حسام داغر يكتب: كان ياما كان فى هوليوود فيلم لكل الممثلين

حسام داغر حسام داغر
 

شاهدت مؤخرا فيلم المخرج العالمى كوانتين ترانتينو (حدث ذات مرة فى هوليوود) المثير للجدل بسبب كثرة النقد حول الفيلم وأنه لم يعجب البعض استغربت وقررت كتابة الرفيو رغم ابتعادى من فترة عن الكتابة.. الفيلم لمخرج كبير ونجمين كبيرين أول مرة نراهم سويا ليوناردو دى كابريو وبراد بيت وبالإضافة إلى مارجو روبى وضيوف الشرف العظماء الباتشينو وكيرت راسل وغيرهم فقررت مشاهدة الفيلم للفصل فى هذا الجدل وهذا رأيى المتواضع فيما شاهدته... الفيلم أعجبنى بشدة واستمتعت به بشدة رهيبة ولكن مشكله الفيلم مع بقيه الجمهور أنه يحتاج إلى ثقافة سينمائية لفهم مضمون الفيلم وفهم العديد من المصطلحات ولكن الفيلم يهم الممثلين للدرجة الأولى يكاد يكون أول فيلم يتكلم عن أغلب مشاكل الممثلين فى الآونة الأخيرة قررت الدعاية للفيلم بنفسى عبر دائرة أصدقائى وأحدثهم عن روعة التصوير والأحداث والسيناريو والإخراج والملابس التى تجسد تلك المرحلة التى تدور بها الأحداث فى ستينات القرن الماضى وهى فترة مهمة وكم التفاصيل فى الصورة إلى توضح العصر والأزياء والأحداث قمة فى الترتيب والتناسق سأتكلم عن كل على حدة حتى أستطيع التعبير عما رأيته...

fb5d2be9-294e-432e-8914-8c6ccd505009

ليوناردو دى كابريو العظيم قام بدور شدة فى التعقيد والحساسية فهو يقوم بدور ممثل نجم فى هوليوود ولكن غابت عنه الأضواء واضطر للعمل فى ادوار صغيره لا تناسب مكانته الفنيه ومع ذلك هو يقاوم ويحاول دوماً اثبات انه ما زال لديه الكثير ليقدمه ويسكن فى هوليوود ويقع بجوار فيلته فيلا اشتراها المخرج رومان بولانيكسى ( وهو من كبار مخرجين هوليوود ويصوره الفيلم فى فتره الستينات فى شبابه واوج شهرته بشعره الطويل وحبه للنساء الشهير به ) ويحدث ليونارديو أو (ريك دالتون) صديقه براد بيت وسوف نتحدث عن طبيعة العلاقة بينهم بعد قليل انه يسكن بجوار اهم مخرج فى امريكا انذاك ويتمنى لو يلفت نظره أو يتعاون معه لتقديم فيلم وانه فى تلك الحاله ستفتح له ابواب المجد من جديد ونشاهد دوماً بوابه قصر المخرج الكبير مغلقه فى وجهه.. وتبدأ الاحداث بان النجم الآفل نجمه يذهب لمقابله احد رجال الصناعه ولكن يقدم افلام دون المستوى تعرض فى السينما الإيطالية آنذاك تشبه افلام المقاولات فى فتره السبعينات فى مصر فهى افلام ما ان قدمها الممثل اعتبرت شهادة وفاة له وتأكيد على ضياع اسمه وسط النجوم... المهم يأتى المنتج ليقابل النجم ونفاجأ أن المنتج ضيف شرف يقوم به الباتشينو العظيم وقدم الدور بسلاسة رهيبة حركات الجسد نظرات العين وهى تحيط النجم لقراءة رد فعله على كل كلمه ونشاهد تفاصيل المخرج ترانتينو التى توضح ضياع شهرة النجم ريك دالتون انه يجلس على البار وليس على ترابيزة خاصة وكلها تفاصيل لتوضيح اين اصبح هذا النجم... المهم يقابله الباتشينو ويعرض عليه العمل فى الأفلام ضعيفة المستوى وهذا يثير حفيظة ونشاهد هنا نظرات عين ليوناردو الشاردة المتأثرة بكلام المنتج وهو يسأله ماذا يفعل حاليا فى الصناعه ويخبره النجم بأدواره الصغيره كضيف شرف فى مسلسل كذا وفيلم كذا.. وهنا تأتى الصدمة مباشرة من فم المنتج.. ليخبره هذا الحال دوماً فى هوليوود فإنهم عندما يريدون ان يأتوا بنجم جديد ويقوموا بتنجيمه.. يحضرون النجم القديم فى هوليوود ويلعب دور الشرير فى فيلم النجم الجديد.. ويقوم النجم الجديد بضرب النجم القديم ويصبح فى أذهان الجمهور هو النجم القادم.. ونشاهد على كلامه رد دفعل ليوناردو وهو يقاوم البكاء على حاله ويستمر المنتج بالضغط عليه ليوافق على عرضه ويقول له وكلما يصعد نجم جديد للصناعه يقوموا باحضارك للضرب فى افلامه وتستمر تتعرض للضرب تباعاً وتباعاً ويقوموا بتنجيم النجوم على اسمه وشهرته القديمه وهكذا دواليك... ونشاهد النجم يرفض العرض ويخرج ويقابل صديقه براد بيت وهو منهار ويبكى بشدة امام الناس فى الجراج ويعطيه صديقه نظارته الشمسيه لتغطى عينيه حتى لا يراه الفانز وهو منهار من البكاء على حاله ويقول لقد ضعت راح كل شيء اصبحت لا شيء انتهى ريك دالتون ويخبره صديقه ألا ينهزم وانه ما زال نجم وانه ريك دالتون وانه تاريخ كبير وياخده ليقود به إلى بيته....

نأتى هنا للحديث عن براد بيت

8c95f52a-b773-4cb3-98e5-d9a2a6924352

يقوم بدور فى غاية الصعوبة فهو صديق للنجم ولكن فى الأساس هو كان يقوم بدور دوبلير النجم فى أفلامه السابقة ومشاهده الصعبة وعندما انحصرت الأضواء عن صديقه النجم اضطر للعمل معه كسائق ومساعد له فى أعماله ولكن نكتشف أنهم أصدقاء بشدة وتجمعهما العديد من المواقف.. على جانب آخر وهو المثير فى شخصية براد بيت أو كليف بوث أنه يعيش حياة الدوبلير فى الحياة أو حياة رجل المخاطر الستانت كما نطلق عليه فهو دوما سريع القياده فى عربته ويتحرك بسرعة ويقفز المسافات الطبيعية أثناء تسلق المنزل ويبحث دوما عن شيء مثير يحركه أو مغامرة يعيشها لأنه دوما يريد العودة لحياة رجل المخاطر فى السينما فحياة السائق لا تناسبه ونشاهد هذا اثناء رحلة البحث عن المغامرة فى قصه ذهابه اثناء احداث الفيلم إلى مزرعه سبين مع فتاه لتعرفه على اصدقاءها الهيبز (ولهم حديث اخر اذكره بعد قليل) وهنا يعيش مغامرته فى البحث عن جورج صديقه القديم كما يدعى صاحب المزرعه إلى شهدت ايام شهرته ومجده لانه كان يصوروا فيها الافلام مع صديقه النجم ريك دالتون ولن احرق الاحداث تلك فيكفى مشاهدتها لمشاهده روعة الاخراج والسسبينس المقصود ونهاية الموقف التى اثارت ضحك الجميع فى دار العرض السينمائي.. المهم نعود مرة اخرى إلى ريك دالتون وقد قبل القيام بدور صغير فى احد الأفلام الجديدة لنجم جديد ويتجهه إلى اللوكيشن ليجد نفسه يقرم بالتغيير لملابسه فى غرفه المكياج ولا يوجد له كارافان مخصص على اعتبار ان دوره صغير وسينهيه فى نفس اليوم ويقابل المخرج ويحدثه عن طبيعة الدور ويقوم بالاستعداد وهو حزين على ما آل اليه حاله ويتجهه لينزوى بنفسه جانبا فى مكان التصوير ويقابل خلال ذلك طفله متكلمه تحدثه عن طموحها ووجهه نظرها فى التمثيل وكيفيه حفظها للدور ودخولها فى الشخصيه لدرجه انها لاتحب ان يناديها احد باسمها الحقيقى اثناء التصوير وتحب النداء لها باسم الشخصيه وينظر لها ليوناردو متعجبا ويسالها كم عمرك تخبره أنها 8 سنوات ولكنها تعمل بجد لتصبح اعظم ممثله وهنا تساله ماذا يقرا.. يخبرها اًولا انه لا شيء.. وهى تصر ويخبرها وهو يالف قصه على نفسه انه يقرا قصه شاب فى العشرينات ونجم يملك العديد من الخيل ولكنه يكبر وينزوى ويصبح بلاقيمه ويبدا فى البكاء.. وهنا تقوم الطفله متجهه اليه متعاطفه وتخبره انها قصه رائعه لابد لى ان اقرأها وتصر على سؤاله ما اسم القصه لا بد ان اقرأها وهنا ينظر لها ليوناردو نظره وهو يبكى ويتجلى اداءه فى قمته وهو يخبرها..... لا داعى لان تقرأيها.. سوف تعيشين هذه القصه كمان 15 سنه....... وهنا ينفجر الصالة بالضحك الهستيرى بمعنى انهم فهموا الافيه المقصود وهو ان الممثل المخضرم يريد ان يوصل رسالة للطفلة ذات الطموح العالى ان لا تأمنى لهذه المهنه ابدا فمصيرك قد يصبح مثلي.....

237a5834-b492-45c8-adfb-e06395673fbb

تستمر الأحداث ويقوم النجم بتصوير مشهد ولكن تخونه الذاكره ويقوم بتأنيب نفسه ويقوم ليصور المشهد التالى الأخير له ويقوم ليوناردو دى كابريو باداء عظيم خلال شخصيه الشرير لدرجه إبهار اللوكيشن أجمعه ويقوموا بالتصفيق وهنا يتجلى المخرج فى اظهار طبيعة الممثل وان اقصى طموح اى ممثل هو الثناء بعد المشهد ويظهر لنا وجهه ليوناردو وهو عارق وعينه مليئة بالدموع وسط استحسان المخرج والممثلين وكلوز على وجهه لتظهر عوده ثقته بنفسه وإحساسه انه لم ينتهى وانه ما زال لديه العديد ليقدمه.. مشهد يستحق عليه الاوسكار ويلخص حال الممثلين بشدة بعد اداء مشهد جيد وإحساسه انه ملك الدنيا ولم يعد بحاجه إلى شيء اخر.. كم هو مسكين الممثل كلمه جيده ترضيه وتنسيه كل الشقاء الذى يعيش به.

b6d51e1d-b692-44af-846a-aec8d1e024c0

يستمر دور ليوناردو وبراد بيت للآخر كأصدقاء ويشاركان التجارب سويا وعلى جانب اخر نشاهد مارجو روبى ممثله كانت تقدم أدوارا ثانوية ولكنها تزوجت المخرج الكبير رومان بولانكسى وتسكن بجوار النجم ريك دالتون ولها عدة مشاهد جميله وهو ترى فيلم قديم لها وتذهل لرؤيته فى السينما والجمهور لم يتعرف عليها ونشاهد سعادتها وهى تشاهد رد الفعل على اداءها فى الفيلم وهى منغمسة وسطهم.. وتتوالى الاحداث وياتى بعض الهيبز لسرقه وقتل الاغنياء والنجوم ويقعوا فى فيلا ليوناردو دى كابريو أو ريك دالتون ولكن يكون لهم براد بيت الباحث عن مغامرة بالمرصاد ويتصادهم جميعا ويؤدى ذلك إلى العديد من الاحداث الدمويه التى لو لم توجد لشككت ان الفيلم لترانتينو لعشقه للمشاهد الدمويه وتنتهى الاحداث بضجة كبيره تودى لخروج رومان بولانسكى لمتابعه الحدث وهنا يقابل ريك دالتون ويسأله هل كل شيء بخير ويخبره انه بخير وتحدثه مارجو روبى زوجه رومان لتدعوه لشرب كوب من القهوه وهنا نشاهد نظرة النجم على بوابه القصر وهى تفتح فى وجهه كدلاله على ان ايامه القادمة افضل ونشاهده وهو يتحدث مع المخرج صاعدين من البوابه للمنزل المجاور الذى يمثل الحلم فى حياة النجم وتنتهى الأحداث بنعومة شديدة لتوضح أن استمرار الحلم يجعله ممكن... كما لو كان كل الأحداث فى الفيلم حدثت لمجرد فقط أن تُفتح له أبواب القصر المجاور.. فيلم جميل يستحق المشاهدة.. فيلم يعنى ويهم كل الممثلين بلا استثناء.. وللحديث بقية..À toute à l'heure

bd91e12a-5d9c-4beb-ad11-fcf7e0562513 
 
f76f2273-797d-402b-a6eb-7c97c97291ba

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر