كنا فين وبقينا فين.. الشيخ الباقورى المستنير جمع بين الفن والدين

الشيخ الباقورى الشيخ الباقورى
 
زينب عبداللاه
..حوار منذ 64 عاما يؤكد فيه اعتزام وزارة الأوقاف إنتاج أفلام وإنشاء سينمات ملحقة بالمساجد.. ويبدى إعجابه بغناء ليلى مراد وتمثيل أمينة رزق
 
حين نعود للوراء لنرى ما كانت عليه مصر فى الخمسينات والستينات ندرك كيف كنا نسبق العالم ونتعامل بفكر منفتح وراق يتعامل مع المرأة والفنون باحترام وتقدير، وذلك قبل أن يغزونا الفكر المتشدد، الذى كلما وجد أرضا خصبة ظهر فى النظرة المتطرفة للفن والمرأة، محاولا تحريم كل شىء، والنظر بدونية لكل أشكال الفن ولدور المرأة فى المجتمع.
 
وإذا عدنا إلى فترة الخمسينات والستينات ونظرة كبار رجال الدين للفن والمرأة سنعرف مدى ما كنا عليه قبل أن يسيطر الفكر المتشدد على بعض العقول، مستخدما قناع الدين، ويكفى هنا أن نعرض بعضا من أفكار  واراء الشيخ الجليل أحمد حسن الباقورى، الذى تولى منصب وزير الأوقاف فى أول وزارة بعد ثورة يوليو 1952، وحتى عام 1959، والذى يكشف حوار معه أجرته مجلة الكواكب عام 1956 أثناء توليه الوزارة عن مدى تفتح هذا الرجل، واستنارته ونظرته الراقية للفنون، ومنها فن التمثيل والسينما.
 
ففى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر بتاريخ 20 مارس 1956 أهداه لنا المؤرخ الفنى نعيم المأمون نشرت المجلة حوارا الشيخ الجليل تحت عنوان: "الباقورى يقول: أنا أمثل فى كثير من الأوقات ولا أمانع فى ظهور الأئمة على الشاشة".
 
وخلا الحوار سأل محرر المجلة الكاتب الصحفى لطفى رضوان الشيخ الباقورى مشيرا إلى أن طريقة الوعظ والإرشاد على المنابر وفى المساجد أصبحت قديمة وبالية وعن إمكانية استخدام السينما لتبصير الناس بأمور دينهم، فأجاب الشيخ الباقورى مؤكدا أنه فكر فى استخدام السينما والأفلام السينمائية، وأن تُخرج وزارة الأوقاف أفلاما عن الإسلام وتعاليمه السمحة.
 
والأكثر من ذلك أن الشيخ أحمد حسن الباقورى أكد خلال الحوار أنه فكر فى أن يلحق بالمساجد دور سينما لعرض هذه الأفلام، وهى الفكرة التى لو قالها أحد الآن لتعرّض للنقد الشديد والاتهام والتجريح بأنه يخالف شرع الله، بل وقد يُتهم بالكفر والزندقة.
 
وأشار الشيخ الباقورى إلى أن وزارة الأوقاف تعتزم عقد مسابقة بين الأدباء لتأليف القصص الإسلامية ذات المغزى وتخصيص جوائز مالية لهذه المسابقة الكبرى، تمهيدا لإعدادها كأفلام تُعرض بالمجان للجمهور فى صالات العرض المزمع إنشاؤها فى المساجد الجديدة التابعة للوزارة، وعلق الباقورى، قائلا: "هكذا ترانى متحررا طالما أن هذا التحرر يؤدى إلى تثقيف الشعب والاستزادة من أمور المعرفة بالدين والدنيا".
 
فما كان من المحرر إلا أن سأل الشيخ الباقورى: "وهل تمثل فى هذه الأفلام".
 
فأجاب الشيخ الجليل: إننى أمثل فى كثير من الأوقات، فوقوفى فى مواقف الخطابة وحديثى إلى الجماهير، والتقاط الصور وعرضها فى مجلة فنية، كل هذا يدخلنى فعلاً فى زمرة النجوم".
 
وتابع الشيخ الباقورى: "لكننى سأنزل إلى ميدان التأليف السينمائى، ولعل فى هذا ما يشجع الأدباء فنفوز بأروع القصص عن مآثر الإسلام ومصر الحديثة".
 
وسأل محرر الكواكب وزير الأوقاف وقتها، مشيرا إلى أن الوزارة دخلت الميدان التجارى، فأنشأت العمارات السكنية والشركات التجارية، فلماذا لا تنشئ مسارح ودور سينما".
 
فأجاب الشيخ المستنير: "سنفعل ذلك بعد أن نتتهى من بناء العمارات السكنية التى ارتبطنا بإنشائها، فسأنشئ أكثر من مسرح ودور عرض سينمائى لتنفرج أزمة دور العرض وبذلك نحقق رغبات الشعب".
 
وسألت الكواكب وزير الأوقاف إن كان يمكنه التدخل لتذليل العقبات أمام من يحاولون إنتاج أفلام يظهر فيها الخلفاء الراشدين وكبار الصحابة، فأجاب الباقورى بأنه سيخطو خطوة قد يخالف بها بعض علماء الأزهر، وهو أنه لا يعارض تقديم شخصيات ائمة المسلمين الذين برزوا فى الميدان السياسى أكثر من بروزهم فى الميدان الدينى، مثل عمرو بن العاص وهارون الرشيد ويزيد بن معاوية، مؤكدا رفضه ظهور وتجسيد شخصيات الخلفاء الراشدين لما لهم من قدسية.
 
وأوضح الباقورى أنه يشاهد السينما أحيانا، مشيرا إلى أنه شاهد فيلم "حصان طروادة"، وأُعجب بالفيلم وببطلته.
 
واختتم محرر الكواكب لطفى رضوان حواره مع الشيخ الجليل بسؤال حول من تعجبه من الفنانات المصريات، فأجاب الباقورى: "تعجبنى السيدة الفاضلة أمينة رزق، كما يعجبنى صوت وغناء ليلى مراد، وأنت تقول إن ليلى فوزى جميلة، إذن سأعجب بها على مسئوليتك".
 
الشيخ الباقورى  (1)
الشيخ الباقورى

الشيخ الباقورى  (2)
الشيخ الباقورى

الشيخ الباقورى  (3)
الشيخ الباقورى

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر