محمود المليجى الصبح تلميذ وبعد الضهر نشال.. اعرف الحكاية

محمود المليجى محمود المليجى
 
زينب عبداللاه

عاش نجوم الزمن الجميل تجارب ومواقف كثيرة تحملوا فيها الكثير من الصعاب حتى يسجلوا أسماءهم فى سجلات الفن بحروف من نور ويتركوا لنا إرثا فنياً ضخما تستمتع به كل الأجيال.

ومن بين هؤلاء النجوم العملاق شرير الشاشة الطيب محمود المليجى الذى عانى كثيرا فى سبيل الفن وبدأ منذ نعومة أظافره السعى والجهد كى يشق طريقه الفنى.

وفى عدد نادر من مجلة الكواكب كتب صدر فى مايو 1958 كتب الفنان الكبير محمود المليجى مقالاً يحكى فيه جزءا من قصة بدايته فى عالم الفن منذ كان طالباً وجاء المقال تحت عنوان: "فى الصبح تلميذ وبعد الظهر نشال".

وقال المليجى إنه كان فى الصف الثانى الثانوى عندما ضمته الفنانة فاطمة رشدى لفرقتها وكان يستعد لامتحان الكفاءة حين أسندت له دورا اعتبره وقتها دورا هاما فى مسيرته وهو دور شاب يطلق الرصاص على البطل فى الفصل الأول ثم يختفى ليظهر أمام المحكمة فى الفصل الثانى لمدة دقيقة، ثم يختفى ليظهر فى الفصل الثالث وهو يعترف بجريمته.

وأكد المليجى أن فرحته بهذا الدور لم تكن تعادلها فرحة وحسده عليه كل الهواة الذين ينتظرون فرصة على مقاهى شارع عماد الدين، مشيرا إلى أنه للإقبال الشديد على المسرحية قررت فاطمة رشدى إقامة حفلة ماتينيه يو الأحد من كل أسبوع بعد أن كانت ألغت حفلات الماتينيه.

وأوضح المليجى أنه بعد هذا الدور قررت فاطمة رشدى منحه مرتبا ً يوميا قدره 10 قروش، وأسندت له دور نشال فى مسرحية أخرى يقوم بخطف حقائب السيدات، وأن أول مشهد يظهر فيه مقيدا بالحديد يقوده أحد الجنود ليقف أما الضابط.

وأشار المليجى إلى أنه خرج وزميله الذى يؤدى دور الجندى خلال الاستراحة إلى بوفيه المسرح بالملابس التى يظهران بها أمام الجمهور وبالقيد الحديدى فى يده، ووقفا ليشربا كوبين من الشاى.

وفوجئ المليجى وقتها بالعربى أفندى مدرس الحساب فى مدرسته والذى لم يكن بينهما أى انسجام ويتنبأ له بالفشل الدراسى دائماً أمامه.

وتابع المليجى فى مقاله قائلا: "ماكاد العربى أفندى يرانى وفى يدى القيد الحديدى حتى صاح فى وجهى: مش قولتلك أدى أخرتك يافاشل"، ثم التفت إلى زميلى الذى يؤدى دور الجندى وسأله: انت موديه فين ياشاويش؟"، ففهم زميلى أنه شامت فى".

وأجاب زميل المليجى على مدرس الحساب قائلا: "على القسم ياافندى تحب تيجى معايا علشان تضمنه طالما تعرفه؟"، وهنا رد مدرس الحساب باستنكار قائلا: "أنا اعوذ بالله، أنا معرفوش خالص"، ثم جرى مهرولاً للمسرح.

وبعد أن رفع الستار وشاهد مدرس الحساب تلميذه وهو يؤدى دوراً فى المسرحية أصابه الذهول والدهشة، وبعد انتهاء المسرحية جرى للكواليس يحث عنه، حتى وجده واحتضنه مشجعاً وقال له: "مش تقول يااخى إنك فنان كبير كدة أنا طول عمرى أتنبأ لك بمستقبل باهر".

وأكد المليجى أنه منذ هذا اليوم نشأت بينه وبين مدرس الحساب صداقة كبيرة وأخد المدرس يشجعه ويعتبره من تلامذته المقربين.

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر