ضحى بنفسه واحترق من أجل حبيبته.. حكاية مارى كوينى والقزم البطل

مارى كوينى مارى كوينى
 
كتبت زينب عبداللاه
كثيرًا ما يمر الإنسان في حياته بأشخاص لا ينساهم حتى وإن كان قد تعامل معهم من بعيد أو لفترة قصيرة أو لم تربطه بهم صلة قوية، فقد يرى الإنسان من هؤلاء الأشخاص مواقف بطولية لا ينساها فتبقى ذكراهم في وجدانه إلى الأبد.
 
وفى حياة نجوم الفن أبطال وأشخاص لم ينالوا شهرة ولم تسلط عليهم الأضواء ولكن كان هؤلاء النجوم يعتبرونهم نجومًا وأبطالاً في الحياة وليس فى الفن من شدة ما رأوه من مواقف بطولية لهؤلاء الأشخاص فأثروا فيهم إلى الأبد.
 
وكان من بين هذه الشخصيات قزم ظلت الفنانة والمنتجة الكبيرة مارى كوينى تتذكره دائمًا ولا تنساه رغم أنه لم تربطها به صلة قوية، وحكت مارى كوينى عن هذا القزم الذى كان يعمل خادمًا بأحد الفنادق فى لبنان، مشيرة إلى أن مظهره وغرابة شكله كانت تلفت إليه نظرات نزلاء الفندق، وكان بعضهم يتمادى فى السخرية منه إلى الحد الذى أثار شفقتها وتعاطفها.
 
وقالت مارى كوينى إنها كادت تكون الوحيدة من بين نزلاء الفندق التى كانت تتلطف مع هذا القزم وتخفف عنه وقع هذه السخرية والمعاملة السيئة التى يلقاها وهو صامت ويعتبرها جزء من عمله.
 
وأشارت الفنانة الكبيرة إلى أن قلب هذا القزم تعلق بفتاة من نزلاء الفندق وكان يتابعها بنظراته فى صمت وحب شديد، ولاحظت كوينى هذا التعلق لدرجة أن نظرات القزم لفتت انتباه الفتاة، فاستدعت أحد مديرى الفندق وطلبت منه إبعاد هذا القزم من الصالة.
 
وأوضحت كوينى أنها لاحظت حالة الحزن والأسى والدموع التى غطت وجه هذا القزم حين أبعده وعنفه مديره بناء على طلب الفتاة، وأضافت أنه بعد أيام قليلة شب حريق فى جزء من الفندق وجرى الجميع بعيداً عن موقع الحريق، وكانت الفتاة التى أحبها القزم فى غرفتها بعد أن حاصرتها النيران، وفشلت محاولات رجال الإنقاذ للوصول إليها.
 
وتابعت الفنانة والمنتجة الكبيرة مستكملة تفاصيل المشهد الذى ظلت تذكره طوال حياتها، حيث اندفع القزم من بين الجميع وحاول الوصول لغرفة الفتاة وسط دهشة الناس الذين توقعوا أن يحترق معها، ولكن بعد دقائق ظهر القزم وهو يحمل الفتاة، وقد نجح فيما فشل فيه باقى الرجال الموجودين وكانت الفتاة فى حالة إغماء فوضعها على سرير الإسعاف وطبع قبلة على جبينها ثم انصرف فى هدوء.
 
وأشارت مارى كوينى إلى أنه بعد أن انطفأ الحريق، وبحث رجال الإطفاء تحت الأنقاض فوجئوا بهذا القزم العاشق جثة هامدة وقد احترق بنيران الحب وبالنيران التى أنقذ منها حبيبته، مؤكدة أنها لت تتذكر هذا القزم وتضحيته وحبه وبطولته طوال حياتها.

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر