا تجد توصيفا يكفيه، فهو الممثل والمنتج والفنان الاستعراضى والإعلامى والمذيع والمؤرخ الفنى وصاحب أقوى الفرق الاستعراضية والبرامج الحوارية التى كانت باكورة لبرامج التوك شو بل للصحافة الاستقصائية، صديق العمالقة ورفيق المبدعين، الشاهد والصانع للعديد من الأحداث فى حياة كبار النجوم من فنانى الزمن الجميل، اقترب من كل نجوم السياسة والفن والأدب، ملوك ورؤساء وفنانين ومبدعين فى كل المجالات وحاورهم وعرف أسرارهم وشهد نهايات عدد من عمالقة الفن، فكان لهم الصديق والرفيق الوفى الذى يذكرهم حين ينساهم الجميع وتبتعد عنهم الأضواء.
 
منذ بداياته تألق فى التمثيل وقدم عددا كبيرا من الأفلام السينمائية التى تنوعت فيها أدواره بين الكوميديا والتراجيديا «البحث عن فضيحة، شنبو فى المصيدة، حكايتى مع الزمان، وبالوالدين احسانا، التوت والنبوت، العيال الطيبين، الأخوة الأعداء.. وغيرها»، كما أنتج 22 فيلما سينمائيا، وقدم عددا من أقوى البرامج التى حاور فيها «كبار النجوم ورجال السياسة والفنون»، ومنها برامج «هذا المساء، كان ياما كان، النادى الدولى» وحاور عمالقة الفن والسياسة الأدب ومنهم السلطان قابوس، وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ، وأم كلثوم وفريد شوقى، ومصفى أمين ويوسف إدريس وتوفيق الحكيم، ويوسف السباعى، ومحمد على كلاى.
 
وشارك فى بطولة عدد من المسلسلات «حضرة المتهم أبى، قضية رأى عام»، وأسس فرقة استعراضية كان لها شهرة واسعة، واستطاع من خلالها أن يعيد فراشة السينما سامية جمال للأضواء والرقص بعد سن الستين.
 
كان لنا حوار مع الفنان الشامل سمير صبرى فتح فيه خزائن أسراره وذكرياته وتحدث عن بداياته وعلاقاته بعمالقة الفن وأسراره معهم، وفى الجزء الأول من الحوار الذى ننشره فى جزأين تحدث سمير صبرى عن تكريمه فى مهرجان القاهرة السينمائى وعن طفولته وعلاقته بعمالقة الفن والإعلام ومنهم عبدالحليم حافظ الذى بدأت علاقته به بخدعة، كما كشف عددا من الأسرار عن حياة العندليب وطقوسه، وعلاقته بالسندريلا وأحزانها ورحيلها، وتفاصيل علاقته بجلال معوض ولبنى عبدالعزيز وأمال فهمى، كما تحدث عن أصحاب الفضل فى تنفيذ فكرة إقامة مهرجان القاهرة السينمائى.
 
تكريم بعد طول انتظار
 
بدأ الفنان الكبير حديثه واصفا لحظة تكريمه بمهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الأربعين: «كنت فرحان جدا بالتكريم، فخلال الأربعين سنة من عمر المهرجان، ومن عملى فى الإعلام والسينما والإذاعة والحفلات والمهرجانات التى غنيت فيها مع فرقتى الاستعراضية كنت أقول: نفسى اللى عملته طوال تاريخى حد حس بيه، وكنت أحضر كل حفلات المهرجان من يوم أن قدمت الحفل الأول عام 76 بعدما أنشأه كمال الملاخ، وأقول هل سيأتى اليوم الذى أصعد فيه هذا المسرح، وأخذ هذا التمثال، ويتم تكريمى فى المهرجان على مجمل أعمالى السينمائية، حتى أشعر أن السنوات التى قضيتها من عمرى فى الفن لم تذهب هباء».
 
ربما تأثر الفنان الكبير بما عاصره من نهايات فنانى الزمن الجميل الذين اقترب منهم وشاهد كيف انحسرت عنهم الأضواء ولم يتم تكريمهم إلا بعد وفاتهم، ليستكمل حديثه قائلا: «كنت أحضر المهرجان كل عام وأنتظر هذا التكريم وأقول لنفسى هما مابيفتكروش الفنانين إلا بعد رحيلهم، ويقولوا نهدى هذه الدورة للراحل الكبير فقيد الفن، وتوقعت أن يحدث معى ما حدث مع غيرى وأن يأتى يوم تكريمى بعد رحيلى ليرسلوا لابنى فى لندن حتى يحضر ليتسلم الجائزة ويبكى الحاضرون على الفنان الراحل».
 
6556
 
واستطرد قائلا: «فوجئت فى الدورة الأربعين أنهم افتكرونى وكرمونى فلم أصدق نفسى ولم أتمالك دموعى، ومر أمامى وأنا على خشبة المسرح أثناء استلامى درع المهرجان شريط حياتى وحبى للسينما منذ طفولتى، وسؤال أهلى لى هل ستكون ضابط مثل والدك، فأرد عاوز أطلع ممثل زى أنور وجدى علشان بيبوس ليلى مراد فى الفيلم».
 
نجوى فؤاد والعندليب أصحاب الفضل
 
يتحدث الفنان الكبير الذى كان شاهدا على بداية فكرة إنشاء مهرجان القاهرة السينمائى عن دور العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ والفنانة نجوى فؤاد فى تنفيذ الفكرة: «الفكرة نشأت وتم تنفيذها أمامى عندما كان كمال الملاخ يتحدث مع عبدالحليم حافظ عن إقامة مهرجان للسينما فى مصر قبل إسرائيل، لأنه عرف أن إسرائيل تنوى إقامة مهرجان للسينما بها، وكانت العقبة عدم وجود ميزانية للمهرجان، فتحمس العندليب للفكرة واقترح أن يقوم بإحياء عدد من الحفلات يخصص عائدها لميزانية المهرجان، وهذا ما فعله هو والفنانة وردة، كما تحمست الفنانة نجوى فؤاد التى كانت متزوجة وقتها من سامى الزغبى مدير عام فندق شيراتون القاهرة، فأقنعته بإقامة المهرجان فى الشيراتون وأن يساهم الفندق كأحد الرعاة للمهرجان ويخصص 50 غرفة للضيوف، كما ساند النجم العالمى عمر الشريف المهرجان فى بداياته، ودعا النجمة العالمية كلوديا كاردينالى للحضور، كما حضر كل نجوم السينما فى مصر حفلة الافتتاح التى قمت أنا بتقديمها، كما فعلت ذلك خلال السنوات التالية، وعندما تولى سعد الدين وهبة رئاسة المهرجان سعى لدى الجهات الدولية لإعطائه الصفة الدولية، وظللت طوال فترة العظيم سعد الدين وهبة أقدم حفلات الافتتاح، وكان يحضر إليه دائما نجوم السينما العالميين».
 
يتذكر الفنان الكبير أكثر النجوم العالميين الذين استضافهم المهرجان شعبية: «لا أنسى عندما جاء النجم أميتاب تشان المهرجان، وقال لى «عاوز أزور بيت الزعيم أنور السادات، هذا الرجل الذى أحب بلده وصنع السلام ليحمى أبنائه من ن الحروب والدماء»، فاتصلت بالسيدة جيهان السادات ورحبت جدا وذهب معى اميتاب باتشان وزوجته وأولاده، وحينها سحب باتشان الأضواء من كل النجوم العالميين الذين حضروا المهرجان».
 
الإسكندرية بلد الفن والثقافات
 
يعود الفنان الشامل بالذاكرة للوراء ليتذكر طفولته وبداياته فى الإسكندرية، فيقول: «نشأتى الأولى فى الإسكندرية كان لها فضل كبير على شخصيتى، فالإسكندرية مدينة متعددة الثقافات وكان بها جاليات كثيرة أجنبية وعربية، وكل جالية لها فنونها كما كانت الإسكندرية أول مدينة عرفت السينما بعد باريس عندما اختارها الأخوين لوميير لإقامة ثانى سينما فى العالم سنة 1897، وبحكم وجود الجاليات كانت تأتى فرق زائرة تقدم عروضا على مسرح محمد على الذى أصبح بعد ذلك أوبرا الإسكندرية، وكانت أسرتى محبة للفنون وكان والدى ووالدتى وخالاتى يصطحبوننى وأنا طفل معهم، فأرى فرقة الكوميدى فرانسيس أكبر فرقة فى فرنسا، وفرقة شكسبير الإنجليزية، وفرقة الأوبرا الإيطالية، وكنت أجلس فى مطاعم الجاليات الأجنبية يومى الأحد والجمعة وأستمع إلى الموسيقى الكلاسيكية لبيتهوفن وموتسارت وشوبان، كما كان عدد من خالاتى رؤساء لبعض الجمعيات الخيرية وكانت هذه الجمعيات تقيم حفلات تحضرها كوكب الشرق أم كلثوم، فاستمعت فى طفولتى لهذه المعجزة الغنائية، وكانت بيوت العائلات بها بيانو أوعود لتعليم العزف والمدارس فيها قدرات وتعليم لمختلف الفنون، وأحببت اللهجة اللهجات واللغات المختلفة فتعلمتها، وتذوقت الأفلام السينمائية بكل مدارسها».
 
خديعة العندليب فى عمارة الفنانين
 
انتقل سمير صبرى إلى القاهرة مع والده، حيث أقامت الأسرة فى نفس العمارة التى يقيم فيها العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ وعدد من عمالقة الفن ومنهم فريد شوقى وهدى سلطان، ومديحة يسرى ومحمد فوزى، وفاتن حمامة، وهو ما كان له أثر كبير فى مسيرته وحياته.
 
وفى البداية تعرف الطفل الوافد من الإسكندرية على العندليب بحيلة ذكية يحكى عنها قائلا: «كنت أعشق العندليب وأتمنى أن اتحدث معه وألفت انتباهه، فكنت أنتظره عند الأسانسير لأركب معه، وهدانى تفكيرى أن أتحدث معه باللغة الإنجليزية، وأدعى أن اسمى بيتر وأننى أجنبى حتى ألفت انتباهه، وأكدت له اننى أعشق كل أفلامه وأتمنى أن يمنحننى بعض صوره، ففرح العندليب بأن الافلام العربية تلفت انتباه الأجانب وأعطانى صور كثيرة علقتها فى غرفتى، واستمرت هذه الخدعة لما يقرب من عام كامل حتى تصادف أن شاهدنى العندليب مع والدى، فقال له أبى أننى مغرم به وأعلق صوره فى غرفتى فكشف العندليب الحيلة وضحك».
 
3
 
يضحك سمير صبرى وهو يتذكر هذه الواقعة ويكمل حديثه قائلا: «ارتبطت بالعندليب ونشأت بيننا علاقة صداقة، وفى إحدى المرات زوغت من المدرسة وذهبت معه تصوير فيلم حكاية حب، وكانت سيدة الحوار العربى أمال فهمى تسجل معه خلال الفيلم فتعرفت عليها، وفى إحدى المرات اصطحبنى العندليب معه للإذاعة، وهناك قابلنا لبنى عبدالعزيز التى كانت ومازالت تقدم برنامج ركن الطفل باللغة الإنجليزية، فعرفها العندليب على قائلا: «خدعنى وعمل خواجة لمدة سنة»، فطلبت منى لبنى عبدالعزيز أن أشارك فى برنامج ركن الطفل، وكان وقتها عمرى حوالى 11 عاما وكنت طالبا فى مدرسة وفى فيكتوريا كولدج بالمعادى، ودخلت الاستديو، وكان من يستمعون لى مع مهندس الصوت وراء الزجاج عبدالحليم حافظ وأمال فهمى وعبدالحميد الحديدى رئيس الإذاعة فى هذا الوقت، وبعدها حصلت على مبلغ 50 قرش هو أول أجر أخدته فى حياتى وأحلى فلوس مسكتها فى إيدى، ولبنى قالت كل اسبوع لازم تيجى تسجل معايا، وبقيت كل أسبوع أزوغ من المدرسة علشان أروح ماسبيرو أسجل الحلقة وأخذ الـ50 قرش».
 
انطلاق الفتى الإسكندرانى
 
كان هذا البرنامج بداية انطلاق للصبى الإسكندرانى، الذى يتذكر هذه البدايات قائلا: «لا أنسى فضل الإعلامية الراحلة آمال فهمى التى اقترحت أن أقدم برنامج باقة من الموسيقى والأغانى الأجنبية على إذاعة الشرق الأوسط بعدما أصبحت أول رئيسة لها، وقالت لى : تكلم بالعامية، كأنك بتوشوش المستمع، ودائما أحترم المتلقى وأمنحه معلومة ولا تضيع وقته وتعلم فن الإنصات».
 
يستمر الفنان الذى احترف تقديم عدد من البرامج المميزة فى الحديث عن العمالقة الذين تعلم منهم قائلا: «تعرفت على جلال معوض عند عبدالحليم حافظ، حيث تعودت أن أجلس عنده لأشاهد البروفات وأرى العباقرة والعظماء، وأخذنى جلال معوض حفلات أضواء المدينة، فكنت أرى كيف يدير هذا العبقرى حفلات تجمع العظماء مثل وردة وشادية ونجاة ويقسم الوقت بين النجوم ويعرف كيف يقدم كل نجم، وبدأ يشجعنى على صعود المسرح وتقديم النجوم فى سن مبكر».
 
يتحدث سمير صبرى عن تأثره بالعندليب قائلا: «تعلمت من عبدالحليم الدقة، فكان يجرى البروفة على الأغنية لمدة شهر وتأتيه الفرقة الماسية كل يوم من 6-11 مساء، وأتذكر أنه كان يتحدث مع الشاعر نزار قبانى يوميا أثناء بروفات أغنية قارئة الفنجان فى وقت كانت التليفونات الدولية صعبة ليناقشه فى الكلمات ويغير فيها، فمثلا لم تعجبه عبارة «حبيبة قلبك يا ولدى نائمة فى قصر مرصود تحرسه كلاب وجنود»، وتحدث مع نزار حتى تم تغييرها، وكان نمكيا ومدققا».
 
يشير إلى عادات العندليب قبل الغناء: «بعد الانتهاء من البروفات وقبل الحفلة بيوم كان عبدالحليم حافظ يأخذ مجموعة من أصدقائه الذين يحضرون معه البروفات ومنهم أنا والراحل وجدى الحكيم وعصام بصيلة، لنذهب إلى المسرح الذى سيغنى فيها بعد الساعة الثانية عشرة منتصف الليل، ليقف على المسرح وينظر إلى المكان والكراسى الفارغة، وعندما سألته عن سر هذه العادة قال: «علشان يبقى فى ونس بينى وبين المكان اللى هغنى فيه».
 
وتابع الفنان الاستعراضى قائلا: «أخذت هذه العادة من العندليب وعندما كونت فرقة استعراضية وأصبحت ملك الأفراح فى مصر، اعتدت أن أذهب ظهرا إلى المكان الذى سأغنى فيه واقعد فيه 5 دقايق حتى يكون بينى وبينه ونس وألفة حتى ولو كنت غنيت فيه من قبل».
 
أحزان السندريلا
 
ينطلق سمير صبرى من الحديث عن العندليب إلى الحديث عن السندريلا قائلا: «مثلت مع السندريلا حوالى 4 أفلام وأصبحنا أصدقاء وكانت ست جميلة، وطفلة غلبانة ضائعة عاشت طفولة تعيسة وكانت بلا عائلة تحتاج من يرشدها دائما، وهذا ما وجدته سعاد حسنى عند «على بدرخان» لذلك كانت أفضل أفلامها خلال فترة زواجه من بدرخان، ومنها: الزوجة الثانية والقاهرة 30 وغيرها، وبعد بدرخان وجدته فى الأب الروحى لها صلاح جاهين».
 
وتابع متحدثا عن قصة حب العندليب والسندريلا: «كنت شاهدا على علاقة الحب الكبيرة التى جمعت عبدالحليم حافظ وسعاد حسنى لمدة 4 سنوات وكان يغار عليها بشدة، وعانى العندليب كثيرا بسبب هذه الغيرة، وسمعته بيتخانق معها فى التليفون على أشياء عديدة بسبب الغيرة، لكن لا أعرف هل تزوجها أم لا، فلم أرَ قسيمة الزواج، ولكن بعض الزملاء عارفين أكتر منى، ومنهم مفيد فوزى الذى يؤكد أنه تزوجها».
 
 
ويكمل حديثه عن السندريلا: «عندما قدمت سعاد حسنى آخر أفلامها الراعى والنساء، وكانت تشارك فيه بدون أجر كجزء من الإنتاج، بحيث تحصل على مقابل من بيع النسخ، أخبرها مسؤولو مهرجان الإسكندرية السينمائى بفوزها بجائزة أحسن ممثلة عن هذا الدور، ولكن بعد ظهر يوم توزيع الجوائز تغيرت النتيجة وقررت لجنة التحكيم منح جائزة أحسن ممثلة لنبيلة عبيد، ومنح سعاد حسنى جائزة النقاد، فحزنت السندريلا حزنا شديدا وكانت نفسيتها سيئة بسبب تغيير النتيجة».
 
يشير الفنان الكبير إلى تفاصيل ما حدث خلال هذه الحفلة قائلا: «حضرت السندريلا الحفل وكانت حزينة وكنت أغنى وهى أمامى وبجوارها أحمد زكى وكل نجوم مصر، وبعد غنائى أول أغنية تحدثت على المسرح، وقلت إننى سعيد جدا لوقوفى أمام الفنانة العظيمة التى استطاعت أن تقدم فى السينما كل الأدوار المختلفة «خلى بالك من زوزو، أميرة حبى أنا، بئر الحرمان، الزوجة الثانية.. سعاد حسنى»، فوقف كل من فى القاعة وعددهم 500 ليصفقوا لها، وفرحت السندريلا كثيرا بهذا المشهد، فأكملت حديثى وقلت: إذا كان فى القاعة 500 فرد، ففى خارج القاعة 500 مليون يصفقون لك، لأنك أقوى من أى مهرجان وجائزتك فى قلوب الناس، فضجت القاعة بالتصفيق وعزفت الفرقة الموسيقية موسيقى أغنية يا واد ياتقيل، وصعد إلى المسرح نور الشريف ومحمود عبدالعزيز ووقف ثلاثتنا وأعطيناها الميكرفون وغنت وهى سعيدة، وظلت تتذكر هذه الليلة دائما».
 
وتابع: «بعد غربتها فى باريس ولندن كنت أراها كلما سمحت الفرصة وعندما كنت أسافر باريس كنت أراها عن طريق شريف الشوباشى المسؤول عن مكتب الأهرام، وكانت تسكن فى استديو صغير فنتقابل نتغدى أو نتعشى سوا واستمرت الصلة معها عندما ذهبت لندن».
 
 
قتل أم انتحار
 
يتحدث عن الفترة الأخيرة فى حياة السندريلا قائلا: «عندما زاد وزنها بعد الجراحة التى أجرتها فى ظهرها كانت تعيسة جدا، لأنها لم تعد سعاد حسنى التى يعرفها الناس، وحزنت جدا عندما رآها محرم فؤاد ولم يعرفها، فقالت له: «أنت مش عارفنى أنا نعيمة ياحسن «وتأثرت جدا بهذه الواقعة، وتكرر نفس الموقف مع مع حسن يوسف».
 
وأردف سمير صبرى قائلا: «كان كل همها أن تستعد لتعود إلى مصر وترجع سعاد حسنى التى يعرفها الناس، فحرصت على إنقاص وزنها وأجرت عمليات فى الأسنان وجراحات تجميل، وكلمت سمير خفاجة حتى يجهز لها مسرحية مثل التى أعدها للفنانة شادية وكانت كل هذه الشواهد تؤكد أنه لم يكن لديها هذا الاكتئاب الذى يؤدى للانتحار».
 
 
 
وعن البرنامج الذى قدمه سمير صبرى بعنوان «رحيل السندريلا»، وسافر من أجله إلى لندن للتحقيق فى مقتلها والذى اتبع خلاله منهج التحقيق الاستقصائى، قال: «عندما توفت سعاد حسنى كنت فى المطار أصور وصول الجثمان وخطر لى خاطر أنا وصديقى صفوت غطاس لعمل حلقات عن رحيلها، وسافرنا بعد أسبوع وكنا الوحيدين الذين صورنا فى شقة صديقتها نادية يسرى، ولم نتهم أحدا وكنا نطرح أسئلة ونسأل الشهود، وكنت أنهى الحلقات دائما بمقولة أننا نتحقق ولا نحقق».
 
وأضاف: «الطب الشرعى البريطانى أكد عدم وجود أى كسر فى جسد سعاد حسنى وهو ما أكده الطب الشرعى فى مصر، فهل يعقل أن تسقط سعاد حسنى وكان عمرها وقت وفاتها 58 عاما من الطابق الساس دون أن ينكسر فيها إصبع، ورغم ذلك أقول الله أعلم هل قتلت أم انتحرت، وكل ما يهمنى أعمالها وحصيلة فنها الرائعة، فالعظماء لا يرحلون وسعاد باقية بأعمالها، وأنا فخور جدا بهذه الحلقات التى قدمتها عن رحيلها وأعتبرها نموذجا يمكن تدريسه فى كليات الإعلام عن كيفية إجراء تحقيق حى على حدث هز الرأى العام.

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر