ذكريات رمضان على طريقة محمد فوزى

محمد فوزي محمد فوزي
 

لم يكن محمد فوزى مجرد مطرب عادى له أغانٍ جيدة وجمهور، لكنه كان حالة خاصة من الفن والغناء والإنسانية أيضا، وعلى الرغم من أنه لم يأخذ نفس صيت عبد الحليم حافظ مثلا، إلا أنه احتفظ لنفسه بمكان خاص لم يقدر أحد على الوصول إليه.

ألحان محمد فوزى يمكن أن تصفها بالسهل الممتنع، فجمله بسيطة، لكنها عميقة ومختلفة، وكان يميزها أنها تسبق عصرها، فأى أغنية لمحمد فوزى، من السهل جدا أن يعاد توزيعها لتجد اللحن مناسبا تماما لأى عصر ومكان.

كل ذلك لم يكن وليد اللحظة بالنسبة لمحمد فوزى، فحبه للغناء بدأ منذ صغره، ولأننا فى رمضان سنتذكر سويا أحد المواقف التى تعرض لها محمد فوزى فى رمضان وتورطه فى أزمة كبيرة بسبب حبه للغناء، هذا الشغف بالفغناء دفع فوزى أن يكون فريقا غنائيا من أصدقائه، ليجوبوا أنحاء مدينة طنطا والقرى المجاورة لها، التى ولد فى أحدهم، وبالفعل كانوا يحيون حفلات وسهرات هنا وهناك، وذات مرة أخذهم الطريق إلى مدينة شبين الكوم، قاصدين أحد الموالد هناك، وبالفعل اتفقوا مع أحد الفتوات على أن يغنوا ويحيون له حفلا، وعندما أرادوا الرحيل، رفض واضطروا لأن يستكملوا الغناء أمام عددا من الفتوات، وشاهدهم أحد الضباط وشعر أنهم فى ورطة فأرسل الخفراء ليأتوا بهم إليه، إلا أن الفتوات رفضوا لتنشب "خناقة كبيرة"، ويضرب الجميع فى الجميع، وبالطبع فقد أخذ محمد فوزى نصيبه من هذه الخناقة.

وفى اليوم التالى تعامل مع الضابط برفق وأكد له أنه لن يفعل به شيئا ولن يوبخهم بل إنه أرسل إليهم الخفراء لينقذوهم من أيادى هؤلاء الفتوات لأن شكلهم يؤكد أنهم ليسوا على شاكلتهم، أما محمد فوزى فقد أجبرته آلامه من الضرب الذى تلقاه فى الخناقة، أن يفطر فى نهار رمضان.

علاقة محمد فوزى برمضان لن تنتهى منذ هذه الحادثة، فبعد أن أصبح مطربا مشهورا وله اسمه، غنى على لسان المسحراتى فى أغنية من كلمات بيرم التونسى وألحانه.


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر