طرائف الريحانى .. مكانش بيجهز الفصل الثالث من مسرحياته وأفلت من لجنة المشاهدة

 نجيب الريحانى نجيب الريحانى
 
كتبت زينب عبداللاه
كان الفنان الكبير الضاحك الباكى نجيب الريحانى عبقرية فنية لا تتكرر، ومدرسة تعلم فيها ومنها العديد من عمالقة الكوميديا من كل الأجيال، وتميز الريحانى بالتلقائية وبخفة الظل والصدق بشكل كبير، حتى أنه كان لا يخجل أبدًا من الاعتراف بأخطائه وعيوبه، وهو ما ظهر بشكل واضح فى مذكراته التى كتبها.
 
وكان من ضمن العجائب والغرائب التى كشفها الريحانى فى مذكراته أنه لم يكن يجهز الفصل الثالث من مسرحياته إلا فى أخر وقت وقبل العرض بساعات وهو ما أوقعه فى مأزق ولكنه استطاع بحيلة ذكية أن يتخلص منه.
 
وقال الريحانى فى مذكراته إنه فى عام 1931  افتتح الموسم التمثيلى برواية " أموت فى كدة" وفى هذا العام بدأت الحكومة تهتم بالمسرح وتألفت فى وزارة المعارف لجنة من العلماء والأدباء للإشراف على ما يتم عرضه من مسرحيات وتخصيص إعانات تتناسب مع كل فرقة وما تقدمه للفن، وكان رئيس هذه اللجنة إسماعيل بك شرين مدير إدارة المطبوعات ، وكان من المعجبين بفن الريحانى.
 
وأوضح الفنان الكبير أنه وفرقته جهزوا وتدربوا على الفصل الاول والثانى من المسرحية ، وألف هو وبديع خيرى الفصل الثالث فى أخر وقت ولم يكن الممثلين قد تدربوا عليه أو حتى عرفوا أحداثه حتى جاءت اللجنة لمشاهدة العرض.
 
وأشار الريحانى إلى أن الفرقة مثلت الفصل الأول والثانى على مايرام ، وكان الإعجاب بالمسرحية يبدو على وجوه  أعضاء اللجنة ، ولكن لم يكن الممثلين يعرفون ماذا سيفعلون فى الفصل الثالث، وكان من بين الفنانين المشاركين فى المسرحية الفنان حسين إبراهيم ، وكان يمثل دور إمراة قبيحة ودميمة، وبمجرد فتح الستار فى الفصل الثالث ظهر حسين ابراهيم وهو يرتدى البرقع والملاية ويتمتختر على المسرح ، وقبل ان ينطق أى كلمة سقط مغشياً عليه، وتقدم الجميع لإنقاذه بما فيهم أعضاء اللجنة.
 
واستكمل الضاحك الباكى تفاصيل خروجه من هذا المأزق مؤكداً أن أعضاء اللجنة خرج بعضهم للبحث عن طبيب لإسعاف الفنان المغمى عليه، وأشار رئيس اللجنة إلى أعضاء الفرقة بألا يرهقوا نفسهم فى تقديم الفصل الثالث من الرواية ، بينما يحاول الريحانى أن يبدو وكأنه يحاول إفاقة حسين إبراهيم كى يستكمل فصول الرواية.
 
وهكذا استطاع الريحانى وفرقته الإفلات من لجنة المشاهدة التى أجازت الرواية بعد مشاهدة فصلين فقط تعاطفاً مع الفرقة ومع الفنان الذى أغمى عليه، وغاردت اللجنة واستأنف أعضاء الفرقة البروفات على الفصل الثالث من الرواية وأفاق حسين إبراهيم بمجرد مغادرة أعضاء اللجنة للمسرح.
 

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر