تاريخ «المسحراتى» وممارسة النساء للمهنة

المسحراتي المسحراتي
 
إلهام الجمال


لا يعرف الكثيرون أن مهنة المسحراتى مهنة ارتبطت بالإسلام منذ فرض الصيام على المسلمين. فكان أول من تولى هذه المهمة هو الصحابى الجليل بلال بن رباح رضى الله عنه، فقد كان يجوب الطرقات لإيقاظ الناس لتناول السحور. ويظل يجوب بالطرقات مناديا بصوته الجميل حتى يحين أذان الفجر فيؤذن للصلاة.

وروى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-  أنه قال:

"إن بلالاً ينادى بليل، فكلوا واشربوا حتى ينادى ابن أم مكتوم"، ومنذ ذلك الحين أصبحت مهنة المسحراتى مهنة رمضانية متعارف عليها، مارسها العديد من المسلمين الأوائل كان أشهرهم "الزمزمى" الذى تولى مهمة إيقاظ المسلمين لتناول السحور فى مكة، حيث كان يصعد إلى المئذنة معلنا من فوقها بدء السحور، وفى كل مرة يكرر فيها النداء، كان يدلى بقنديلين كبيرين معلقين فى طرفى حبل يمسكه فى يده حتى يشاهدهما من لا يسمع النداء.

لكن متى ارتبطت الطبلة بالمسحراتى؟

لم يعرف المسحراتى الطبلة إلا فى مصر حيث كان المسحراتى يجوب شوارع القاهرة وهو يحمل طبلة صغيرة، ويدق عليها بقطعة من الجلد أو الخشب، وغالبا ما كان يصاحبه طفل صغير أو طفلة ممسكة بمصباح لتضىء له الطريق، وهو يردد نداءاته المميزة "اصحى يا نايم وحد الدايم"، أو ينطق بالشهادتين بصوت أقرب إلى التنغيم منه إلى الحديث ثم يقول أسعد الله لياليك "ويذكر اسم صاحب المنزل الذى يقف أمامه"، فغالبا ما كان يعرف أسماء جميع الموجودين فى المنزل من الرجال، ويردد الدعاء لهم واحدا واحدا، ولم يكن يذكر اسم النساء إلا إذا كان بالمنزل فتاة صغيرة لم تتزوج، فيقول: "أسعد الله لياليك يا ست العرايس".

وكان من عادة النسوة فى ذلك الوقت أن يضعن قطعة معدنية من النقود ملفوفة داخل ورقة، ثم يشعلن أحد أطرافها، ويلقين بها إلى المسحراتى الذى يستدل على مكان وجودها، ثم يرتفع صوته بالدعاء لأهل المنزل جميعا، ثم يقرأ الفاتحة.

الطريف فى الأمر أن النساء مارسن مهنة المسحراتى أيضا منذ العهود الأولى للإسلام، ففى العصر الطولونى كان هناك أكثر من "مسحراتية"، حيث كان يشترط أن تكون معروفة لسكان الحى وصوتها جميل.

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر