تعرف على القواعد الأساسية للهجة الصعيدية عند تحويلها من الواقع إلى الدراما

جمال سليمان مع مصحح اللهجة حسن القناوى فى كواليس مسلسل "أفراح إبليس" جمال سليمان مع مصحح اللهجة حسن القناوى فى كواليس مسلسل "أفراح إبليس"
 
حسن القناوى

بداية لا نستطيع أن نتناول الحديث عن اللهجة الصعيدية منفردة، بل لا بد من الأخذ فى الحسبان باقى المتغيرات التى من شأنها التأثير على اللهجة، مثل التركيب السكانى وتطوره على مدار أكثر 7000 سنة، وكذلك المناخ، فضلا عن الغزوات التى اجتاحت الصعيد إلى غير ذلك من المتغيرات، فلا نستغرب إذا وجدنا كلمات تعود أصولها إلى فارس، وأخرى إلى اللغة المصرية القديمة، وكذلك الرومانية واليونانية، ومن خلال التقرير التالى نستعرض أهم القواعد الأساسية للهجة الصعيدية عند تحويلها من الواقع إلى الدراما.

ـ أولا: ليس لكل الصعيد لهجة واحدة ثابتة، بل لكل قرية ومنطقة معينة بعض الكلمات وطريقة نطق خاصة بها؛ فقد ينتقل الصعيدى نفسه من مكان إلى مكان آخر داخل الصعيد، ويستعصى عليه فهم بعض الكلمات، مثال كلمة "دِلْوَك" (يعنى دلوقتى) تنطق بأشكال أخرى، مثل: "دروك" و"دلوكيت" و"دلوكيتى" و"دروكيت" و"دروكيتى" و"دلجيت"، كذلك بيض الدجاجة "جحرود" و"جحريد" و"كحروت" و"كحريت".

ثانيا: هناك أساسيات عامة للهجة الصعيدية لكل مناطق الصعيد، وهى تعطيش الجيم الأصلية، كما فى (جنيه وجديد) وقلب القاف الأصلية إلى جيم غير معطشة مثل: (قلم) يصبح (جلم) دون تعطيش الجيم، وهكذا، ولكن بعض المناطق المحدودة جدا كمدينة جرجا وبعض قرى من أسيوط يقلبون الجيم دالا، مثل جنيه تصبح "دنيه"، بمعنى أن الجيم المعطشة ليس لها وجود فى لهجتهم.

ثالثا: اللهجة كائن حى مرن قابل للتغير مع مرور الزمن، سواء بحذف كلمات أو إضافتها، وتتأثر اللهجة الصعيدية بدرجة تعليم الفرد فى احتفاظه ببعض الكلمات، مثال الصعيدى المتعلم فى الحضر يقول "معرِفش" بكسر الراء، أما فى القرى الشخص غير المتعلم يقول "ما خبرش"، وعموما تتوارى بعض الكلمات عن الاستخدام مع وجود البعض الآخر على السطح، مثل كل المستجدات من التكنولوجيا، على سبيل المثال "الموبايل" نجده يُنطق بطريقة معينة بحذف بعض حروف الكلمة بعض الأحيان "لمبايل".

رابعا: اللهجة الصعيدية لها جرس خاص وطريقة نطق متوارثة ولا يمكن تعلمها بالكتابة، أى أنها لهجة مسموعة، نظرا لوجود كثير من الكلمات التى تتطلب تفخيم بعض الحروف، مثل: "دماغى" بتفخيم الميم والبعض الآخر يحتاج ترقيقا، مثل "يا ريس" بترقيق الراء، وقلب بعض الحروف مثل "ماسخ" تصبح بالصعيدى "ماصخ" وذلك بقلب "س" إلى "ص"، والعكس فى كلمة أخرى، مثل "تصدق" فتصبح بالصعيدى "تسدج" أى قلبت "ص" إلى "س" مع عدم تعطيش الجيم، لذلك هى لهجة منطوقة أكثر منها مكتوبة.

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر