جزيرة النساء الساحرة.. الجنة الإيطالية معروضة للبيع بثمن زهيد مين يشترى؟

جزيرة النساء جزيرة النساء
 
محمد رضا

هل حلمت يومًا بامتلاك جزيرة خاصة إيطالية؟، أصبح الأمر حقيقة الآن وليس مجرد أمنيات، حيث تبيع عائلة أرستقراطية جزيرة Isola delle Femmine الواقعة فى صقلية بسعر زهيد يعد أقل بكثير من سعر فيلا أو شقة فى مانهاتن.

Isola delle Femmine، أو كما تعرف باسم "جزيرة النساء"، هى جزيرة مرجانية بدائية بالقرب من باليرمو يقع على أرضها برج حجرى متهالك يعود للقرن السابع عشر، معروض للبيع مع عروض مدعومة بأكثر من مليون يورو أى حوالى 1.1 مليون دولار، والجزيرة يتم بيعها من قبل عائلة أرستقراطية، التى تكافح من أجل تحمل تكاليف العقارات التى تملكها منذ قرون.

تعد الجزيرة غير المأهولة ذات الشكل البيضاوى جزءًا من منتزه بحرى محمى أصبح الآن مكانًا رائعًا للغوص والغطس، وتقع المراسى والآثار الرومانية القديمة على قاع البحر المحيط بها، وتعيش فى مياه الشعاب المرجانية من قبل الكركند، وشقائق النعمان البحرية، والمادورا ستون المرجانية، الأمر الذى يضمن السباحة منفردًا وحمامات الشمس.

كانت الجزيرة فى الأصل معروضة للبيع بسعر أعلى بكثير، لكن مع عدم وجود مشترين تم تخفيض أسعارها الآن إلى أسعار مساومة، حيث قال وكيل العقارات ريكاردو رومولينى، لشبكة "سى إن إن" ترافل، "السعر كان فى البداية 3.5 مليون يورو، لكن بالنظر إلى أن أحداً لم يظهر للشراء، فقد خفضناه الآن إلى نطاق مرن يتراوح بين 1 و3 ملايين يورو، وهو مفتوح للعروض والمفاوضات".

تقع "جزيرة النساء" Isola delle Femmine، على بعد 300 متر فقط من قرية البر الرئيسى التى سميت على اسمها، كما أنه ذات مرة كانت الجزيرة شبه جزيرة متصلة بواسطة برزخ يسميها السكان المحليين "جزيرة اللايسولوتو"، جزيرة الطفل.

ويقول باولا بيلو باتشى، الكونتيسة التى تمتلك عائلتها الجزيرة منذ سبعينيات القرن الماضى، تقول "بعض الأشخاص المجانين يسبحون من القرية، ولكن هناك غالبًا تيارات قوية فى تلك المنطقة الضيقة من البحر"، مضيفًا "كانت هذه الإقطاعية دائمًا جوهرة عائلية، لكن لا معنى للتعلق بشىء لم نعد نستخدمه، ويمكن للمالك الجديد أن يبث حياة جديدة فى الجزيرة والبرج، الذى كان مهيبًا ويستحق إعادة بنائه."

ويشير التقرير إلى إن هذه الجزيرة ليست الصفقة الوحيدة التى يتم طرحها فى إيطاليا، حيث تم بيع العديد من البلدات والقرى الإيطالية مقابل أقل من سعر فنجان قهوة على أمل عكس اتجاه السكان، حيث يترك الشباب الشعبى العمل فى المدن.

وفيما يتعلق بتاريخ وآثار الجزيرة، فهناك أحواض هاون قديمة من الحجر الرومانى كانت تُستخدم ذات مرة لإعداد صلصة السمك المخمرة الذواقة المعروفة باسم جاروم، إلى جانب الآبار والأحواض القديمة لجمع مياه الأمطار، فيما يرتفع البرج القديم على تل عشب طويل، والذى كان جزءًا من شبكة دفاعية من القلاع التى تم بناؤها لحماية سواحل صقلية من غارات القراصنة المسلحين، وهناك عرض 360 درجة من الجزء العلوى الممتد إلى جزيرة أوستيكا.

وقد قصف الحلفاء القلعة فى الحرب العالمية الثانية، واستخدمتها البحرية الأمريكية فيما بعد كموقع عسكرى لحراسة الساحل الشمالى لصقلية، ويقول رومولينى، "يمكن لإعادة التصميم أن تحوله إلى سكن خاص حصرى أو مكان فخم للاحتفالات والمناسبات التجارية"، مضيفًا "يمكن للمالكين الجدد التقدم بطلب للحصول على حوافز ضريبية وتمويل من الاتحاد الأوروبى إذا جاءوا بمشروع تطوير يحترم الطبيعة المحيطة"، كما يتم الترويج للبرج أيضًا كموقع محتمل لعروض الأزياء أو كأداة إعلانية للعلامات التجارية التى ترغب فى وضع شعارها على البرج.

أما السر وراء تسمية الجزيرة باسم "جزيرة النساء"، فإن الأسطورة تقول أن 13 سيدة عجزة تركية لجأن إليها،بعدما ضربت عاصفة زورقهن وبعدها عاشوا على الجزيرة فى سعادة دائمة، فيما يقول بيلو باتشى، "يقول الناس إنهم رأوا شبح فتاة تتجول بسعادة على طول الشاطئ، تغنى وترقص، لكن هذه مجرد قصص"، مضيفًا أن "الاسم ينبع من اللاتينية ويعنى ببساطة "جزيرة الحدود"، وهى ملاذًا آمنًا للحماية من البحر المفتوح، حيث غالبًا ما تجدها السفن المتجولة فى العواصف مأوى فى مداخلها".

وهناك نظام بيئى غنى للطيور وأكثر من 120 نوع من النباتات فى الجزيرة، كما تنتشر المناظر الطبيعية النموذجية للبحر الأبيض المتوسط بأزهار قزحية زاهية اللون الأرجوانى والأبيض وهى موطن للأرانب البرية والفراشات الملونة الفريدة.

يُعتقد أن العشب الخصب والشجيرات له خصائص علاج ويتجدد بشكل أسرع من البر الرئيسى، ويقول بيلو باتشى "اعتاد أجدادى أن يخبرونى عن مربى الماشية الذى استأجر الجزيرة وأحضر كل يوم أبقاره على متن قارب لرعيها بحرية وأكل النباتات الصحية، وأخذها إلى المنزل عند غروب الشمس"، كما تجعل المساحات الخضراء المفتوحة والهدوء مكانًا مثاليًا لاستراحة التخلص من السموم.

أحد أجداد Bacci هو الثورى الذى انضم إلى جوسيبى جاريبالدى عام 1860 لتحرير صقلية من سيطرة سلالة البوربون الإسبانية، أحب قضاء الوقت تحت البرج، حيث كان يهرب إلى جنته المنعزلة للتأمل والكتابة، ويضيف بيلو باتشى "لقد كان شخصية عامة مشهورة شعر بالحاجة المستمرة للابتعاد عن الحشد المثير للاشمئزاز"، مضيفًا "هذا المكان يلهم البعض للبحث الجاد عن النفس".

أحد المواقع على جزيرة النساء الإيطالية
أحد المواقع على جزيرة النساء الإيطالية

الصباح فى جزيرة النساء الإيطالية
الصباح فى جزيرة النساء الإيطالية

الصخور والأعشاب على جزيرة النساء الإيطالية
الصخور والأعشاب على جزيرة النساء الإيطالية

جزيرة النساء الإيطالية على الخريطة
جزيرة النساء الإيطالية على الخريطة

جزيرة النساء الإيطالية معروضة للبيع
جزيرة النساء الإيطالية معروضة للبيع

جزيرة النساء الإيطالية
جزيرة النساء الإيطالية

جزيرة النساء فى صقلية
جزيرة النساء فى صقلية

مرسى المراكب فى جزيرة النساء
مرسى المراكب فى جزيرة النساء
 

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر