كيف صورت الدراما المصرية أهالى الإسكندرية بين الحقيقة والمبالغات؟

زيزينيا زيزينيا
 
محمد مجدى السيد

تعتبر مدينة الإسكندرية بطبيعتها الساحلية الساحرة جاذبة جدا لوحى خيال أى مؤلف او فنان بشكل عام فخرجت الكثير من الاعمال التى تدور أحداثها داخل المدينة وكان لها تأثير كبير فى تصدير صورة نمطية بعض الشىء عن الشخصية السكندرية ومازالت تستخدم حتى الآن فى الدراما ويرجع ذلك لان اغلب الاعمال التى قدمت عن الإسكندرية كانت تحمل لمحة تاريخية بعض الشيء أى فى عصور سابقة فصورت سكانها وهم يتحدثون عن أنفسهم بصيغة الجمع وأن أغلب السكندريين يعيشون على البحر مباشرة ويمتهنون مهنة الصيد والنساء ترتدى "الملاية اللف" ولا نجد فنانا يجسد الشخصية السكندرية إلا وتأتى على لسانه خلال الأحداث الكلمتين الشهيرتين "ايووه يا جدعان " - "والمرسى أبو العباس" ومن المعروف أن مع اختلاف الزمان تختلف أيضا طبيعة البشر حتى وإن كان هذا موجودا فى السابق إلا أنه أصبح نادرا جدا الآن وهذه الصفات والعبارات أصبحت لا تستخدم حتى بين السكندريين وبعضهم ولكن مازالت أغلب الأعمال الدرامية التى تدور حول الإسكندرية تصدرها سنرصد لكم كيف صورت أشهر الأعمال الشخصية السكندرية.

 

جمال عبد الحميد مخرج السكندريات

أخرج جمال عبد الحميد ملحمة درامية قاد فيها فريق عمل ضخم فى مسلسل زيزينيا بجزأيه الذى يعتبر حتى اليوم من أشهر الأعمال التى قدمت عن الإسكندرية واستطاع ربط جميع الخيوط فى المسلسل رغم تشابك العلاقات بين الشخصيات ونقل فترة الأربعينات بكل تفاصليها ليعود مرة أخرى بمسلسل ريا وسكينة الذى عرض لأول مرة فى رمضان عام 2005 وحقق نجاحا كبيرا ورغم مرور 14 عاما مازال يعرض حتى اليوم وفى كل مرة يحقق نسب مشاهدة جيدة عن قصة حقيقة ومأسوية لأشهر جرائم القرن العشرين إلا أنها ارتبطت فى أذهان الجمهور بالمسرحية الكوميدية التى قدمتها شادية وسهير البابلى فاستطاع المخرج جمال عبد الحميد أخذ القصة لمنطقة أخرى أكثر واقعية وربط تفاصيل القصة بالمكان عن طريق الموسيقى والمشاهد الخارجية وتتر المقدمة والنهاية.

ولكن عندما حاول تكرار التجربة بشكل آخر مع اختيار الإسكندرية ونفس البطلة أيضا سمية الخشاب فى مسلسل حدف بحر لم يحقق أى نجاح وكان الربط بين المكان والعناصر الفنية ضعيف جدا حتى أن الكثيرين لا يتذكرون المسلسل من الأساس .

 

الأبطال صيادون ومناضلون ضد الاحتلال

مسلسل "المرسى والبحار" الذى عرض عام 2005 تأليف محمد جلال عبد القوى وإخراج أحمد صقر وبطولة يحيى الفخرانى الذى قدم رقما قياسيا من الأعمال التى تدور أحداثها فى الإسكندرية بأربعة أعمال بدأت بزيزينيا ثم أوبرا عايدة ثم انتهت بهذا العمل وتدور قصة المسلسل فى أكثر من حقبة زمنية تبدأ مع البطل الشعبى محمد كريم وهو من المناضلين ضد الاستعمار الفرنسى ويشتهر بوطنيته وشجعته لتركز الأحداث على ابنة العربى محمد كريم فهو بحار سكندرى يستكمل مسيرة والدة فى النضال ضد الاحتلال فيفقد عينه ويعمل على أحد المراكب فى الإسكندرية حتى يصبح مالكا لأسطول من المراكب فى المدينة.

٢- البحار مندى عن قصة لـ صالح مرسى وإخراج هانى لاشين تدور أحداثه عن مندى الذى يجسد شخصيته احمد عبد العزيز فى فترة الاحتلال البريطانى على مصر ويقع فى عشق زغدانة الفتاة السكندرية حتى تتحول قصة الحب الى ثأر بعد اغتصاب احدى جنود الاحتلال البريطانى إلى زغدانة على أحد مراكب الاحتلال على شاطئ إسكندرية فيقرر مندى الانتقام من كل الجنود الانجليز ويقوم بعمليات تخطيط لقتلهم وينجح فى ذلك فهو يتسم بالشجاعة والوطنية أيضا حتى يتحول البحار مندى إلى بطل شعبى وشخصية زغدانة كانت إسقاطا على اغتصاب الوطن فى فترة الاحتلال وكانت شخصية البحار إسقاط على المصريين.

 

النساء كالقطار لا يستطيع أحد الوقوف أمامهن

من المتعارف عليه أن أغلب الأعمال الدرامية التى قدمت عن الإسكندرية كانت تحمل توقيع المؤلف الكبير أسامة أنور عكاشة ويتعمق فى سرد تفاصيل الشخصية السكندرية وكانت للمرأة السكندرية ملامح واضحة جدا لا تتغير كثيرا من عمل إلى آخر فهى المرأة الشعبية صاحبة الشخصية القوية المسيطرة والتى تقود زمام الأمور ولا يستطيع أحد الوقوف أمامها أى المرأة التى يقال عنها (كل بيعملها ألف حساب) لكنها أيضا تتسم بالجدعنة وتكررت هذه الصفات فى سلسلة من أعماله كشخصية فردوس عبد الحميد فى زيزينيا وعبلة كامل فى عفاريت السيالة وأنجح شخصية رسمها عكاشة فضة المعداوى من لا يتذكرها ويتذكر جملتها الشهيرة "والة يا حمو التمساحة يا لا" وهى الشخصية التى جسدتها الراحلة سناء جميل فى مسلسل الراية البيضا فهى المعلمة السكندرية المتسلطة التى تعمل بتجارة السمك وتريد بأموالها امتلاك كل شىء حتى لو كان الاستيلاء على أحد القصور الأثرية للمدينة فتدخل فى صراع طبقى مع السفير الذى يسكنها وتستخدم القوة والبطش عن طريق الأموال لهدم تراث المدينة وتحويلة لمجوعة من الأبراج السكنية والكتل الخرسانية ورغم تلك القوة إلا أنها لا تخلو من العقد كقعدة النقص فتتباهى دائما خلال الأحداث بالسيارة المرسيدس التمساحة التى تمتلكها والتى كانت تعتبر أغلى أنواع العربيات فى مصر فى تلك الفترة.

 

سيدة الشاشة تبحث عن الاختلاف دائما

رغم الصورة النمطية للمرأة السكندرية التى لا تختلف كثيرا قبل وبعد مسلسل "ضمير أبلة حكمت" فهى المرأة ذات المستوى المحدود من التعليم الشعبية ولا يستطيع أحد التحدث معها خوفا من لسانها أخذت الفنانة القديرة فاتن حمامة شخصية المرأة السكندرية إلى منطقتها فظهرت لأول مرة على الشاشة المرأة السكندرية الارستقراطية ذات القدر العالى من الثقافة والرقى فهى مديرة إحدى المدارس الثانوية للبنات فى الإسكندرية وامرأة تربوية مازالت تتمسك بالضمير والأخلاقيات وسط مجتمع أصبح لا يكترث كثيرا بهذه الأمور تحاول تحقيق شعارات المثالية على أرض الواقع ويتنبأ المسلسل بتفاقم مشاكل التعليم فى مصر وظهرت شواطئ الإسكندرية والترام الشهيرة فى الكثير من مشاهد المسلسل من اخراج انعام محمد على.

 

أوبرا عايدة أيضا يكسر القاعدة

أخيرا نرى نموذجا مختلفا للشخصية السكندرية فالبطل هذه المرة ليس الصياد الجدع والبطلة ليست المرأة البسيطة الشعبية فتدور أحداث المسلسل داخل مدينة الإسكندرية يجسد فيها يحيى الفخرانى شخصية المحامى سيد أوبرا بينما تجسد حنان ترك شخصية عايدة الطبيبة وهو عن قضية حقيقة حدثت فى المدينة بالفعل ولكن تم تغيير أحداثها لكى تصلح لعمل درامى فيستغرق المخرج أحمد صقر فى المزج بين عالم المحاماة وعالم الطب فيتم اتهام عايدة بجريمة القتل عن طريق إعطاء جرعة زائدة من إحدى الأدوية إلى مريض فتصل عقوبتها إلى حد الإعدام فيدافع عنها المحامى سيد أوبرا بكل ما يستطيع من ثغرات قانونية ليخفف عقوبة الإعدام عنها ومازال مشهد المرافعة يعلق بالأذهان حتى اليوم.

 

الدراما السكندرية مطلوبة أيضا فى الأسواق العربية (عفاريت السيالة مغامرة بكل المقاييس)

مسلسل عفاريت السيالة مغامرة بكل المقاييس تحسب للثنائى إسماعيل عبد الحافظ وأسامة أنور عكاشة لعدة أسباب..

بداية من توقيت عرضه فعرض فى عام 2004 خارج الموسم الرمضانى وهو كان الموسم الوحيد المتعارف عليه فى هذا الوقت للأعمال الناجحة.

وأن تشارك إحدى القنوات العربية فى إنتاجه ليعرض للمرة الأولى حصريا على شاشتها فى وقت كانت قنوات التلفزيون المصرى الأرضية تمتلك الصدارة وهذا يدل أن الدراما المصرية التى تتعمق فى المحلية كمسلسل يتحدث عن سكان منطقة شعبية فى مدينة اسكندرية مطلوبة أيضا فى الأسواق العربية وتحديدا الخليجية.

لن تتوقف المغامرة عن هذه الحد فاختيار فنان شاب كأحمد الفيشاوى لن يأخذ مساحة تمثيلية تعبر عن إمكانياته كممثل من قبل أن يكون البطل الرئيسى للعمل ويجسد شخصية مغاورى الشاب السكندرى المعروف بجدعنته وخفة دمه هى المغامرة الكبرى ورغم كل هذه المغامرات كانت المفاجأة نجاح ساحق يحققه العمل وبداية نجومية حقيقية للفيشاوى.

 

الفنان ابن بيئته.. فنانون سكندريون الأصل جسدوا شخصيات سكندرية على الشاشة أيضا

- عدد من الفنانين السكندريين جسدوا على الشاشة شخصيات سكندرية أيضا أشهرهم الفنان الراحل محمود عبد العزيز فى مسلسل محمود المصرى عن قصة صعود شاب سكندرى من الصفر إلى أن أصبح رجل أعمال ثم يعود الى الإسكندرية ليسترجع ذكرياته مع المدينة وحقق المسلسل وقتها نجاحا ساحقا إلا أنه أيضا لا يخلو من تصدير صورة نمطية أن الرجل السكندرى زير نساء ولا تستطيع أى امرأة مقاومته وهو ما يحمل بعض الشىء من المبالغة.

- نرمين الفقى أيضا هى فنانة سكندرية وجسدت فى مسلسل البحار مندى شخصية زغدانة التى تخدع ضباط الاحتلال الإنجليزى بأنها فتاة ليل وتستدرجهم إلى البحار مندى ليقتلهم.

- كذلك ياسمين صبرى التى قدمت مؤخرا فى مسلسل حكايتى شخصية فتاة تعيش فى الإسكندرية وتحلم بالشهرة وهى قصة تتشابه فى خطوطها العريضة مع حياتها وتم تصوير جزء كبير من المسلسل فى الإسكندرية.


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر