فى ذكرى تأسيسها.. هكذا كانت الإسكندرية فى السينما المصرية كمكان وروح وشخصية

 
جمال عبد الناصر

كثيرة جدا الأفلام فى السينما المصرية التى تناولت مدينة الإسكندرية كمكان وروح وشخصية، والكثير منها كانت مدينة الثغر هى محور الحدث فيه، واليوم 7 أبريل يتزامن مع يوم تأسيس تلك المدينة الضاربة بجذورها فى عمق التاريخ، فقد أسسها الإسكندر الأكبر سنة 332 ق.م عن طريق ردم جزء من المياه يفصل بين جزيرة ممتدة أمام الساحل الرئيسى تدعى "فاروس" بها ميناء عتيق، وقرية صغيرة تدعى "راكتوس" أو "راقودة"، وتحيط بها قرى صغيرة أخرى تنتشر كذلك ما بين البحر وبحيرة مريوط، واتخذها الإسكندر الأكبر وخلفاؤه عاصمة لمصر لما يقارب من ألف سنة، حتى الفتح الإسلامى لمصر على يد عمرو بن العاص سنة 641.

علاقة الإسكندرية بالسينما علاقة وثيقة جدا وقديمة كما يؤكد الناقد السينمائى سامى حلمى فى كتابه (الشخصية السكندرية فى السينما المصرية) فكانت أول محطة ذهبت إليها بعثات لوميير الأولى ثم جاء عزيز ودوريس، اللذان كانا يمتلكان محلا للتصوير الفوتوغرافى بمحطة الرمل ومع تطور للصورة الفوتوغرافية الثابتة إلى الصورة المتحركة على الشاشة سعيا إلى صنع أول شريط سينمائى فى مصر، وكان ذلك فى عام 1907، وكان الفيلم بعنوان "زيارة جناب الباب العالى للمعهد العلمى بمسجد أبى العباس"، ويروى عرضا لموكب الخديوى عند الوصول إلى ساحة المسجد وتفقده للمعهد العلمى به، واستقبال الجماهير له عند الوصول وتوديعهم له عند المغادرة ويكشف المؤلف النقاب عن أن الجالية الإيطالية والأجانب المقيمين من أصول إيطالية كانوا الأكثر انخراطا فى العمل السينمائى، سواء كانت فى البدايات، من عروض وتصوير لشرائط تسجيلية ووثائقية، ثم الانتقال إلى مرحلة تالية وصنع أفلام روائية ثم جاء محمد بيومى، والأخوان لاما، وتوجو مزراحى، ومحمود خليل راشد خلال العشرينات والثلاثينيات من القرن الماضى وقدموا نشاطا ملموسا بالثغر، عبر استوديوهات أقاموها بالمدينة.

أما لو تأملنا الإسكندرية فى السينما المصرية سنجد الكثير من المشاهد التى لا تنسى فى الأفلام المصرية والتى جسدت المدينة ونقلت الواقع السكندرى بتفاصيله فى حقب زمنية مختلفة، وهى أفلام: "رصيف نمرة 5" لنيازى مصطفى إنتاج 1956 و"السمان والخريف" لحسام الدين مصطفى إنتاج 1967 و"اسكندرية كمان وكمان" ليوسف شاهين إنتاج 1990 و"إسكندرية ليه" والذى يحكى قصصا متنوعة تدور جميعها فى الإسكندرية أثناء الحرب العالمية الثانية ومحاولة ألمانيا دخول مصر وهزيمة الإنجليز، وكيف يتأثر أبطال الحكايات بحالة الحرب والاحتلال الموجودة فى البلد. الفيلم يعتبر الجزء الأول من سلسلة يوسف شاهين التى يحكى فيها سيرته الذاتية.

ثم تأتى بعد ذلك أفلام أخرى منها فيلم "أبى فوق الشجرة" لعبد الحليم حافظ بأغانيه الشهيرة وفيلم "ميرامار" الذى تدور أحداثه داخل فندق "ميرامار" الذى يقع على شاطئ الشاطبى بالإسكندرية، ومن الأفلام أيضا فيلم "7 أيام فى الجنة" بطولة نجاة وحسن يوسف وإخراج فطين عبد الوهاب، وفيلم "بلطية العايمة" لعبلة كامل، وفيلم "بنات بحرى" للمخرج حسن الصيفى، وبطولة عبدالسلام النابلسى وآمال فريد، وفيلم "صايع بحر" إخراج على رجب وإنتاج عام 2004، وبطولة الفنان أحمد حلمى، وشاركته البطولة الفنانة ياسمين عبد العزيز، وفيلم "رسائل البحر" للمخرج داوود عبد السيد وبطولة آسر ياسين وبسمة وأفلام أخرى، مثل: "صباحو كدب" لأحمد آدم، و"العيال هربت" إخراج مجدى الهوارى وبطولة حمادة هلال وغادة عادل وبشرى، وفيلم "حبيبى دائما" لنور الشريف وبوسى وفيلم عمرو دياب الشهير "آيس كريم" فى ديسمبر، للمخرج خيرى بشارة ولو حصرنا الأفلام التى صورت فى الإسكندرية أو تناولت أحداثها فاعتقد أنها ستزيد على الـ1000 فيلم بكثير. 

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر