رقص فى العلن وخير فى الخفاء"4"..راقصات يعرفن الله..أفعال فيفى عبده

فيفى عبده فيفى عبده
 
زينب عبداللاه
البعض ينصبون من أنفسه آلهة..يقسمون الناس بين الجنة والنار..يمنحون صكوك الغفران ويحكمون على البعض بالكفر أو العصيان، يفتشون فى النوايا ويحكمون بالمظاهر، يزكون أنفسهم على الله، ويرون أنهم هم الملائكة وغيرهم شياطين، هؤلاء الذين يلونون الحياة بالسواد ويحاولون إغلاق أبواب الرحمة أمام العباد، فينتقدون حتى أفعال الخير إذا صدرت من البعض، و يقسمون الناس بين الجنة والنار طبقا لما يرتدون من ملابس أو يمتهنون من أعمال، ولا يدركون أن حسابات الله تختلف عن حساباتهم وأن رحمته أوسع وأن أبواب الخير مفتوحة لغيرهم، يدخلها عباد الله بالعمل الصالح الذى قد تعجز أبصارهم عن إدراكه ولكن عين الله تراه.
 
هؤلاء الذين يرون الفن حراما ويحكمون على الفنانين بالفسق والعصيان وأحيانا الكفر، وتزداد هذه الأحكام قسوة مع الراقصات اللاتى اعتاد الكثيرون أن يرون فيهن الشر ولايقبلن فكرة أن بعضهن قد يكن أفضل عند الله، وأنها قد تأت الله بفعل وعمل صالح يفتح لها أبواب الجنة، وأن من ترقص فى العلن قد يكون بينها وبين الله الكثير من أعمال الخير فى الخفاء، وأنهن قد يكن أفضل من كثيرين يتظاهرون بالتدين والقرب من الله وهم فى الحقيقة أبعد الناس عنه.
 
لا يدرك هؤلاء أن الجنة يدخلها من أتى الله بقلب سليم وأن أبواب الرحمة والمغفرة مفتوحة للجميع بلا استثناء، وأن الإنسان قد يتق النار بشق تمرة، وأن عشم الإنسان وثقته فى رحمة الله قد تكون طريقه للجنة، وان العلاقة بين العبد وربه لا يستطيع أن يحكم عليها البشر.
 
فى هذا الملف نعرض الكثير من مواقف راقصات رقصن فى العلن وعرفن الله وتقربن له ووقفن على بابه فى الخفاء دون أن يتاجرن بهذه العلاقة الخاصة ودون أن يلتفتن لهجوم بشر محدودى الرؤية والرحمة.
 
منذ ظهورها ومع شهرتها الكبيرة كانت دائما مثارا للجدل، ليس فيما يخص فنها فقط، ولكن بسبب عدد من تصريحاتها، بسيطة وتلقائية تتعامل بفطرتها دون تكلف، لا تنكر أنها من منطقة بسيطة وتنتمى للبسطاء، وأنها لا تعرف القراءة والكتابة حيث تركت الدراسة فى الصف الرابع الابتدائى،  وهو ما يظهر فى طريقتها فى الحديث وتلقائيتها التى تجعلها قريبة من أغلب المواطنين، تتردد عباراتها المشهورة على كل الألسنة  حتى وهى تخطئ فى نطق الكلمات الانجليزية " 5 أموااه، اسكوزمى، أي سوير أي لاف يو، أيوة بقى وياللا بقى، أي كانت بيليف إت"
 
الشهرة والبهجة والشباب الدائم والضحك والفرفشة والتلقائية التى كثيرا ما تجلب الصخب والجدل والانتقاد، كلها مترادفات تذكر كلما ذكر اسم فيفى عبده.
 
 لم تحاول فيفى عبده طوال مشوارها ومع كل ظهور لها أن تكون غيرها أو أن تصطنع الثقافة وتفتعل شخصية أخرى غير شخصيتها الحقيقية، بكل ما بها من صفات ومزايا وعيوب ، بكل ما تحمله من صراحة وتلقائية وبساطة وجرأة وقوة ووضوح وعلانية، وكما ترقص فى العلن قالت أنها لم تتزوج إلا فى العلن.
 
"بنت بلد" هكذا يصفها كل من تعامل معها، "جدعة"، هكذا يعرفها كل من اقترب منها.
 
" أنا شايلة كفنى فى الدولاب".. كان هذا التصريح من أوائل التصريحات التى أدلت بها فيفى لأحد البرامج بعد شهرتها، ربما من هذا المنطلق تكثر من أفعال الخير التى تحرص على أن تكون فى الخفاء ولا يعرفها أحد.
 
 فبعيدا عن مائدة الرحمن التى تقيمها فى رمضان والتى كانت مثارا للجدل على مدار سنوات طويلة، وبعيدا عن رحلات الحج والعمرة، و طبقا لعدد ممن تعاملوا معها عن قرب، تحرص فيفى عبده على إخفاء الكثير من أعمال الخير التى تقوم بها وتغضب إذا أعلن أحد المقربين منها عن مساعدة قدمتها لمحتاج ، حتى أنها تخفى عمن تساعده أنها هى التى تقدم هذه الأموال والمساعدات، فأى وجه تبتغى من هذه المساعدات المخفية البعيدة عن أعين الكاميرات؟
 
 تكثر من زياراتها للسيدة نفيسة والسيدة زينب، تصلى وتقدم مساعدات وطعام للفقراء والمحتاجين فى الخفاء، وكثيرا ما تصلى الفجر فى هذه الأماكن دون أن يتعرف عليها أحد، ربما ورثت هذه العادة من أمها الروحية الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا التى دأبت فى أواخر حياتها على زيارة هذه المساجد وإطعام الفقراء هناك.
 
كانت فيفى عبده قريبة جدا من كاريوكا وفية لها، حتى أن كاريوكا لم تستأمن أحداً من بعدها على رعاية الطفلة اليتيمة التى وجدتها أمام باب شقتها وسماها الشيخ الشعراوى عطية الله، سوى فيفى عبده، وأوصت الفنانة الكبيرة وهى على فراش الموت بأن تتولى فيفى رعاية الطفلة، وبالفعل قامت فيفى عبده برعاية الطفلة وعلمتها حتى تزوجت، وطوال هذه الفترة كانت تحرص على إخفاءها عن أعين الإعلام والصحافة وعدم الحديث عن رعايتها لها وما تقوم به معها.
 
يلحظ كل من تعامل مع فيفى عبده جدعنتها ووقوفها إلى جانب من يحتاج مساعدة، سواء من زملائها أو ممن يعملون معها ، كما ساعدت الكثيرين فى تجهيزات الزواج.
 
تحفظ فوفة الجميل دائما ولا تنس الود والوفاء لكبار الفنانين، فهى الوحيدة التى تداوم على زيارة الفنانة الكبيرة شريفة فاضل وزيارتها والاطمئنان عليها.
 
ورغم أنها تثير الجدل كثيرا بتلقائيتها وتصريحاتها، خاصة ما يتعلق منها بعلاقتها بربها، إلا أنها تعرف الله كما يعرفه البسطاء الذين يعرفونه بفطرتهم دون تكلف أو فلسفة أو تزيين وترتيب الكلام، والذين يؤمنون دائما بأنه رب قلوب، لا يعلم سرها إلا هو.
 

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر