المليجى وزكى رستم ووحش الشاشة.. أيقونات الشر الثلاثة أسطوات فى أدوار الطيبة

فريد شوقى فريد شوقى
 
زينب عبداللاه

قليلا ما يستطيع الفنان أن يتقن أدوار الشر والطيبة، وأن يقنعك حين يقدم شخصية الشرير أو المجرم ويبكيك حين يقدم أدوار الخير والطيبة، وقلائل هم الفنانون الذين يستطيعون التعبير عن هذه الانفعالات المختلفة، وهؤلاء بحق هم أسطوات التمثيل القادرون على الإبداع فى أى دور يقومون به سواء شر أم خير.

وهناك ثلاثة من الفنانين أجادوا أدوار الشر حتى أصبحوا أيقونات للإجرام والشر فى السينما، تجسد نظرات أعينهم كل معانى الشر حتى تصيبك بالرعب، ولكنهم فى نفس الوقت قدموا عددا من الأدوار التى جسدوا خلالها أدوار الخير حتى أبكوا الجماهير، وهم يبكون ويتقسمون هذه الأدوار، وهؤلاء العمالقة هم الفنان الكبير محمود المليجى ووحش الشاشة فريد شوقى، وراهب الفن العملاق زكى رستم.

فيكفى أن تنظر إلى عيون الفنان الكبير محمود المليجى، مجسدا أدوار المجرم أو رئيس العصابة أو الشرير القاتل فى أفلام "سمارة، أو لك يوم يا ظالم، أو أمير الانتقام" وغيرها مئات الأدوار التى جسد فيها دور الشرير، وتتعجب من قدرته على تجسيد كل معانى الخير والطيبة والأصالة، حين جسد شخصية ومعاناة الفلاح المصرى الأصيل محمد أبو سويلم فى فيلم "الأرض"، وكيف أبكى الملايين وهو يحاول حبس دموعه بعد حلق شاربه ونزع زرعه وأرضه، وكيف تشبث بالزرع والأرض، وتم سحله لتختلط دماؤه بطين الأرض، ووصل فى هذا الدور إلى قمة الإبداع فى الأداء، كما جسد عددا آخر من أدوار الخير، منها شخصية المحامى، الذى دافع عن جميلة فى فيلم "جميلة بوحريد"، والأستاذ عباس فى فيلم "رجل اسمه عباس"، وفاضل فى فيلم "أيوب" آخر أفلامه.

أما وحش الشاشة فريد شوقى، الذى أتقن أدوار الشرير والفتوة والمجرم فى العديد من الأفلام استطاع أن يجسد بنفس الإتقان أدوار البطل الذى يدافع عن الخير، كما جسد فى بداياته أدوار غريم البطل الذى يرتكب الجرائم ويكيد لتفريق الحبيبن، فى أفلام، منها فيلم "صراع فى الوادى"، وجسد العديد من أدوار الشرفى: "رابعة العدوية، أمير الانتقام، وا إسلاماه، ريا وسكينة" وغيرها، استطاع فيها أن يجسد أدوار الخير وأبكانا فى الكثير منها، خاصة وهو يجسد أدوار الأب، فيكفى أن نتذكر دوره فى فيلم "يمهل ولا يهمل" أو "الوالدين إحسانا" و"قضية عم أحمد" و"كلمة شرف" وغيرها مئات الأدوار.

ومن أقدر وأبدع الفنانين الذين جسدوا أدوار الشر وكانوا علامة تاريخية فيها الفنان الكبير زكى رستم، بملامحه التى تراها قاسية حادة ونظرة عينيه المرعبة، حين نراه فى أدوار الباشا الشرير بأفلام "نهر الحب، وصراع فى الوادى، بنت الأكابر، أين عمرى"، ويتحول بدرجة كبيرة فيبكيك، وهو يقوم بأدوار الأب الطيب أو الموظف المطحون فى أفلام "معلش يازهر، أعز الحبايب، أنا وبناتى" وغيرها.

وجمع عدد من الأفلام العمالقة الثلاثة، وكان من أجمل الأفلام التى جمعت المليجى وفريد شوقى وزكى رستم فيلم "رصيف نمرة خمسة"، والذى جسد فيه وحش الشاشة دور الشاويش خميس الطيب، بينما جسد زكى رستم شخصية المعلم بيومى رئيس العصابة، فيما جسد المليجى دور المعلم عرفان الفرارجى، وكان الفيلم مباراة فنية بين العمالقة والفرسان الثلاثة.

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر