عمارات الفنانين.. حكاية عمارة تمناها أنور وجدى مقابل صحته فمات ولم يدخلها

أنور وجدى أنور وجدى
 
زينب عبداللاه

على الرغم من أن أغلب فنانى الزمن الجميل لم يحصنوا أنفسهم ضد عثرات الزمن، وهو ما جعل الكثيرين منهم يعانون الفقر، وخاصة فى نهاية حياتهم، إلا أن عددا من هؤلاء النجوم كانوا أكثر حرصا واحتاطوا لأنفسهم، وحرصوا على أن يدخروا من أيام النجومية والشهرة ما ينفعهم فى نهاية العمر، فلجأ عدد منهم إلى الاستثمار فى العقارات وبناء بعض العمارات التى تقيهم تقلبات الدهر.

وكان من بين أصحاب العمارات الفنان الكبير أنور وجدى، الذى اشتُهر بأنه فى بداية حياته وأيام الفقر الأولى نظر إلى إحدى العمارات الكبرى، وتمنى أن يكون من أصحاب الأملاك، وعندما قال له صديق أن الصحة أهم من المال، اعترض وجدى، وأشار بأن المال يجعله يستمتع بالدنيا ويعالجه إذا مرض، وتمنى وقتها أن يكون من أصحاب الأملاك حتى وإن أصابه المرض، وهى الأمنية التى تحققت بالفعل، وكأن أبواب السماء كانت مفتوحة وقتها.

وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1954 أى قبل وفاة أنور وجدى بعام واحد كتبت المجلة موضوعا تحت عنوان "نجوم أصحاب ملك" أشارت خلاله إلى حكايات وتفاصيل عمارات الفنانين الذين حرصوا على أن يشتروها ويبنوها لتحميهم من غدر الزمن، وكان من بين هذه العمارات عمارة أنور وجدى التى كان العمل ساريا فيها وقد أوشك على الانتهاء.

وأشارت الكواكب إلى أن العمارة كانت تقع بالقرب من ميدان الفلكى، وتتكون من 14 طابقا، وحرص الفنان الكبير على أن يتكون الطابق الأخير من فيلات أنيقة، كل فيلا مستقلة عن الأخرى، ولها مساحة تصلح أن تكون حديقة صغيرة، وكان الإقبال على استئجار شقق وفيلات العمارة كبيرا جدا، وخاصة من جانب أهل الفن الذين وجدوها أنسب مكان لاتخاذ مكاتب لإدارة أعمالهم السينمائية، ولكن أنور وجدى قرر أن يجعل الطابق الأول فقط للمكاتب، وأن يخصص باقى العمارة للشقق السكنية.

ورغم كل هذه الترتيبات سرعان ما أصيب أنور وجدى بالمرض، وسافر للعلاج ولم يهنأ بفخامة عمارته التى تمناها ولم يدخلها، حيث عانى من المرض وتوفى عام 1955.

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر