يوسف السباعى الوزير المثقف صاحب العلامات فى تاريخ السينما المصرية

يوسف السباعى يوسف السباعى
 
باسم فؤاد

من الحياة العسكرية إلى الفن ثم الأدب والتأليف، يبقى الكاتب الروائى الراحل يوسف السباعى اسما لامعا فى أرشيف السينما والأدب فى مصر، سواء بكتاباته من قصص وروايات أو سيناريوهات تحولت إلى أفلام، حيث استطاع أن يكتب اسمه على شاشة السينما 33 مرة، ما بين كاتب للسيناريو أو صاحب القصة الأصيلة للفيلم، كما تم اختيار 4 من هذه الأفلام من بين أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية.

تقلد الكاتب الكبير يوسف السباعى، المولود فى 17 يونيو سنة 1917، العديد من المناصب الثقافية، بدأها برئاسة تحرير مجلة "آخر ساعة"، إلى أن اختير وزيرا للثقافة فى عهد الرئيس أنور السادات، ثم تقلد منصب نقيب الصحفيين عام 1977 حتى اغتيل فى الثامن عشر من فبراير عام 1978 فى قبرص.

وتعود بدايات الأديب الراحل إلى أواسط الأربعينات من القرن الماضى، حيث تركزت أعماله على الأدب والكتابة، فنشر مجموعات قصصية، وبعدها بدأ بكتابة الروايات كرواية «نائب عزرائيل» عام 1947، وتبعتها العديد من الروايات فى فترتى الخمسينات والستينات، وقدم 22 مجموعة قصصية، وأصدر عشرات الروايات كانت آخرها العمر لحظة سنة 1973.

وارتبط اسم يوسف السباعى بالعمل الخالد «رد قلبى» الذى يحكى إرهاصات قيام ثورة يوليو 1952 وقصة حياة أبطالها الذين رمز إليهم دون مباشرة فى روايته.

اختيرت أربعة أفلام من أعماله ضمن قائمة أفضل مائة فيلم فى تاريخ السينما:


"رد قلبى"

ارتبط اسم يوسف السباعى بالعمل الخالد «رد قلبى» الذى يحكى إرهاصات قيام ثورة يوليو 1952 وقصة حياة أبطالها الذين رمز إليهم دون مباشرة فى روايته.

واحتل فيلم «رد قلبى» المركز الـ13 فى القائمة وقد عرض لأول مرة فى 10 ديسمبر 1957 ويعد من أهم الأفلام التى تناولت ثورة يوليو إن لم يكن أهمها على الإطلاق، وهو من إنتاج آسيا داغر وإخراج محمود ذو الفقار والذى حقق شكلا ومضمونا مفهوم البطولة الجماعية قبل أن يعرفها أحد، حيث شارك بالتمثيل فيه عدة أجيال من كبار نجوم الفن فى عصره إذ لعب بطولته كل من: شكرى سرحان، مريم فخر الدين، حسين رياض، أحمد مظهر، صلاح ذو الفقار، هند رستم، زهرة العلا، رشدى أباظة.

يرصد الفيلم قصة حب تقع بين على ابن الريس عبد الواحد الجناينى والأميرة منذ طفولتهما المبكرة، وينتهز على فرصة دخوله الكلية الحربية -بعد توسط الباشا لكى يقبل بها- ويصارح إنجى بحبه، ويتعاهدان على الزواج عقب تخرجه، وحين يدفع والده الجناينى لطلب يدها يطردهما الباشا ويتهم الأب بالجنون، وفى مشهد من أهم مشاهد الفيلم يصاب عبد الواحد بالشلل جراء هذه الصدمة، وتتصاعد الأحداث حتى قيام الثورة، حيث يذهب الضابط على إلى القصر من جديد، بعد أن تم تكليفه بتصفية أملاك إنجى، ويتصالحان من جديد، ويتعاهدان مرة أخرى على الزواج، لكن شقيقها علاء يصوب طلقات بندقيته نحوه فيسارع على بمبادلته، فيلقى علاء حتفه، ويتحقق أحد أهداف الثورة بالقضاء على الإقطاع وإقامة عدالة اجتماعية.


"الناصر صلاح الدين"

احتل فيلم الناصر صلاح الدين الترتيب الـ«11» فى القائمة، وأخرجه يوسف شاهين عام 1963، كتب القصة والحوار يوسف السباعى، وقام بمعالجتها سينمائيا كل من: نجيب محفوظ وعز الدين ذو الفقار ومحمد عبد الجواد، فى حين كتب السيناريو عبد الرحمن الشرقاوى ويوسف السباعى، ولعب بطولته كل من: أحمد مظهر ونادية لطفى وصلاح ذوالفقار وليلى فوزى، تبدأ أحداث الفيلم بإصرار قائد الصليبين على مواصلة قتال العرب ليُهزم فى موقعة حطين، لكن ريتشارد قلب الأسد يصل بجيشه ويواصل تقدمه ببطء، ويمنحه صلاح الدين الفرصة عدة مرات، ويعرض عليه ترك الأراضى العربية وحق الحج إلى أورشليم والأراضى المقدسة، لكن حاشيته ترفض، وتدور المعارك وتحدث الخيانة.


"بين الأطلال"

 احتل رقم «73» فى قائمة أفضل مائة فيلم وأخرجه وكتب له السيناريو والحوار عز الدين ذو الفقار عام 1959 ولعب بطولته كل من: فاتن حمامة، عماد حمدى، فؤاد المهندس، صلاح ذو الفقار، ويحكى الفيلم قصة حب الكاتب محمود الذى يعيش حياة باردة مع زوجته المريضة، ويقع فى حب منى الفتاة التى تصغره بسنوات عديدة، ويختلسان لحظات من عمر الزمن ليلتقيا عند غروب الشمس يبثان أشواقهما، وفى ظل ضغوط عديدة تقبل منى الزواج من شخص آخر وتنجب طفلا، وحين تعلم بإصابة محمود فى حادث سيارة تترك طفلها وتذهب لتبقى بجواره، وتؤكد حبها له بينما هو غائب عن الوعى، ويموت بين يديها، فتذهب إلى بيته لترعى طفلته، بعد أن ماتت أمها المريضة بالقلب، وتبقى منى أسيرة بين الأطلال تعيش على ذكرى حبيبها وطيفه الذى لا يفارقها.


"السقا مات"

تجرى أحداث الرواية فى حارة مصرية فى العشرينيات من القرن الماضى، وتدور الفكرة الرئيسية بها حول فلسفة الموت، ومحاولة الشخصية الرئيسية «المعلم» شوشة السقا الهروب من ذكرى وفاة زوجته الشابة، ويجد سلواه فى متابعة الجنازات، وتحدث المفارقة عندما ينقذ المعلم شوشة شخصا ما من الضرب فى أحد المطاعم، ثم تتوثق علاقته به، ويدعوه للإقامه معه فى بيته مع حماته وابنه سيد، وهو لا يعلم أن هذا الشخص يعمل فى مجال متعلق بدفن الموتى، ينفر المعلم شوشة من ضيفه فى البداية، حيث كان يكره سيرة الموت، إلا أن الضيف سرعان ما يتمكن من إقناع المعلم شوشة بمواصلة حياته، ونبذ الخوف من الموت، وتحدث أكبر مفارقة عندما يموت الضيف نفسه فجأة فى بيت شوشة، فينهار المعلم بسبب ذلك. وبعد فترة يستعيد المعلم شوشة عافيته، ويأتيه خبر سار بتعيينه شيخا للساقين فى المنطقة، إلا أن البيت ينهار فوق رأس المعلم، وتنتهى حياته فى مشهد قوى ومؤثر.

ومن أبرز أعماله التى تحولت إلى أفلام: «نحن لا نزرع الشوك»، و«مولد يا دنيا»، و«نادية»، و«غرام الأسياد»، و«بهية»، و«أم رتيبة»، و«شارع الحب».


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر