فريد الأطرش ساوى بين العربجى والوزير وعانى من فوبيا الدراجات وعشق جمع السجاد

فريد الأطرش فريد الأطرش
 
كتبت زينب عبداللاه
يمر اليوم 47 عامًا على وفاة الموسيقار والفنان الكبير فريد الأطرش الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 26 ديسمبر من عام 1974 بعد حياة حافلة بالموسيقى والطرب والغناء كان خلالها أحد عمالقة الفن الذين سكنوا وجدان الملايين وأثروا فى صناعة الفن والطرب وخلدوا أسماءهم إلى الأبد فى سجلات المبدعين، حيث ترك الفنان الكبير رصيدًا وكنوزًا فنية من الأفلام والأغانى والألحان التى تشهد على عبقريته الفنية المفردة.
 
وفضلاً عن العبقرية الفنية للموسيقار والفنان الكبير فريد الأطرش، الذى غنى ومثل ولحن مئات الأعمال فإنه كان يتسم بأخلاق عالية وصفات أجمع على حبها كل من عرفه، حيث كانت بالفعل أخلاقه وصفاته طوال حياته كأمير راقٍ كريم وفى محبوب حتى فى أصعب الفترات التى مرت بحياته، كما كان يتمتع بالعديد من الصفات التى قد لا يعرفها عنه الجمهور.
 
وعرف فريد الأطرش بين زملائه بكرمه الواسع وكان بيته دائمًا مفتوحًا للجميع، حتى لمن لا يعرفهم، وتتساوى قواعد الضيافة فى بيته بين الفقير والوزير.
 
وكانت مبادئ الديمقراطية تتجلى فى صالون فريد الأطرش، حيث أعطى لخادمه تعليمات بأن يفتح باب البيت لكل طارق وأن ينحنى له ثلاث مرات قبل أن يدعوه بالتفضل لدخول الصالون.
 
و فى أحد الأيام ذهب وزير سابق إلى بيت فريد الأطرش للاتفاق  على إحياء حفل زفاف ابنته، وجلس الوزير فى الصالون فى انتظار فريد، وبعد لحظات جاء شخص آخر قاده الخادم إلى الصالون ليجلس بجوار الوزير السابق الذى بدت عليه الدهشة من هيئة الضيف القادم، وأحضر الخادم القهوة وانحنى ليقدمها للوزير ثم انحنى ليقدمها للضيف الثانى، وجاء فريد ليستقبل الضيفان بنفس الحرارة والحماس، حتى بعد أن عرف أن الضيف الثانى هو عربجى حنطور من المعجبين به وجاء ليطلب صورة عليها إهداء من نجمه المفضل، وبالفعل قام الأطرش بنفسه ليحضر الصورة وقدمها للضيف مبتسمًا كعادته، ليخرج عربجى الحنطور من منزل النجم مسرورًا مجبور الخاطر.
 
واعتاد العديد من أهل الفن أن يجتمعوا فى بيت فريد الأطرش الذى كان معروفًا بكرمه الشديد وأن بيته مفتوح دائمًا لأصدقائه حتى فى غيابه، وكانت شلته دائمًا تتسع ويضاف إليها فى كل عام أفراد آخرون حيث تمتع فريد الأطرش بعلاقات طيبة ومحبة كبيرة بين أفراد الوسط الفنى.
 
وكان فريد الأطرش شديد الوفاء ليس فقط لأصدقائه بل حتى للجماد و للأشياء التى يقتنيها ومنها حذائه الأبيض حتى أنه ابتكر موضة غريبة و اعتاد أن يلبس الحذاء الأبيض على البدلة الكحلى فى عز الشتاء، وحاول فريد أن ينشر هذه الموضة بين الشباب فظهر فى معظم أفلامه بالحذاء الأبيض حتى تحت الملابس الشتوية.
 
وكان للحذاء الأبيض سر تحدث عنه الموسيقار الكبير فى حوار نادر قائلاً: «كنت فى مستهل حياتى الفنية لا أملك سوى حذاء واحد أبيض اللون، إذا جاء الصيف أضفى على لونا من الأناقة، وإذا جاء الشتاء أضفى على لونا من الصعلكة لأنى لا أملك غيره، ولا أستطيع شراء حذاء آخر».
 
وتابع: "كان هذا الحذاء وفيا وذا أصل، فلم يتخل عنى إلا بعد أن بدأ الفقر يتخلى عنى واستطعت أن أشترى غيره».
واحتفظ الفنان الكبير بهذا الحذاء، بعدما عرف طريق المجد والشهرة، قائلا:«احتفظت به إعزازا لوفائه وتقديرا وتكريما لما تحمله معى من دوخة ولف ودوران من مشرق الأرض إلى مغربها، وأصبحت أحب كل حذاء أبيض إكراما لهذا الحذاء الذى سلمنى للحظ والمجد".
 
وكان للفنان الكبير فريد الأطرش هواية اشتهر بها بين زملائه وهى حبه الشديد للسجاجيد وشغفه باقتناء الثمينة منها، وكان يحرص دائما على اقتناء وجمع هذه السجاجيد حتى أصبح يمتلك مجموعة نادرة جداً منها وخصص لها غرفة خاصة بمنزله غطى بها جميع حوائطها وأرضياتها، وقدرها هواة السجاجيد وقتها بعشرات الألاف من الجنيهات.
 
وفى إحدى المرات أقام فريد الأطرش فى بيته حفلة لعدد من كبار الشخصيات وأعجب أحدهم  بهذه الغرفة وبما يقتنيه فريد فيها من سجاجيد وعرض عليه مبلغاً من المال يتجاوز عشرات الألاف من الجنيهات ، ورغم ذلك رفض فريد الأطرش هذا العرض المغرى فى سبيل هوايته وسجاجيده المفضلة.
 
وعلى الرغم من أنه وهو صغير وقبل شهرته كان فريد الأطرش يركب الدراجة في عدد من تنقلاته، إلا أنه بعدما كبر كان يخشى أن يرى دراجة في طريقه، حيث كانت تزول ابتسامته ويصاب بالتوتر، وكان السر في ذلك يرجع لحادث وقع له وهو صغير ، حيث صدمته دراجة وأصيب بإصابات مختلفة، ورغم أنه شفى من إصاباته ظل يخاف من الدراجات وصبح لده فوبيا منها طوال حياته.
 
 وبالرغم من أنه كان سائق سيارات ماهر إلا أنه إذا لمح دراجة في طريقه حتى يخاف ويهدئ من سرعته، وقد يقف تماماً خشية أن يقترب من هذه الدراجة.
 

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر