الأخ الكبير «مظلوم» فى دراما الصعيد

محمد رمضان محمد رمضان
 
صهيب مصطفى

يعتبر الأخ الكبير فى عائلات الصعيد هو من يكمل مسيرة أبيه فى مراعاة وتربية أشقائه الصغار مهما كانت حالتهم الاجتماعية قبل وبعد وفاة أبيهم، ومن هنا يبدأ دور الأخ الكبير فى تنفيذ وصية أبيه للحفاظ على أشقائه وتوفير حياة كريمه لهم تساعدهم فى الوجود بين العائلات ليصبح البحث عن المال أولى خطوات شقيقهم الأكبر والعمل ليلا ونهارا من أجل الوصول إليه سواء بالحلال أو ببيع ضميره للشيطان والحصول عليه من الحرام، حيث تتناول الدراما الفنية الكثير من هذه النماذج لدور الأخ الأكبر وما يصنعه فى أشقائه بعد وفاة أبيهم وتركهم لضمير أخيهم وقائع حقيقية تنقل فى صورة درامية تجذب انتباه المشاهدين فى مصر والوطن العربى حال تقديمها بشكل فنى محترف يتناسب مع أحداث الواقع خاصة فى ظل الحياة الصعبة داخل قرى الصعيد.

وكان مسلسل "ولد الغلابة" بطولة الفنان أحمد السقا فى رمضان 2019 أحدث الأعمال الفنية التى تناولت شخصية الأخ الكبير فى دور مأساوى أثر فى قلب الجمهور بعد تحوله من مدرس تاريخ إلى سائق تاكسى لصبى تاجر مخدرات بدافع توفير حياة كريمة لأشقائه الصغار وعلاج والدته المريضة ليسدل الستار على عيسى ولد الغلابة وحيدا مع المال الحرام وفقدانه جميع أشقائه الصغار بعد أن حاول الحفاظ عليهم من قهر الأيام.

أما عن الأعمال الفنية السابقة التى تناولت نفس المشهد لدور الأخ الكبير فى قرى محافظات الصعيد فكان مسلسل "ابن حلال" بطولة الفنان محمد رمضان وتجسيده دور حبيشة الذى حاول توفير لقمة العيش بالحلال لوالدته وشقيقته الصغيرة ليتحول حبيشة من مساعد نقاش باليومية إلى قائد تشكيل عصابى نتيجة الظلم الذى تعرض له أثناء محاولته الحفاظ على عائلته بعد وفاة أبيه ليصبح دور الأخ الكبير فى عيون الدراما الصعيدية هو من يسلك طريقه فى الحرام وبيع ضميره للشيطان من أجل تربية أشقائه ورغم تكرار هذا المشهد فى العديد من الأعمال الفنية لدور الأخ الكبير لم تستطع الأعمال الدرامية الخاصة بالصعيد حتى الآن فى تسليط الضوء على النماذج الحقيقية لشخصية الأخ الكبير وما يفعله لأشقائه الصغار وتربيتهم بالرزق الحلال والابتعاد عن طريق الحرام.

 

"كفاية بقى اعرضوا الحقيقة" رسالة شباب الصعيد لصناع الدراما

كانت هذه العبارة فى أول حديث هواة التمثيل والأعمال المسرحية داخل القصور الثقافية بمحافظات الصعيد التى تعتمد عليها الدراما الفنية فى تناول حياة أبناء المجتمع الصعيدى وما يحمله من عادات وتقاليد وطباع مختلفة فى الترابط الأسرى عن باقى محافظات مصر، حيث يصبح الأخ الكبير هو من يحل محل أبيه فى تلبية احتياجات أشقائه وتربيتهم بعد وفاة أبيهم ويعتبر هذا الجانب من أهم النقاط الأساسية لدى الدراما فى سرد أحداث المسلسل بطريقة جذابة وقوية وعلى الرغم من ذلك لم تستطع كاميرات المخرجين الاقتراب أو التصوير للنماذج شخصية الأخ الكبير الحقيقة الموجودة بكثافة فى قرى الصعيد وما يحققه من إنجازات لأشقائه وتوليهم لبعض المناصب الهامة فى الدولة والحفاظ عليهم من المال الحرام المعتاد عليه فى المسلسلات.


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر