«مأساة الحلاج» أعظم أعمال المسرح الشعرى للكاتب صلاح عبد الصبور

المخرج سمير العصفورى المخرج سمير العصفورى
 
باسم فؤاد

الحسين بن منصور بن محمى الملقب بالحلاج، والذى تمر اليوم ذكرى رحيله الـ 1027، إذ توفى فى 26 مارس عام 922 م، بعد الحكم عليه بقتله وإحراقه بالنار، بسبب كلامه فى الحب الإلهى، ما اعتبر تطاول على الله، له مسرحية تحمل اسمه بعنوان "مأساة الحلاج" لرائد المسرح الشعرى صلاح عبد الصبور.

المخرج سمير العصفورى أشهر من قدم مسرحية مأساة الحلاج يقول إنه يرى أن مأساة الحلاج، تعبر عن أزمة أمة بالكامل تحاكم رجلا وتصلبه، لأن لديه يقين بأن الله يحل فى جسده، مفسرا إياها بأنها قضية فى أصلها هى سياسية واجتماعية، حيث خرج الرجل ليحض الشعب ضد السلطان، مضيفا أن مأساة الحلاج هى مأساة عصر كامل، أرادت فيه السلطة الحاكمة أن تتدخل فى كل شىء، إنها تجمع بين الشىء ونقيضه فى وقت واحد.

مسرحية "مأساة الحلاج" للشاعر الكبير صلاح عبد الصبور، الصادرة عام 1966م، ورغم أنها تدور حول شخصية الحلاج، إلا أن لها أبعادًا سياسية، فهى تدرس العلاقة بين السلطة المتحالفة مع الدين والمعارضة، وكأنه فيها يرصد حال المجتمع وما سيؤول إليه وضع الشعب المصرى، الذى يحاول البعض استغلال فقره لقتل الحب والرحمة بداخله، وزرع البغضاء والكره بقلبه، من أجل غرس أفكار معينة بعقله، حتى يخلق من الفقراء أتباعًا لسياسته.

فى مسرحيات "عبد الصبور" الشعرية، لم يهتم وحسب باللغة الشعرية الغنائية، لكنه عالج فيها مشكلات فلسفية واجتماعية، وتطرق فيها للعوالم الداخلية للمجتمع، فتركت آثارًا أثرت فى أجيال متعددة، لما امتلكه "عبد الصبور" من رؤية جمالية خاصة، نهلت من المسرح العالمى فى وعى وبصيرة، مع ثقافة ثرية، ومعرفة واسعة بالتاريخ الإسلامى العربى التى أتاحت له اقتباس مواقف الدراما الثورية.

وقد وظف صلاح عبد الصبور هذا النمط الشعرى الجديد فى المسرح، فأعاد الروح وبقوة للمسرح الشعرى، بعد أمير الشعراء أحمد شوقى، إذ حققت المسرحية الشعرية درجة عالية من النضوج على يده، فصاحب الموهبة الشعرية الفذة التى أنتجت أعمالاً مسرحية، قد أجمع النقاد على روعتها واعتبارها علامة بارزة ومبدعة فى تاريخ المسرحية الشعرية، بل المسرحية العربية بمختلف مصادرها.

كتب عبد الصبور خمس مسرحيات شعرية هم "الأميرة تنتظر، مأساة الحلاج، بعد أن يموت الملك، مسافر ليل، وليلى والمجنون"، ولعل أهم مسرحيتين لديه هما "مأساة الحلاج" والتى تناول فيها شخصية المنصور بن حسين الحلاج المتصوف الذى عاش فى منتصف القرن الثالث للهجرة، وتعد هذه المسرحية حتى الآن أروع مسرحية شعرية عرفها العالم العربى.


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر