التمثيل حتى الموت.. 5 فنانين شاركوا فى أعمال فنية لآخر نفس فى حياتهم

محمود المليجى محمود المليجى
 
زينب عبداللاه

عاش عدد من نجوم وعمالقة الفن للفن، وأعطوه كل حياتهم، وأبدعوا دائما حتى فى أصعب وأقسى لحظات حياتهم، وظل عدد منهم يعمل ويبدع حتى آخر يوم فى حياته، وماتوا وهم يشاركون بالتمثيل فى آخر أعمالهم، حتى لفظ بعضهم أنفاسه الأخيرة أثناء التمثيل.

وفى السطور التالية نستعرض حكايات عدد من نجوم الفن الذين ظلوا يمثلون ويبدعون حتى الموت وشاركوا فى أعمال فنية حتى آخر نفس فى حياتهم.

محمود المليجى

 وكانت قصة وفاته من أغرب القصص، حيث ينطبق عليه مقولة التمثيل حتى الموت وإلى آخر نفس، فالفنان العملاق توفى أثناء تصوير فيلم "أيوب"، بطولة النجم العالمى عمر الشريف وهو يمثل مشهد الموت.

وكشف المخرج هانى لاشين كواليس وفاة المليجى، فى تصريحات له قائلا: "قعدنا على ترابيزة بنستعد بالمكياج وطلب قهوة، وكان المفترض طبقا للسيناريو أن يوجه المليجى حديثه لعمر الشريف ويقول: الحياة دى غريبة جدا، الواحد ينام ويصحى وينام ويصحى وينام ويشخر، وقام بخفض رأسه كأنه نائم على الكرسى، وأصدر صوت شخير كأنه مستغرق فى النوم".

ونظر الجميع إلى الفنان الكبير بدهشة وإعجاب من روعة تمثيله، وقال له عمر الشريف: "إيه يا محمود خلاص بقى اصحى"، وكانت المفاجأة أن المليجى لفظ بالفعل أنفاسه الأخيرة، فمات وهو يؤدى مشهد الموت، وذلك فى 6 يونيو 1983، عن عمر يناهز 72 عامًا.

المعلم رضا 

أما الفنان الكبير محمد رضا الشهير بالمعلم رضا، فحكى ابنه أحمد فى حوار لـ"عين" تفاصيل وفاته المفاجئة، بعد عودته من تصوير آخر أعماله وهو مسلسل ساكن قصادى، الذى أدى دوره فيه فى نفس اليوم الذى لفظ أنفاسه الأخيرة.

وقال أحمد محمد رضا: "كان والدى بكامل صحته، ولم يكن يعانى سوى من بعض الأمراض المزمنة التى تعايش معها، ويوم وفاته ذهب لأداء دوره فى مسلسل ساكن قصادى، وكان صائما، حيث كان التصوير فى نهار رمضان، وبعدما انتهى من التصوير عاد إلى المنزل وكان أخى حسين يزوره، وكنا جميعا تزوجنا وأنجبنا".

وتابع ابن المعلم رضا: "كنت مسافرا فى مهمة عمل، وأراد أخى أن يمشى قبل الإفطار، ولكن أبى طلب منه أن يبقى ليفطر معه هو وأمى وعبير ابنة شقيقتى الراحلة، وبعد الإفطار اتصل به صحفى من إذاعة القناة لإجراء حوار، وأثناء الحديث لفظ أبى أنفاسه، وسقطت سماعة التليفون من يده، وجاءت عبير لتناديه فلم يرد، ونادت على أخى حسين الذى فوجئ بوفاة أبى، ورد على السماعة ليخبر الصحفى أن والدى توفى، فأصيب الصحفى بحالة ذهول، وكان هذا فى 21 رمضان الموافق 21 فبراير 1995".

عبد المنعم إبراهيم

وكان الفنان الكبير عبد المنعم إبراهيم يعشق الفن ويعمل حتى فى أصعب الظروف الحزينة التى مر بها ومنها مرض زوجته ووفاتها، وحتى أخر أيم حياته، وعن وفاته قالت ابنته سمية عبدالمنعم إبراهيم فى حوار لـ"اليوم السابع": "كان أبى يشعر بدنو الأجل، على الرغم من أنه لم يمرض مرضًا شديدًا، وحزن جدًا لوفاة أصدقائه الذين ماتوا قبله، خاصة الفنان محمد رضا، وكان يقول «دورنا قرب»، وأوصانا بأن تخرج جنازته من المسرح القومى؛ لأنه كان يعشق المسرح ويعتبره بيته".

وتابعت الابنة: "كان أبى يعمل حتى آخر أيام حياته، وعندما أصيب بمياه على الرئة ودخل الرعاية المركزة، صمم على الخروج رغم رفض الأطباء، وانفعل لأنه كان مرتبطا بمواعيد تصوير، وقال للطبيب: «لازم أخرج، المنتج هيتخرب بيته؛ لأنه حاجز الاستديو ودافع دم قلبه»، وأثناء قيامه بدوره فى مسلسل «أولاد آدم» كنا نأخذ الطبيب ليعطيه الحقن خلال التصوير".

وأضافت: "بعدها بشهر وأثناء عرض مسرحية «5 نجوم» على مسرح السلام، قال لشقيقتى سهير فى أحد الأيام: «أنا سددت فلوس الجزار والبقال وليس علينا أى أموال لحد»، ثم دخل لينام ساعة قبل نزوله للمسرح، ودخلت أختى سهير لتستأذنه بالخروج، فانتفض، وقال لها: «إزاى ماتصحنيش الساعة 7 وعندى مسرح»، وارتدى ملابسه بسرعة، وبمجرد نزوله نادانا عامل الجراج، حيث وقع والدى وطلب كوب ماء، واصطحبناه بسرعة للطبيب الذى أوصانا بنقله فورًا للمستشفى، ولكنه توفى فى 17 نوفمبر، ونفذنا وصيته، فخرجت جنازته من المسرح القومى ودفن بقريته فى 19 نوفمبر 1987 إلى جوار والده ووالدته وشقيقه".

صلاح قابيل

وتحدث عمرو صلاح قابيل عن ملابسات وفاة والده الفنان الكبير صلاح قابيل، فى حوار لـ"عين" قائلا: "كان مقررا أن يقوم والدى بدور علوان أبو البكرى، ووقتها كان يصور مسلسل عصر الفرسان، وتوفى قبل تصوير آخر مشاهده، فقام ابن عمه الملحن والصحفى محمد قابيل الذى يشبهه بتصوير آخر مشاهده فى هذا المسلسل".

وتابع: "صور والدى 8 مشاهد فقط من مسلسل ذئاب الجبل قبل وفاته، وكان سعيدا بهذا الدور، ولكن القدر لم يمهله لاستكماله".

وأضاف عمرو صلاح قابيل: "والدى لم يكن مريضا بالسكر، أو أى مرض مزمن كما أشيع عنه بأنه توفى بسبب غيبوبة سكر، ولكن يوم 1 ديسمبر عام 1992، وكان موافقا يوم ثلاثاء أفطر معنا هنا، ثم سلم علينا ونزل للتصوير، وبعد ساعات عرفت أنه عاد للبيت متعبا يشكو من ازدياد آلام الصداع الذى كان يعانى منه قبلها بأيام، وارتفع ضغطه، ثم سقط وتم نقله للمستشفى فى حالة حرجة، حيث أصيب بنزيف فى المخ أدى إلى غيبوبة، وعندما ذهبت للمستشفى ورأيته عرفت أنها النهاية لتدهور حالته، وبعدها توفى فى 3 ديسمبر 1992.

عبدالله غيث

كما كشف الحسينى عبدالله غيث ابن عملاق الفن الفنان الكبير عبدالله غيث تفاصيل وفاة والده، الذى ظل يعمل ويتحامل على نفسه رغم المرض.

وقال الحسينى عبدالله غيث: "شعر أبى بآلام المرض أثناء مسرحية «آه ياغجر»، ولكنه تحامل على نفسه حتى انتهت المسرحية، وعندما كنا نراه يتألم فى الكواليس كنا نطلب منه التوقف عن التمثيل والذهاب للطبيب، فكان يقول: «عندما أقف على المسرح لا أشعر بأى تعب، وكان وقتها أيضا يشارك فى آخر أدواره، وهو مسلسل ذئاب الجبل الذى توفى قبل استكمال مشاهده فيه».

ويكمل الحسينى قصة مرض ووفاة والده، متابعًا: «بعد انتهاء المسرحية عرضناه على الأطباء، وأكدوا ضرورة دخوله المستشفى فورًا، وقال لى الطبيب إن حالته متأخرة جدا، وإن السرطان تملك منه، وظل والدى لمدة 18 يومًا فى المستشفى، يحاول أن يخفى آلامه الرهيبة أمامنا، وينهار بعد أن نتركه من شدة الألم حتى توفى فى 13 مارس 1993».

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر