قصة إهداء جيهان السادات «بايب» الرئيس لأحمد زكى لتجسيد ‏شخصيته ‏

بايب السادات بايب السادات
 
باسم فؤاد ‏
أحمد زكى الموهبة الممزوجة بالصدق، أسطورة من العيار الثقيل ‏فى عالم السينما، وصديق البسطاء، سلاحنا للهروب من التعاسة ‏إلى البهجة، حبيب الملايين الذى عبرت سيرته الطيبة خارج حدود ‏الوطن وسكنت العالم أجمع، نجم كسر كل مواصفات الفتى الأول ‏ببشرته السمراء وملامحه المصرية التى شربت من طين البلد ‏واستطاعت أن تسرق قلوب محبيه وعقولهم، عيونه وابتسامته ‏الشهيرة التى تحدثت إلى الجمهور ومئات من الحكايات عن كرمه ‏وحنيته، فلم يكن مطلوبا منا أن تجمعنا به صلة قرابة أو صداقة ‏حتى نقع فى عشقه، ليتحول الفنان الكبير إلى أسطورة خالدة فى ‏ذاكرة كل من شاهده على الشاشة طوال 30 عاما، أبهر فيها ‏الجماهير وهو يبحث عن الكمال بأدواره الرومانسية والمأساوية ‏والهزلية وعلى المسرح والسينما والتليفزيون، وحتى وإن غيبه الموت ‏ففى كل يوم يمر يصبح فيه حاضرًا فى ذاكراتنا، فأحمد زكى لا ‏يموت طالما بقيت أعماله الفنية العظيمة عبر مشوار طويل من الكد ‏وطريق صعب مليء بالإحباطات والنجاحات حتى يصل إلى ما ‏وصل إليه من شهرة واحترام جماهيري.‏
 
لم يكن عمل أحمد زكى فى الفن مجرد ممثل يحفظ بعض الكلمات ‏يرددها أمام الكاميرا بمجرد سماع كلمة "أكشن" أو يهرع إلى ‏الاستوديوهات لتصوير كم كبير من المشاهد ليلحق بموسم سينمائى ‏بعينه أو درامى، لكنه حالة خاصة، إذ يغوص بكل ما يملك من ‏أحاسيس وشماعر وأدوات ليصبح هو الشخصية ذاتها حتى تكاد لا ‏تفرق بينه وبين عبد الناصر فى "ناصر 56" أو السادات فى "أيام ‏السادات".‏
 
ولإيمانه بأن مهمته إقناع المشاهد، وكشر الاتفاق المسبق بينه وبين ‏المتفرج على أننا فى لعبة نجسد خلالها حكاية بشخصياتها وعليك ‏أن تصدق، كان يسعى للوصول لحقيقة الشخصية؛ فمثلا "فى فيلم ‏المدمن أخذ حقن بالفعل، وفى فيلم موعد مع العشاء دخل ثلاجة ‏الموتى" المشرحة" بحق، وفى فيلم البريء غاص فى ترعة فيها ‏قاذورات، وفى فيلم "عيون لا تنام" اتحرق من أنبوبة بتوجاز".. هكذا ‏وصف كبار المخرجين أداء الفنان الراحل أحمد زكى ومحاولته ‏للوصول إلى الواقعية وفقاً لوصف الإعلامى مفيد فوزي‎.‎
 
لذلك لا تتعجب حين توجه الممثل روبرت دى نيرو، إلى زكى وقال ‏له: "أنت ممثل ممتاز".. وهنا نقف عند محطة مميزة فى حياة ‏الفنان أحمد زكى وفيلم زوجة رجل مهم، والذى يعتبر واحدًا من ‏أبرز علاماته فى السينما المصرية.‏
 
ومن القصص التى اكتشفناها مؤخرا ونحن نغوص فى تراث أحمد ‏زكى ومقتنياته،  قصة "البايب" الذى طلبه زكى من السيدة جيهان ‏السادات من أجل تجسيد شخصية الرئيس فى فيلم "أيام السادات" ‏وذلك حينما كان فى زيارة لها يأخذ موافقتها أولا قبل بدء تصوير ‏الفيلم، لتوافق جيهان السادات على الفور، وبعد انتهاء الفيلم ذهب ‏زكى لها ليعيد لها "البايب" لكنه طلب منها الاحتفاظ به لتوافق على ‏الفور، وذلك بحسب رواية المستشار بلال عبد الغنى صديق ‏الأسرة.‏
 
 
وخلال زيارتنا لشقة الفنان الراحل فى المهندسين فى رحلة البحث ‏عن تراث الإمبراطور لافتتاح متحف يحمل اسمه وجدنا العديد من ‏الكتب التى تتحدث عن فترة حكم السادات أبرزها "حديث المبادرة" ‏للكاتب الكبير محمد حسنين هيكل وكتب أخرى عن تلك المرحلة، إذ ‏أخذ زكى يجهز للشخصية سنوات طويلة.‏
 
تقديم زكى شخصية السادات لم تكن سهلة على الإطلاق فكيف ‏يقنع هؤلاء الذين شاهدوه فى عبد الناصر أنه قادر على تجسيد ‏شخصية السادات التى تختلف اختلافا كبيرا على مستوى البعد ‏الشكلى والبعد النفسى للشخصية، وواجه حينها هجوما لم يكن ‏سهلا، لكنه كان يقول فى نفسه "نعم أنا أستطيع"، بالفعل استطاع ‏أحمد زكى بإتقانه تفاصيل التفاصيل للشخصيتين أن يحوز لقب ‏‏"ريس جمهورية التمثيل".‏
 
تجسيد احمد زكى للسادات (1)
تجسيد احمد زكى للسادات (1)

تجسيد احمد زكى للسادات (2)
تجسيد احمد زكى للسادات (2)

تجسيد احمد زكى للسادات (3)
تجسيد احمد زكى للسادات (3)

تجسيد احمد زكى للسادات (4)
تجسيد احمد زكى للسادات (4)

تجسيد احمد زكى للسادات (5)
تجسيد احمد زكى للسادات (5)
 
 
 
 

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر