عمر خورشيد ملك الجيتار بين العندليب وكوكب الشرق

عمر خورشيد وشقيقته شريهان عمر خورشيد وشقيقته شريهان
 
حسن القناوى

على الرغم من رحيله فى ريعان شبابه إلا أنه ترك لنفسه مكانا متميزا بين أبناء جيله ومهنته كعازف موسيقى استطاع أن يأخذ بناصية الجيتار وهو آلة غربية، ويقف به شامخا وسط عمالقة فن الموسيقى الشرقية، ليكون بذلك متفردا فى ما نهجه من سلوك جعل الجيتار تعلو نغماته خلف قامتين من قامات الغناء العربى (أم كلثوم وعبد الحليم حافظ)، وبمناسبة ذكرى ميلاده فى 9 من أبريل، نقدم نبذة عن مشوار الراحل مع هذين العملاقين.

الطريق الذى سلكه عمر خورشيد وخاض به التحدى فيما هو سائد بالساحة الفنية يتلخص فى منهجية تعامله مع آلته الموسيقية "الجيتار"، تلك الآلة التى عُرفت بانتمائها للأغنية الغربية، وهى المرحلة التى بدأ منها الراحل بالفعل، عندما قرر العمل مع بعض الفرق والباندات الصغيرة، إلى أن انضم رسميًّا لفرقة "البيتى شاه" التى ذاعت شهرته معها، إلى أن قرر الانضمام للفرقة الماسية التى كانت تعمل مع الفنان الراحل عبدالحليم حافظ.

التحدى والرغبة فى حب الموسيقى كان واضحًا فى خريطة الراحل الفنية منذ الطفولة، فقد نشأ فى حى عابدين، وكان أول جيتار يقوم بشرائه وهو فى التاسعة من عمره من مصروفه الخاص، ولأن جنون العزف كان ملازمًا للفنان لم يترك جيتاره من يديه، وظل يمارس هوايته وموهبته عليه طوال اليوم، مما جعل والدته تقرر التخلص منه، حيث قامت بإلقائه من البلكونة حتى لا يعطله عن دراسته، فى حين كان والده المصور السينمائى أحمد خورشيد يشجعه على موهبته، وتغيرت نظرة الأم لنجلها بعد نجاحه وشهرته فيما بعد؛ حيث كانت تفخر به دائمًا فى جميع المحافل والتجمعات.

 "زى الهوى" التى قدمها العندليب، واحدة من أبرز أغانيه وأكثرها شهرة بين محبى وعشاق العندليب، وهى أيضًا الأغنية التى أحدثت نقلة نوعية فى موهبة خورشيد، وانتقاله إلى ساحة الموسيقى العربية، خصوصًا أن مقدمة الأغنية تحمل كثيرًا من تنويعات العزف على آلة الجيتار، الأمر الذى جعل كوكب الشرق بعد ذلك تستعين به فى فرقتها.

 وعن أم كلثوم يروى خورشيد فى لقاء مع الفنان سمير صبرى، أنه عندما أقدم على الوقوف فى حفل لأم كلثوم شعر بتوتر شديد حتى أنه ذهب للصيدلية واشترى مهدئًا للأعصاب خشية من التجربة؛ خصوصًا أن كوكب الشرق تحتفظ بمكانة خاصة لدى المستمعين، حينها كانت الراحلة تقدم أغنية "ودارت الأيام"، وكان هناك عزف صولو الجيتار على إيقاع "الفالس" قبل مقطع "وصفولى الصبر" وما طمأنه حينها أنه كان بعد تقديمه لهذا المقطع اللحنى نال تحية وتقديرا وتصفيقا كبيرا من الحضور.

وزاد من نجاح خورشيد الموسيقى التصويرية التى كان يضعها لعدد كبير من الأفلام السينمائية، التى كانت فى السابق تعتمد على الحصول على بعض مقاطع من الألحان العالمية التى وضعها الموسيقيون العالميون.

 
 
cd3decc4-eb6c-44d2-9b38-2063917cf22c

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر