فوانيس رمضان.. مرحب شهر الصوم لياليك عادت فى أمان

فانوس رمضان فانوس رمضان
 
نهى سعيد - تصوير:نورا يوسف

لا تختلف الكلمات التي يرددها الأطفال وهم يمسكون بفوانيس رمضان، باختلاف أنواعها، فالأغاني واحدة، والفرحة واحدة، والحماس واحد، وفي السابق منذ 15 سنة أو أكثر كان الأطفال يحتفلون بفوانيس الشمع، تلك الفوانيس المصنعة يدويا بحديد وزجاج، وكان الأطفال ينتظرون اللحظة التي تضاء بها الشمعة ليطفئوا أنوار اللمبات، ويمتلئ المكان بأنوار الفوانيس الملونة بفضل الشموع بداخلها، ومع الوقت تحول الفانوس للعبة كلعب الأطفال، يعمل وينطفئ بالبطاريات، لكنه ظل محتفظا بشكله وطابعه وارتباطه بالشهر الكريم، واستمر الأطفال في الاستعانة به للاحتفال بليالي الشهر الكريم والغناء على أضوائه التي أصبحت راقصة.

تطور الأمر مرة أخرى، وأصبحت الأغاني داخل الفانوس نفسه، بحيث نشتري الفانوس، ونستمع إلى الأغاني بداخله، ونمرح مجددا ونغني معه، وظل محتفظا أيضا بطابعه الرمضاني وشكله الرائع.

مع دخول الصين على خط الإنتاج، بدأ الفانوس يختلف شيئا فشئ، وفقد مع الوقت طابعه الرمضاني، فأصبحت المصانع الصينية تبحث عما سيجد رواجا أكبر بين الجمهور، ليس من الأطفال وحدهم لكن من أهاليهم أيضا، ومن هنا جاءت الفوانيس المصنعة بأشكال لشخصيات رمضانية مثل بوجي وطمطم وعم شكشك، ثم الشخصيات التي ارتبط بها الأطفال كالمفتش كرومبو، وتحول الفانوس من الغناء والإضاءة إلى عرائس تتحرك وتغني وتمشي على الأرض.

مكانة فانوس رمضان فى مصر لا تقارن بمكانته في أي مكان أخر في العالم، فعلى الرغم من حرص الدول العربية على اقتناء الفانوس خلال الشهر الكريم، إلا أن أهميته لديهم ليست بنفس الأهمية التي يكنها المصريون، ويحكى أن بداية الفانوس في العالم كله وارتباطه بالشهر الكريم تعود بالفعل لمصر الفاطمية، فمنذ أكثر من 10 قرون وتحديدا في عام 969 ميلاديا، كان سكان القاهرة ينتظرون وصول المعز لدين الله الفاطمي خلال الليل، ولكي يضيئوا له الطريق حتى لا يغضب منهم، أمر جوهر الصقلي نائب الحاكم وقائد الجند، أن يضع سكان العاصمة الشموع المضاءة على جانبي الطريق أمام منازلهم.

ولتجنب انطفاء الشموع، فكر الأهالي في وضع قاعدة خشبية صغيرة أسفل الشموع، وإحاطتها بأوراق النخيل لحمايتها من الريح، وعندما مر الحاكم الفاطمي في المدينة أعجبته أضواء الشموع داخل هياكل حمايتها، وأصدر أمره بتعميم الفكرة وصناعتها بشكل حرفي، ثم أطلق فرمانا بأن يعلق كل منزل وحانوت بالعاصمة فانوسا أمامه، وكانت هناك غرامة تفرض على من يخالف ذلك، ومن هنا ازدهرت صناعة الفوانيس .

حرم الحاكم خلال هذه الفترة، على النساء مغادرة منازلهن طوال العام إلا في شهر رمضان، بشرط أن يتقدمهن أبناؤهن وهم يحملون الفوانيس لإنارة الطريق وإبلاغ الرجال والمارة أن هناك سيدة تمر، ومع الوقت ارتبط الفانوس برمضان، واستمرت هذه العادة منذ وقتها وحتى الآن.

أماكن بيع الفوانيس متعددة ومختلفة، بل أصبح بيعها أقرب لصناعة الكنافة والقطايف في رمضان، فبعيدا عن التخصص، هناك من يحرص على جلب عشرات الفوانيس لبيعها خلال الشهر، ومن ثم تنتهي علاقته بالفوانيس، أما المكان الأكثر تخصصا وتنوعا في أنواع وأشكال وأسعار الفوانيس، فهو السيدة زينب، فهناك ستجد كل الأنواع ستجد الفوانيس باهظة الثمن وتلك التي تقل عنها، لذلك من الطبيعي جدا أن تجد شخصين أحدهما من علية القوم والآخر بسيط يرتدي جلباب، وكلاهما وجد طريقه للسيدة زينب حتى يشتري الفانوس الذي لا يفرق بين أحد.

IMG_1461-(2000x1436)
 
IMG_1467-(2000x1333)
 
IMG_1469-(2000x1333)
 
IMG_1477-(2000x1333)
 
IMG_1481-(2000x1301)
 
IMG_1484-(2000x1333)
 
IMG_1485-(2000x1333)
 
IMG_1496-(2000x1333)
 
IMG_1502-(2000x1333)
 
IMG_1521-(2000x1333)
 
IMG_1530-(2000x1333)
 
IMG_1564-(2000x1333)
 

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر