زينب عبداللاه تكتب: قانون عمرو دياب الأقل حديثا والأكثر إنجازا وتجاهلا للمعارك

عمرو دياب عمرو دياب
 

لماذا طرح ألبومه فى هذا التوقيت؟.. وبأى قوة استطاع أن يوحد المختلفين ويجعل انطلاق ألبومه حدث يهم  الملايين؟ 

 

وسط نجاح واكتساح أغانى المهرجانات وضجيج الجدل والخلاف بين حسن شاكوش وعمرو كمال ودخول حمو بيكا على الخط وما حققته أغنية بنت الجيران من طفرة فى تاريخ أغانى المهرجانات بحصولها على المركز الثانى فى قائمة المواد الأكثر استماعا على موقع "ساوند كلاود" الشهير، بأكثر من خمسة ملايين مستمع خلال أسبوع واحد، وأكثر من 45 مليون مستمع إجمالا، و70 مليون مشاهدة على موقع يوتيوب، سكت الجميع وانتظر الآلاف إن لم يكن الملايين ليترقبوا ما اعتبروه حدثا هاما، سهروا ليلة نسوا فيها كل هذا الخلاف والضجيج، توحد المختلفون بما لا يحدث إلا فى الأحداث الكبرى انتظارا لألبوم عمرو دياب الجديد "سهران".

خرج الهضبة بألبومه فى وقت مزدحم بالخلاف والضجيج فسكت الجميع والتفتوا لهذه الظاهرة التى لا تتكرر كثيرا، وكأنه يقول أنا هنا وحدى أغرد، وحدى أستطيع أن أجذب انتباهكم فى أى توقيت، أتحدى حين أظهر أن تلتفتوا لغيرى، أنا وحدى أستطيع أن أخوض هذا التحدى والمخاطرة.

ما الذى جعل عمرو دياب يمتلك هذه القدرة على التحدى، والثقة فى أنه وسط الانشغال والضجيج يمكنه أن يظهر فيفرغ الجميع من خلافاتهم ولا يصبح هناك حديث سوى عنه وعن فنه وأغانيه دون أن يرى فى ذلك مخاطرة، وأن يستطيع خلال أقل من 24 ساعة كسر "تريند" أغانى المهرجانات، التى كانت الأكثر بحثاً وتداولاً عبر جميع المنصات الخاصة بالسوشيال ميديا، وحول العالم ويحتل اسم عمرو دياب الهاشتاج الأكثر استخدماً من قبل المغردين والمواقع المختلفة.

اختار الهضبة توقيتا صعبا لأنه يمتلك منهجا وخلطة خاصة ومشروعا فنيا مختلفا، قد لا يكون أجمل الأصوات أو أقواها، ولكنه منذ بداياته يعرف كيف ومتى يظهر وينطلق، يدرس ويطور أدواته وألحانه وكلماته ليكون مختلفا، وأن يحافظ على هذه الخلطة طوال أكثر من 36 عاما منذ أطلق ألبومه الأول عام 1983، ومع كل ألبوم من ألبوماته التى اقتربت من 35 ألبوما.

رحلة نجاح لمشروع فنى حصد خلالها عمرو دياب عشرات الجوائز، منها 7 مرات "ميوزيك آوورد" للأعلى مبيعا فى المنطقة العربية، إضافة إلى دخوله موسوعة جينيس 2016 كأكثر مطرب شرق أوسطى حصل على جوائز، وتصدره قائمة فوربس 2017 لأكثر الشخصيات العربية حضورا وتأثيرا.

عمرو دياب أكثر المجتهدين من أبناء جيله، وأكثرهم تطورا وذكاءا وحرصا على مشروعه المتفرد، وأقلهم ضجيجا والتفاتا للمعارك والخلافات مهما حاولت النيل منه، الأقل ظهورا فى الميديا والإعلام والأكثر شهرة ورواجا، والأقل حديثا عن الإنجازات مهما حقق من نجاحات لم يصل إليها غيره.

تضمن ألبوم سهران 12 أغنية جديدة وهى «سهران، يا روقانك، هيعيش يفتكرني، أنت زى ما أنتي، حلوة البدايات، عم الطبيب، مكانك فى قلبي، قلبى متعلق، روح، جامدة وبس، جميلة، مبقاش يناسبك» بالإضافة إلى أغنيتين طرحهما من قبل وهما يوم تلات، قدام مرايتها، وكتب كلمات أغانى الألبوم الشعراء تامر حسين وخالد تاج الدين وأيمن بهجت قمر وأحمد المالكى وتركى آل الشيخ، ولأول مرة يغنى الهضبة من ألحان وكلمات أحمد زغلول مدير أعماله، الذى قدم له فى الألبوم أغنية «روح» رغم مشوارهم الطويل معا، وشارك فى الألبوم بالألحان الملحنين عمرو مصطفى ومحمد يحيى وشريف بدر وعزيز الشافعي، كما شهد الألبوم أول تعاون يجمع بين الهضبة وابنته جانا كمطربة وملحنة، فى أغنية «جميلة» كلمات شادى نور وألحان بلال سرور وجانا، التى تغنى فيها مقطعا باللغة الإنجليزية.

بالطبع فإن الأرض والساحة الفنية فيها متسع لكل الألوان والفنون وأشكال الغناء التى يمكنها أن تعلو وتنجح وتثير ضجة ورواجا، وتجذب انتباه الجمهور ويتعلق بها الملايين، لكن يبقى عمرو دياب نموذجا ومشروعا فنيا متفردا لمن يتحدى نفسه ويمشى بخطى ومشروع فنى لا ينافسه فيه أحد، يمكنه أن يظهر وسط الضجيج والخلاف والزخم ويثق فى أنه سيحقق نجاحا مختلفا، نموذج للدأب والاجتهاد والتطور والتحدى والثقة بالنفس والمشروع الإنسانى والفنى واثق الخطى يمشى ملكاً، لأنه يعرف سر تفرده وبقاءه ولا يلتفت إلا لنجاحه وإنجازه القادم.

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر