«مازال الثلج يسقط».. انتصر المؤلف على المخرج فى بحثه عن هويته العربية

مسرحية مازال الثلج يسقط مسرحية مازال الثلج يسقط
 
جمال عبد الناصر

إذا لم يضف المخرج إبداعا على النص المسرحى الذى سيخرجه فليس هناك داع لتوليه تلك المهمة الصعبة، ولكن إذا كان المؤلف نفسه هو المخرج، فالناتج سيكون إما انحياز كامل لما كتب وإعجاب مطلق بكل كلمة وكل مشهد، وبالتالى فلا حذف أو إضافة إبداعية وسيتعامل مع نصه وكأنه كتاب مقدس وإما الفصل بين كونه كاتب للنص ومخرجه فيبحث لنفسه كمخرج عن إبداع آخر يضيفه على النص المكتوب، وهنا الصعوبة والإشكالية الكبرى التى تواجه دائما أى مخرج يؤلف لنفسه أو أى كاتب يقرر أن يخوض تجربة الإخراج، فهل ينتصر المؤلف على المخرج أم يبدع المخرج ويضيف للمؤلف، وهذا ما حدث مع الكاتب والمخرج حافظ أمان الذى تولى المهمتين فى المسرحية الإماراتية "مازال الثلج يسقط" لفرقة مسرح خورفكان والتى عرضت بمهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائى، فقد وقع حافظ أمان فى فخ الإعجاب بما كتبه .

مسرحية "مازال الثلج يسقط" تحكى قصة أخوين، هما عادل وجليل، أحدهما يحب ويمارس الرقص، وشقيقه الآخر عاشق للموسيقى، ويحدث بينهما صراع حول الهوية والوجودية ما بين ما هو واقع جديد ومعيش فى الغربة وواقع متخيل لموطنهما الأصلى، كما يتناول العرض مفهوم الأبوة، فهى محل نقاش وخلاف فى مفهومها بين الأخوين وافكار كثيرة يطرحها العمل وللحق نجح حافظ أمان المؤلف فى صياغتها، ولكن قدمها فى إطار إخراجى تقليدى، فى ظل غياب هوية محددة للعرض، إضافة إلى احتياج الممثلين إلى المزيد من التدريب على العزف على الجيتار للشخصية التى تعشق الموسيقى والمزيد من الإتقان فى الرقص للأخ الآخر المحب للرقص .

العمل يبدو طموحًا من حيث ميله إلى الرمزية لكنه سقط فى مطب التقليدية الاخراجية بالإضافة إلى وجود تغريب داخل العرض، وهو أمر جاء ضد مصلحة العرض وأفقد الحالة الإخراجية القدرة على بناء تواصل حميمى بين ما يؤدى على الخشبة وبين الجمهور فالمشكلة لا تكمن فى طبيعة الاتجاه المسرحى للنص أكان رمزيًّا أم واقعيًّا أم عبثيًّا، وإنما فى افتقاد الرؤية المسرحية لشروط كل من تلك الاتجاهات الثلاثة، على الرغم من أن موضوع العمل الأساسى وهو الصراع الداخلى على الهوية، وعلى تغليب ثقافة على أخرى كان مناسبا له من وجهة نظرى الاتجاه الواقعى.

وفق المخرج فى اختيار ممثليه فقد أسند شخصية الراقص والموسيقى لاثنين من الشباب لديهما طاقة كبيرة، ولكن كيفية استغلالها كانت هنا هى المشكلة فى إدارة الممثلين من قبل المخرج، ولكن لكون هذه التجربة هى الأولى للمخرج، فيُغفر له الكثير من الهنات، ويُشكَر على خوضه تحربة ثنائية كمخرج ومؤلف فى مسرح ثنائى يعتبر ثانى أصعب أنواع المسرح بعد المونودراما.

 
 
مسرح (1)
 

مسرح (2)
 

مسرح (3)
 

مسرح (4)
 

مسرح (5)
 

مسرح (6)
 

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر