أول من قصت شعرها وقادت سيارة.. حكايات من حياة بديعة مصابنى ملكة عماد الدين

بديعة مصابنى بديعة مصابنى
 
زينب عبداللاه

يمر اليوم الجمعة 47 عاما على وفاة ملكة المسرح وأستاذة العمالقة الفنانة الكبيرة ورائدة الفن بديعة مصابنى، التى رحلت عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 23 يوليو من عام 1974 بعد رحلة فنية طويلة لم تكن فيها نجمة من كبار نجوم الفن فقط، لكن تخرج على يديها وفى فرقتها والكازينو الخاص بها عدد كبير من كبار وعمالقة الفن والغناء والاستعراض، ومن بينهم فريد الأطرش وعبدالمطلب وتحية كاريوكا وسامية جمال ومحمد فوزى وإسماعيل ياسين وغيرهم.

ولدت بديعة مصابنى فى 25 فبراير عام 1892 فى دمشق لأب لبنانى وأم سورية، وعاشت ظروفاً صعبة فى بداية حياتها وعانت من الفقر وسافر مع والدتها إلى أمريكا الجنوبية ومنها جاءت إلى مصر و تعلمت الرقص والاستعراض، وبدأت رحلتها مع الفن بفرقة جورج أبيض حتى استطاعت أن تكون فرقة وأن تؤسس كازينو بديعة أحد أهم وأشهر الصالات الفنية فى مصر والذى كان بمثابة أكاديمية فنية تخرج فيها العديد من النجوم، ونت ملتقى للأدبا والمفكرين ومنهم الأديب العالمى نجيب محفوظ، وأصبحت بديعة مصابنى نجمة الرقص الشرقى والاستعراض، وملكة شارع عماد الدين.

وتزعمت بديعة مصابنى الحركة الفنية والمسرح الاستعراضى لما يزيد عن 30 عاما، وارتبطت بالفنان الكبير نجيب الريحانى وأسفر هذا الارتباط عن الزواج والعديد من الأعمال الفنية.

وتزوجت بديعة من نجيب الريحاني سنة 1925 حتى سنة 1949، أى قبل وفاته بأشهر قليلة، ولعب نجيب الريحاني دورا فنيا كبيرا في حياة بديعة مصابني وكونا معاً ثنائيا فنياً وقدما العديد من الأعمال المسرحية وعرضوها فى العديد من دول العالم، كما قدمت بديعة مصابنى عدد من الأفلام السينمائية وأنتجت فيلم ملكة المسارح ولكنه لم ينجح وتسبب فى حجز الضرائب على أملاكها.

وقالت بديعة مصابنى عن نفسها أنها كانت أول سيدة عربية تقص شعرها وأول امرأة قادت سيارة وركبت الطائرة، كما كانت تجيد 4 لغات.

واضطرت بديعة مصابنى للهرب من مصر بعد رحلة فنية طويلة وزاخرة وذلك بعد أن تعرضت للخسائر المادية والفنية بعد الحرب العالمية الثانية وفشل فيلمها " أم السعد" عام 1946 ،  وطالبتها الضرائب بتسديد مبلغ 47 ألف جنيه وكان مبلغاً ضخماً فى هذا الوقت، فجمعت بديعة كل ما تملك واضطرت للهرب إلى لبنان وبقيت هنا حتى وتركت الفن حتى توفيت في 23 يوليو عام 1974 وعمرها 86 عاما بعد رحلة طويلة وثرية ومليئة بالفن والصدمات.


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر