دلها على مفتاح الجنة.. تفاصيل علاقة تحية كاريوكا بالشيخ الشعراوى

تحية كاريوكا تحية كاريوكا
 
زينب عبداللاه

فى مثل هذا اليوم الموافق 20 سبتمبر من عام 1999 رحلت عن عالمنا سيدة الرقص الشرقى الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا، بعد حياة حافلة بالفن والنضال والحب والزهد والأحداث الساخنة، أبدعت خلالها فى التمثيل والرقص والمواقف الوطنية.

ولكن تغيرت حياة الفنانة تحية كاريوكا فى الفترة الأخيرة من حياتها، والتى قالت عنها الفنانة رجاء الجداوى ابنة أختها: «خلال الـ26 سنة الأخيرة كانت متفرغة للعبادة تقرأ القرآن، وتذهب للحج والعمرة، وتستعد لمشوارها الأخير».

وخلال هذه الفترة تعرفت الفنانة تحية كاريوكا بالشيخ الشعراوى وجمعته بها العديد من المواقف.

وكانت أول مرة تلتقى فيها كاريوكا بالشعراوى عندما كانت تؤدى العمرة، وكانت قد اعتزلت وارتدت الحجاب، وحين رأته فى الفندق الذى تنزل فيها نادته، ولكنه لم يسمعها بسبب الزحام، فنادت عليه عدة مرات وقالت له: "يا شيخ شعراوى، بُح صوتى وأنا أنادى"،  فقال لها: "معذرة.. لم أسمع"، وعرفته بنفسها، فرد عليها الشيخ ضاحكا: " لو عرفتك لاتجهت إليك "رأسا" لا "رقصا"، فضحك الحضور، ودعا لها الشيخ الشعراوى.

وكانت الفنانة تحية كاريوكا تلجأ للشيخ الشعراوى فى أواخر حياتها تستشيره وتسأله فى أمور الدين.

وحكى الماكيير محمد عشوب عن علاقة تحية كاريوكا بالشيخ الشعراوى، مشيرا إلى أنها كانت تعتبره أباها الروحى، وأنه تدخل لحل مشكلتها مع زوجها فايز حلاوة، بعد أن طلقها وطردها من شقتها، ودعاهما فى فندق فلسطين، وطلب من حلاوة أن يدفع لها نصف مليون جنيه نفقة متعة، فنظر حلاوة لتحية وقال لها يعنى «سنة المتعة تقف بكام»، فغضبت تحية وشعرت بالإهانة وقذفته فى وجهه بالطبق.

وقال عشوب: إن شقيقه المحامى مصطفى عشوب تولى القضية التى رفعتها تحية لاسترداد شقتها، ولكنه فوجئ باتصال منها تطلب منه عدم حضور الجلسات، فاتصل هو وشقيقه بالشيخ الشعراوى لإخباره، وعندما تحدث معها وسألها عن السبب قالت له تحية: «الراجل متجوز ومعاه مراته وبنت هيروح بيهم فين، وأنا كبرت والشقة كبيرة عليا ومبسوطة فى الشقة اللى أنا فيها»، فلمعت عين الشيخ الشعراوى وبكى قائلا: «بدأت أغير منك يا تحية، لإن ربنا بنى لك قصورا فى الجنة».

وحكت الفنانة الراحلة رجاء الجداوى عن قصة الطفلة التى وجدتها خالتها تحية كاريوكا على باب شقتها قبل وفاتها بعامين ونصف، قائلة: «وجدت أمام شقتها طفلة مولودة بدمها، فأخذتها واعتنت بها واتصلت بالشيخ الشعراوى وأخبرته بأنها تريد أن تربيها فقال لها اكفليها وسميها عطية الله، وهتكون مفتاحك للجنة».

وتابعت: «كانت تعشق هذه الطفلة، وكانت مصدر سعادة لها، وبعد دخولها الرعاية المركزة، طلبت ورقة وكتبت اسم فيفى عبده، وأوصت بأن تتولى رعاية الطفلة بعد وفاتها».

وحكت الجداوى عن حياة خالتها بعد طلاقها من فايز حلاوة: «طردها من بيتها بالشبشب والجلابية، فكلمتنى وصممت تأجر أوضة وصالة فى ميدان الدقى، ورفضت تعيش معايا، ورغم مواردها الضعيفة كانت حريصة تعمل أكل وتقف فى مدخل البيت توزعه على العمال والناس الغلابة، وإذا جالها فلوس تروح السيد البدوى والسيدة نفيسة وتوزع أكل ولما أسألها معاكى فلوس علشان تعملى كدة تقوللى كل معلقة بتدخل جوف إنسان ربنا بيرزقنى عليها».

وأضافت: «كان عندها رضا وزهد مالهوش حدود، رغم إنها خسرت هدومها ومجوهراتها ولما أقولها مش زعلانة على حاجتك تقول لا، لو فيهم قرش واحد حرام ربنا كرمنى وخلصنى منه».

وأشارت إلى أن كاريوكا كان يمكن ألا يكون معها فى نهاية حياتها سوى 5 جنيهات، وإذا وجدت طالبا لا يستطيع دفع مصروفات المدرسة كانت تعطيه كل ما معها وتقترض من البواب حتى يأتيها أى مبلغ.

وصعدت روح تحية كاريوكا إلى بارئها فى 30 سبتمبر عام 1999 بعد حياة حافلة بالفن والنضال والعذاب والمجد والشهرة والزهد والورع، وودعها آلاف الغلابة والفقراء الذين أطعمتهم بالدموع والدعاء من مسجد السيدة نفيسة.


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر