يتيم أضحك ملايين 2 .. بابا عبده لم ير والده ومحمد عوض تحمل مسئولية 3 شقيقات

عبد المنعم مدبولى عبد المنعم مدبولى
 
كتبت زينب عبداللاه

رسموا الابتسامة على شفاه الملايين رغم أنهم تجرعوا أحزان اليتم ولم تكن حياتهم سهلة، انتزعوا الإبداع من رحم المعاناة، ونشروا البهجة رغم الأحزان، وأكسبتهم الآلام قدرة ومناعة ومنحتهم خفة ظل سخروا بها حتى من آلامهم وأحزانهم.

لا يتخيل الكثيرون أن ملوك الكوميديا الذين أضحكونا ورسموا البسمة على وجوه الملايين من كل الأجيال وفى كل أنحاء العالم العربى عانى عدد كبير منهم من أحزان وآلام اليتم وعاشوا طفولة بائسة ذاقوا بعد أن حُرموا من حنان الأم أو عطف واحتواء الأب.

ومن بين هؤلاء النجوم عملاق الكوميديا عبدالمنعم مدبولى، فلا أحد يتخيل أن "بابا عبده" خير من جسد أدوار الأب وعبر عن مشاعره وحنانه نشأ يتيماً وحُرم من حنان الأب وهو رضيع، ورغم ذلك أثبت أن فاقد الشىء يعطيه بغزارة ويعبر عنه بحنان وقوة.

وعن طفولة وحياة بابا عبده تحدثت ابنته أمل عبدالمنعم مدبولى فى حوار لعين قالت فيه: "نشأ والدى فى حى باب الشعرية، ولم تكن طفولته سهلة، فوالده توفى بعد مولده بـ6 أشهر، وترك زوجته الشابة وفى رقبتها 3 أولاد أولاد أكبرهم 6 سنوات وأصغرهم 6 أشهر".

وأشارت أمل عبد المنعم مدبولى إلى أن جدتها لم تكن تملك سوى معاش ضئيل، فنشأ بابا عبده يتيما فقيرا محروما من أشياء كثيرة، وكانت والدته تصطحبه أيام الإجازة إلى محلات النجارة والسباكة والكهرباء لتطلب من الأسطوات أن يعمل معهم ويعلموه الصنعة، ولذلك تعلم منذ صغره كيف يكون عصاميا ويعتمد على نفسه.، وظهرت مواهبه وهو طفل فى الابتدائى، حيث كانت المنطقة الشعبية التى يعيش فيها تتميز بكثرة الموالد، فكان يرى الفرق المسرحية التى تأتى للمشاركة فى المولد ويحفظ عروضها، ويقدمها فى المدرسة، ويقوم بدور المخرج والممثل.

وكان عملاق الكوميديا عبدالمنعم مدبولى متعدد المواهب، يمثل ويؤلف ويحب الرسم والنحت، والتحق بكلية الفنون التطبيقية، قبل أن يلتحق بمعهد الفنون المسرحية ويشق طريقه الفنى.

أما الفنان الكبير محمد عوض والذى أطلق عليه لقب الكوميديان الفيلسوف، فقد تحمل منذ صباه مسئولية كبيرة وضغوطاً تفوق سنه وهو ما أوضحه ابنه المخرج عادل عوض فى حوار كشف خلاله أن الكوميديان الكبير وشرارة الضحك عانى من اليتم وتحمل مسئولية شقيقاته البنات مبكرا. 

وقال عادل عوض: "ينتمى والدى إلى أسرة بسيطة من محافظة الشرقية، هى مسقط رأس والديه، ولكنه من مواليد حى العباسية بالقاهرة فى 12 يونيو 1932، وكان والده موظفًا".

وتابع ابن الكوميديان الفيلسوف: "أبى الأخ الأكبر والوحيد بين 3 بنات، وكانت أهم هواياته الكشافة وكرة القدم، وانضم لفرق الكشافة الملكية، وكان يذهب فى رحلات كشفية ويحب الرحلات والسفر والطبيعة والبحر، وهو ما كان له أثر كبير على شخصيته المتفتحة، وكان حلم حياته أن يلتحق بالكلية البحرية".

تغيرت حياة محمد عوض عندما توفيت والدته وهو فى الصف الثانى الثانوى، وحينها أكد له والده أنه يجب أن يتخلى عن حلمه، لأنه سيكون العائل الوحيد لشقيقاته البنات بعد وفاته، والضابط البحرى حياته غير مستقرة، ولا تتناسب مع ظروفه ومسؤولياته تجاه أخواته، وبعد عام من وفاة والدته توفى والده ليترك له مسؤولية أخواته البنات، وهو فى الصف الثالث الثانوى.

أصبح الصبى اليتيم لا يواجه آلام وأحزان اليتم وفقدان الأم والأب خلال عام واحد بل أثقلته المسئولية التى ألقيت على عاتقه فجأة عن شقيقاته البنات، وعن كيفية تحمل هذه المسئولية وهو فى هذه السن المبكرة قال ابن الفنان محمد عوض: "المدير الذى كان يعمل معه والده ساعده فى الحصول على نفس وظيفة أبيه حتى يظل راتبه مستمرًا، وهذا المدير ساعده كثيرًا، وكان يشجعه على المذاكرة ويتغاضى عن غيابه فترة الامتحانات".

وتابع: "ولم يستطع والدى أن يكفى البيت بهذا الراتب، وبعد نجاحه فى الثانوية العامة أرسل شقيقاته إلى أهله فى الشرقية، لكنه وجد أنهن لن يستكملن تعليمهن، فعاد بهن للقاهرة حتى يستطعن استكمال دراستهن الجامعية".

وكان محمد عوض يحب التمثيل منذ طفولته، ويشارك فى فريق التمثيل بالمدرسة، وعندما انتهى من دراسته الثانوية التحق بكلية الآداب قسم الفلسفة، حيث كان متفوقًا فى الفلسفة بالمرحلة الثانوية، وحصل على المركز الثانى فى مسابقة الفلسفة على مستوى القطر، ومن هنا جاءت تسميته «الكوميديان الفيلسوف»، ومارس هواية التمثيل وهو فى الجامعة كما التحق بفرقة الريحانى وكان يحصل منها على راتب 7 جنيهات فى الشهر، وهو ما ساعده إلى جانب وظيفة والده فى الإنفاق على شقيقاته، حتى شق طريق النجومية وتحسنت أحواله المادية.

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر