فى ذكرى ميلادها.. هل أنصفت الأعمال الفنية شجرة الدر

الفنانة تحية كاريوكا تجسد شجرة الدر الفنانة تحية كاريوكا تجسد شجرة الدر
 
حسام البحيري

كثيراً ما تجتزئ الأعمال الفنية من حياة المشاهير كي تصنع للأعمال التي تخلد أسمائهم حبكة درامية ذات طابع خاص لكن المؤسف في هذا الأمر أنه من الممكن أن يكون هذا الاجتزاء مدمراً للشخصية الهامة التي نتحدث عنها ونتناولها في العمل الفني حيث أن هناك شخصيات أضافت الكثير ولابد منا عندما نتناول مثل هذه الشخصيات الحذر الشديد وتحري الدقة.

تمر بنا اليوم ذكرى وفاة الملكة شجرة الدر التي أختلف حول تاريخها الكثير من المؤرخين فمثلا يقول بعض المؤرخين أن ذكرى وفاتها هو اليوم الموافق 3 مايو فيما يقول غيرهم أن ذكرى وفاتها يوم 28 إبريل فهذا لا يفرق كثيرا لأن سؤالنا اليوم هو هل أنصفت الأعمال الفنية جلالة الملكة شجرة الدر والتي غيرت في تاريخ مصر بأكملها وأضافت لشخصية المرآة في التاريخ المصري فهيا بنا نستعرض كيف تناولتها الأعمال الفنية ومن هي شجرة الدر لنخرج من ذلك بما تستحق شجرة الدر من كل من يتناولها كمادة ثقافية وفنية.

 أولاً: كيف تناولت الأعمال الفنية شجرة الدر

جسدت شخصية شجرة الدر العديد من الفنانات في الأعمال الفنية وكانت البداية في فيلم خاص بشخصيتها وحمل أسمها أنتج عام 1935 جسدت فيه شخصيتها الفنانة آسيا داغر وكان من تأليف وإخراج أحمد جلال.

كما ظهرت بعدها شخصية شجرة الدر في أحداث فيلم «واإسلاماه» الذي أنتج عام 1961 والتي جسدت شخصيتها هذه المرة الفنانة والراقصة تحية كاريوكا وكان من تأليف على أحمد باكثير وروبرت أندروز، وإخراج أندرو مارتون.

كما تناولت شخصيتها أيضا الدراما العربية حيث أنتج مسلسل إماراتي باسمها وجسدت فيه شخصيتها الفنانة نضال الأشقر وكان من تأليف وليد سعد وإخراج صلاح أبو هنود.

وجسدت أيضا الفنانة سوزان نجم الدين شخصية شجرة الدر في المسلسل السوري الظاهر بيبرس والذي كان من تأليف غسان زكريا وإخراج محمد عزيزية.

ولعبت دور شجرة الدر الفنانة نوال أبو الفتوح وذلك من خلال مشاركتها في أحداث مسلسل الفرسان والذي ألفه سامي غنيم وإخراج حسام الدين مصطفى.

ثانيا: كيف قدمت الأعمال الفنية «شجرة الدر» وهل هذا ما تستحق؟

الأزمة في تناول أغلب هذه الأعمال لشخصية شجرة الدر أنها ركزت على بعض العناصر التي لم تضيف للشخصية التي يقدموها بل وسعة لتشويهها وإنكار إنجازتها حيث ركزت على الجانب الدراماتيكي في حياتها وهو أنها كانت مملوكة أنها كانت تقتل الرجال وتختار بينهما وتجعلهم يتقاتلان من أجلها وركز الجميع على قصة موتها بالضرب المبرح بالقباقيب «الشباشب» وتركوا ما قدمته شجرة الدر لمصر وإنجازاتها في التوسع وأشياء كثيرة كان لابد من التركيز عليها في شخصيتها.

هذا بخلاف دورها في تقدم المرآة في التاريخ المصري فهي تعد من رواد تحرر المرآة في مصر في هذا العصر حيث كان النساء في هذا العهد لا يشاركون في أمور الدولة وليس لهم تدخل في السلطة نهائيا حتى جاءت هي لتغير التاريخ وتغير أحداث الزمان وكأن الجميع نسى أنها  عندما جلست على العرش استطاعت أن تسيطر على زمام الأمور وأحكمت إدارة شؤون البلاد وكان أول عمل اهتمت به هو تصفية الوجود الصليبي في البلاد وقامت بإدارة مفاوضات معه انتهت بالاتفاق مع الملك لويس التاسع الذي كان أسيرًا بالمنصورة على تسليم دمياط وإخلاء سبيله وسبيل من معه من كبار الأسرى مقابل فدية كبيرة قدرها ثمانمائة ألف دينار يدفع نصفها قبل رحيله والباقي بعد وصوله إلى عكا مع تعهد منه بعدم العودة إلى سواحل البلاد الإسلامية مرة أخرى.


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر