«النساء المحرض الأكبر لأخذ التار».. نظرة دراما الصعيد فى قضية الثأر

مسلسل طايع مسلسل طايع
 
صهيب مصطفى

لسنوات عديدة وتستمر أعمال الدراما فى إظهار نساء الصعيد بدور المحرض الوحيد بين العائلات للأخذ بالثأر بطريقة الأفكار الشيطانية التى تشحن بها المرأة ابنها أو أخيها للأخذ بالثأر ممن قتل زوجها أو نجلها لمجرد أن تشفى غليلها بعد أن تنمى بداخلها الوازع الانتقامى لتصبح نساء الصعيد هن الحارس الوحيد الذى يوهب حياته حرصا على الأخذ بالثأر وتربية أبنائهن الصغار طيلة العمر باعتبارهم الأمل الوحيد فى الانتقام والأخذ بالثأر من القاتل والتصدى لهم فى حالة التهرب من حلقة الدم التى تربو من أجل استكمالها وتهديد ذويهن بأنها ستأخذ الثأر بنفسها فى حالة رفض أبنائها للأخذ بالثأر وكثيرا نشاهد بعض الأعمال الدرامية التى شوهت دور المرأة الصعدية وألصقت إليها تهمة التحريض على أخذ الثأر مع سبق الإصرار لتترسخ هذه التهمة فى أذهان المشاهدين على مدار تاريخ دراما الصعيد والتى يصل فيها دافع الأخذ بالثأر إلى حلق شعرها بالكامل وارتداء ملابس الرجال وحمل السلاح لأخذ الثأر من القاتل دون العفو أو السماح.

إلا أن الواقع يختلف كثيرا فالمرأة الصعيدية بعد وقوع حوادث القتل ربما تكون مقهورة ومحملة بالكثير من الهموم والأعباء التى تسبب فيها الثأر لما يحمله من موت وخراب وانكسار، حيث تصاب نساء الصعيد بعد حوادث الثأر بحالة من الخوف والرعب الشديد على أبنائهن من نار الثأر وتوعيتهم من عواقبه الوخيمة التى تسببت فى ضياع أبيهم أو أحد أقاربهم على عكس ما يحدث فى الأعمال الدرامية التى تظهر دور نساء الصعيد بشكل درامى شيطانى ففى أغلب الحالات تبدأ المرأة الصعيدية رحلتها فى البحث عن مكان آخر بعيدا عن القرية الملطخة بالدماء للحفاظ على أبنائها من رصاص الثأر.

b1c13266-72b4-4440-ad69-158af1d477cf

معارك وخراب بيوت بسبب وصايا النساء.. "ده دم غالى ما يتعوضش غير بدم"

فى مسلسل "طايع" بطولة الفنان عمرو يوسف وعمرو عبد الجليل تدور أحداث المسلسل حول عدة قضايا أهما هوس البحث عن الآثار التى أشعلت نار الثأر بين جميع أبناء عائلات القرية فكانت الفنانة سلوى محمد على وتجسيدها دور دوريا والتى ساهمت بشكل كبير فى تحريض زوجها العمدة حسن للأخذ بالثأر من الريس حربى انتقاما منه بعد أن قتل نجلتها وحفيدتها أما عن الدكتور طايع والذى حاول بكل ما يملك من قوة للابتعاد عن تيار الثأر وكلمات والدته التى تربى عليها منذ صغره من أجل أخذ ثأر أبيه "أنا ولدك اللى بياخد التار يا أمى" كانت هذه العبارة الأولى أثناء لقاء طايع بوالدته التى حصدت الندم بعد نصائحها المتعلقة بالأخذ بالثأر وتحول نجلها طايع إلى قاتل محترف يثأر من الجميع ولم يسدل الستار على قتل الرجال فقط بل تصاعدت الأحداث وتغيرت عادات وتقاليد الأخذ بالثأر لتصبح نساء الصعيد البديل الجديد فى دائرة الانتقام والأخذ بالثأر وحملهن الأسلحة النارية والانتقام ممن قتل أزواجهن.

"من ساعة ما الرجالة لبست طرح والحريم هى اللى بتاخذ بالتار".. كانت أولى كلمات حديث النساء بمسلسل طايع بعد فشل محاولتهن فى إقناع أبنائهن الرجال للأخذ بالثأر.

 
b03a9a8f-884c-49b0-b37e-1efc9deea14b
 
eec62692-1b4b-4275-842b-a3522e96ed15

أما عن مسلسل ولد الغلابة والذى شهد نهاية مأساوية فى الحلقة الأخيرة بسبب تحول النساء إلى قاتلات محترفات حيث قامت الفنانة مى عمر والتى جسدت شخصية فرح وقتلها لشقيقة عيسى خوفا عليه من انتقام شقيقته صفية، وفى حالة الرجوع بالزمن إلى بعض المسلسلات القديمة الخاصة بالصعيد تجد تكرار هذه المشاهد بطريقة متشابهة فكانت الفنانة سمية الخشاب وتجسيدها لشخصية قمر فى مسلسل "حدائق الشيطان" وأول من ارتدى جلباب الرجال وحملها للسلاح وترصدها للقاتل فى منتصف الليل للأخذ بثأر شقيقها الأكبر ممن قتله بعد أن فشلت محاولاتها فى إقناع شقيقها الأصغر بأخذ ثأر أخيهم الأكبر.

78a61839-29fa-486d-be1d-9d507a0226c0
 
57362707-d1ec-4cf1-b810-9a932b4278d8
 
ac9b6d9b-903d-477f-9d9a-c146e3cd5243

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر