فى ذكرى رحيله.. هكذا حارب بوب مارلى الكراهية بالماريجوانا

بوب مارلى بوب مارلى
 
إيناس كمال

عالم خاص وغامض كان داخل جسد أسود نحيل، استطاع أن يجمع حوله 200 مليون معجب حول العالم، من بلدة فقيرة وأسرة معدمة بجزيرة نائية في الكاريبي جاء إلى عالمنا، ملك الريجي الفنان بوب مارلي الذي تحل اليوم 11 مايو ذكرى مرور 37 عاما على رحيله عام 1981.

ولد روبرت نيستا مارلي في 6 فبراير 1945 في قرية (سانت آن) شمالَ جامايكا، آمن منذ تفتح وعيه بالتمرد على الظلم، والعدالة، والحرية، والسلام، ومحاربة الفقر، والحب بكل أنواعه وهو ما دعا إليه في أغانيه.

قال عنه رئيس منظمة العفو الدولية جاك هيلي: حيثما ذهبت، وجدت بوب مارلي رمزاً للحرية، كما قال منتج أعماله كريس بلاكويل: لقد كان بوب مارلي، في وقت من الأوقات، مسئولاً عن إطعام 4000 فقير تقريباً في جامايكا.

بوب مارلي مع فرقة الويلز عام 1980
بوب مارلي مع فرقة الويلز عام 1980

 

وفي أمريكا عمل في عدة مهن لتوفير نفقات إقامته وفي هذه الفترة تعرف عن قرب على حركة المطالبة بالحقوق المدنية للسود في الولايات المتحدة، كما شاهد بعينيه المعاملة العنصرية القاسية التي يتعرض لها السود هناك مما ترك أثراً عميقاً في نفسه انعكس في أغانيه لاحقاً مثل أغنية جندي بافالو Buffalo Soldier وبعد ثمانية شهور في أمريكا، عاد إلى جامايكا في أكتوبر1966، وأعاد تكوين فرقة الويلرز من أعضاء قدامى وجدد.

 
 
في عام 1966 اعتنق بوب مارلي الرستفارية (Rastafari) وهي عقيدة دينية نشأت في جامايكا في العقد الثالث من القرن العشرين بواسطة حركة من الشبان السود تعتبر أفريقيا مهد البشرية متأثرين بدعوة القومية السوداء التي أطلقها الزعيم الجامايكي الشهير ماركوس غارفي (1887ـ1940).

في عام 1978 تسلم بوب ميدالية السلام من الأمم المتحدة في نيويورك لدوره في نشر السلام عبر الفن. في إبريل 1978 لغرض المشاركة في حفلة السلام دعاه إليه بعض أعضاء العصابات المتحاربة ممن آمنوا بضرورة تحقيق السلام، حضر الحفل جمهور غفير تجاوز عددهم الـ 30 ألف شخص، وكان من ضمن الحضور كل من (مايكل مانلي) رئيس الوزراء الجامايكي و(إدوارد سياجا) زعيم حزب العمال المعارض، وقد شارك بالحفل العديد من مغنيي الريجي الجدد والمخضرمين وكانت مشاركة بوب مارلي ختام الحفل. وأثناء أداء بوب مارلي لأغنية “جامِن” ألقى كلمة دعا فيها الناس لأخذ زمام المبادرة من أجل السلام ودعا كل من (مايكل مانلي) و(إدوارد سياغا) لصعود المسرح ومصافحة بعضهم البعض، وتم ذلك وسط هتاف وتشجيع حميم من الجمهور المتفاعل.

عام 1979، أصدرت الويلرز ألبوم "نجاة" Survival الذي خصصه بوب من أجل الدعوة إلى الوحدة الإفريقية، وواصلت الويلرز فيه جولاتها العالمية.

 

وفي أبريل 1980، سافر بوب مارلي والويلرز إلى زيمبابوي ليقدموا حفلة ضمن مراسم الاحتفال باستقلال تلك الدولة الإفريقية.

وفي مايو 1980، أصدرت الويلرز ألبوم "ثورة" Uprising الذي لاقى نجاحاً عالميا كبيراً خاصةً أغنية "أغنية التحرير" Redemption Song المؤثرة التي أصبحت مع أغنية "انهض.. قاوم" Get Up, Stand Up الثورية المتمردة نشيداً عالميا لكل التوّاقين للحرية. وفي نفس العام، واصلت الويلرز حفلاتها العالمية وحققت رقماً قياسيا في عدد الحضور الذي بلغ مائة ألف مشاهد اجتمعوا في ملعب كرة قدم في إيطاليا.

 
 
 

كان غناء بوب مارلي أغنية "الحب للجميع"One Love  لكي يحقق نجاحا عالميا في القارات الخمس بدون تمييز فقد دعا فيها للسلام وللأخوة الإنسانية بين جميع الأعراق والأديان ونبذ التعصب الديني في العالم. وقد تساءل مارلي فيها: "هل هناك مغفرة للمذنب اليائس.. الذي آذى كل البشر من أجل نفسه؟!" لقد غنى هذه الأغنية في منتصف سبعينيات القرن العشرين، وكان فيها صاحب رسالة سامية ورؤية استشرافية ثاقبة، دعا فيها إلى مقاومة كل من يشعل الحروب الدينية حيث قال: "هيا نقاوم هذه الهَرْمَجَدّون المقدسة.. حتى لا يكون هناك هلاك للبشرية".

 

ارتباط مارلي بالماريجوانا ارتباط وثيق فهي لم تكن مجرد وسيلة للتهرب من ألم الواقع لكنها أحد عادات ديانة الرستفارية التي يعتنقها بوب مارلي، تستعمل الماريجوانا كجزء من الطقوس الدينية، بسبب الاعتقاد بأنّ لها تأثيرات تقربهم من ( JAH ) ( الاله في نظرهم ).

وصل عشقه بالماريجوانا أن أفرد لها ألبوما خاصا عام 1978 أطلق عليه اسم كايا، وهو الاسم الجامايكي لنبات الماريجوانا المخدر استخدمت صورة بوب مارلي كعلامة تجارية لمنتجات الماريجوانا. في إحدى حفلاته، وكان قد مُنع من اصطحاب الماريجوانا معه إلى المسرح، خبّأ لفافات ماريجوانا في جدائل شعره، ليفاجيء الجمهور أثناء الحفل بالتقاط إحداهن، وإشعالها على خلفية من إيقاعات الريجي الصاخبة.

 

في عام 2014 وبعد صدور قوانين تشرّع استخدام الماريجوانا في الولايات المتحدة الأمريكية، قرّرت عائلة مارلي التعاقد مع شركة "برافتر هولدنجز"، لطرح منتجات ماريجوانا شرعية تحمل اسمه في السوق. حملت العلامة التجارية اسم "Marley Natural"، واندرج تحتها العديد من المنتجات المستخلصة كلها من العشبة المُخدّرة، والتي كان يعشق بوب مارلي تداولها، ومنها كريمات وإكسسوارات متنوعة، وبدأ توزيع المنتجات مع بداية عام 2015 مع حملة ترويجية تتضمّن مقتطفات من أحاديث لمارلي، يحكي فيها عن أهميّة "العشبة" لصحّة الإنسان، وكيف أنّها نعمة من الطبيعة، يجب استغلالها.

 

مُنح بوب مارلي وساماً رفيعاً من بلاده قبل شهر من وفاته تقديراً لدوره في نشر السلام والحرية داخل وخارج جامايكا.

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر