على الكشوطى يكتب: New Order محاكاة لواقع مرفوض ومصير محتوم

 New Order New Order
 

شهد مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الـ42، فى القسم الرسمى خارج المسابقة، عرض الفيلم المكسيكى New Order، للمخرج ميشيل فرانكو، وهو الفيلم الذى توج بجائزة لجنة التحكيم الكبرى من مهرجان فينيسيا، وهو العمل الذى يعتبر واحد من أهم كنوز مهرجان القاهرة السينمائى ورغم أنه خارج المسابقة، إلا أن الحضور الجماهيرى الذى شهده الفيلم هو جائزة فى حد ذاته.

قدم المخرج ميشيل فرانكو والذى تولى أيضا مهمة تأليف العمل، محاكاة لواقع مرفوض ومصير محتوم نتيجة غياب العدل واتساع الفجوة بين الغنى والفقير فى البرازيل، مستخدما الدراما السواء والأحداث الصادمة المتلاحقة التى حبست أنفاس الجمهور منذ أول مشهد من الفيلم.

استخدم ميشيل إيقاع سريع للعمل وطريقة سرد لا تنبئ أبدا بما سيحدث فى مشاهد الفيلم واحد تلو الأخر وهو ما جعل الصدمات تتوالى على الجمهور الذى بدا له وكأنه فيلم رومانسى راصدا علاقة حب وهيام بين عروسين فى حفل بمنزلهما ينتظران وصول القاضية لعقد قرانهما فى المكسيك ورغم الأجواء والمشاعر الجميلة بين الطرفين وحالة الثراء الفاحش التى تظهر فيها عائلة العروسين لم يكن يتخيل المشاهد أن تنقلب الأحداث إلى هذا الكم من العنف والأحداث المتلاحقة، حيث اعتمد فرانكو على تقديم المشاهد الصادمة التى تنعكس على المشاهد وكأنه يتلقى ضربات فى كل أنحاء جسده بكل قوة ولا يستطيع صد أى منها وهو ما يجعل المشاهد فى حالة انفعالية لا تقل عن الحالة التى يعيش فيها أبطال الفيلم.

لخص ميشيل فرانكو نتيجة استمرار حالة الثراء الفاحش والفقر المدقع وغياب العدل والمساواة داخل المكسيك، حيث سرد فرانكو السيناريو المتوقع للاستمرار فى الحياة بهذا الشكل حيث يرصد فيلمه ثورة الجياع ممن عاشوا فى فقر مدقع على عالم الأثرياء مستخدمين اللون الأخضر كنوع من التعبير عن ثورتهم وهو اللون الذى يميز علم المكسيك، فتقوم الجماهير الغفيرة من الفقراء باجتياح حياة الأثرياء، مستولين على كل ما يملكون، تاركيهم إما جثث هامدة أو مصابين، وهكذا كان الحال سواء هو ما رصده فرانكو من تواطئ من قيادات الجيش المكسيكى ممن استغلوا الموقف لخطف عدد من أبناء الأثرياء ويطالبون بفدية.

يقود القدر بطلة الفيلم العروس لتكون واحدة من ضحايا هذا التواطئ لتفتح فصل جديد فى ذالك الواقع المؤلم ويكشف فرانكو من خلالها جانب من فساد السلطة التى من الأساس تتواجد لحماية المواطنين، إلا أنه فيما يبدو حرص فرانكو أن يكشف أوجه الفساد فى كامل الدولة وما يتوقعه إذا استمر الوضع على ما هو عليه.

المميز فى العمل هو أن فرانكو أظهر الشخصيات من لحم ودم، كشخصيات تحمل أوجه ودرجات مختلفة ما بين الخير والشر، فيما عدا جنرالات الجيش ممن كان القتل والاغتصاب والتعذيب هو أسهل الأدوات التى يستخدموها ليس تجاه الثائرين وإنما تجاه الضحايا المختطفين ويطالبون بفدية لعودتهم إلا أن الحقيقة أنهم لا يعودوا أبدا فمن يدفع فديته يقتل هو الآخر حتى لا يفضحهما.

قدم العمل نموذجين نموذج من الأثرياء وهى "ماريان" والتى جسدت دورها نايان جونزاليز نورفيند العروس التى تحمل فى داخلها الرحمة ولا تزال تحتفظ بإنسانيتها، ونموذج لعامل ووالده العاملة فى منزلها كنموذج من الفقراء بالمجتمع المكسيكى، والحقيقة هى أن فساد الدولة لن يفرق بينهما كضحايا للمجتمع، فبعد كشف اختطاف العروس من قبل قيادات الجيش الفاسدة تم قتلها وتلفيق التهمة للعامل الذى يعمل فى منزلها ثم اعدمت والدته باعتبارها شريكة فى الجريمة.

 
 
 New Order (1)
New Order (1)

 New Order (2)
New Order (2)

 New Order (3)
New Order (3)

 New Order (4)
New Order (4)

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر