"يمكن أن يطلق علىّ اسم فنان أفريقى أو فنان معاصر أو فنان بريطانى أو فنان بريطانى نيجيرى، وأنا سعيد بكل ما يطلق علىّ"، هكذا عرف الفنان الشهير ينكا شونيبار، نفسه، قبل مناقشة أحدث أعماله التى يحاول من خلالها تحقيقه حلمه بأن يلعب الفن دوره فى تشكيل التصورات عن الهوية والهجرة.
تستكشف أعمال "ينكا شونيبار" مفاهيم العرق والطبقة والهجرة والهوية باستخدام مجموعة متنوعة من الوسائط، التى ساعدت على ترشيحه لجائزة "تيرنر" فى عام 2004، فيما حصل على وسام الإمبراطورية البريطانية فى عام 2019، وهى واحدة من أعلى درجات الشرف فى المملكة المتحدة.
من جهته، يقول ينكار شونيبار – البريطانى من أصل نيجيرى – "أعتقد أن الفن يجب أن يعزز المحادثات، وأعتقد أن بالعمل على إنشاء حوار مع الجمهور يمكنك أن تنتج عملًا لأنك سعيد وتريد أن تقوم بشىء مبهج، أو تنتج شيئًا محزنًا، أما أنا أحب أن أخلط بين الاثنين، أى عمل شىء يبدو سعيدًا ويحتوى على بعض الحزن"، وذلك فى حواره مع "CNN".
وأضاف الفنان ينكار شونيبار "لقد نشأت فى لاجوس، فى نيجيريا، لذلك فأنا أحمل عملى على التعبير عن عناصر هويتى الخاصة وتاريخ ذلك، خاصة العلاقة الاستعمارية بين المملكة المتحدة ونيجيريا، ولقد تطرقت مؤخرًا إلى مسائل تتعلق بالهجرة، فأنا لست تقليديًا بالضرورة، بل أعود أحيانًا لتاريخ استخدام كل ذلك الفولكلور والحكايات لاستكشاف الاهتمامات المعاصرة".
وفيما تصور خريطة "مابا موندى" الموجودة فى كاتدرائية هيرفورد، مفهوم العالم فى أوروبا المسيحية إبان العصور الوسطى، يقول ينكار شونيبار، إن "مابا موندى" هى حقًا ذات صلة بالوقت الحاضر، إنها تحتوى على كل هذه الأنواع من المخلوقات الغريبة، والأشخاص المجهولين من أماكن بعيدة، وهى تتعلق بكيفية استجابة الناس للغرباء، ثم نوع الأشياء التى نعرضها على الثقافات الأخرى.
وفى كتاب "مخلوقات مابا موندى"، أعاد شونيبار تفسير خريطة القرن الـ21، وأضاف الفنان ينكار شونيبار، "أردت أن أجعل المخلوقات جريئة فى احتفالها بالألوان، لذلك أشعر أنها غافلة تمامًا عن أى نوع من التمييز الذى قد تتعرض له، أحاول فقط أن أجعل الناس يرون أن ما قد يقولونه عن شخص ما من بلد مختلف يمثل خرافة، إنها كلها أشياء مُتخيلة".
وتساءل "ماذا نفعل حقًا بشأن اللاجئين؟ كيف نتعامل مع اللاجئين؟ ماذا نفعل؟"، مضيفًا "أردت فقط من الأشخاص أن يباشروا بالتفكير بكل تلك القضايا حقًا، والفن نقطة انطلاق جيدة، لن يحل الفن المشكلة، ولكنه يستطيع أن يجعل الأشخاص يتحدثون عن هذه الأشياء".