شهرته أحمد مشرقى ولم يعترف بإسرائيل.. ما لا تعرفه عن توجو مزراحى

توجو مزراحى توجو مزراحى
 
إيناس كمال

3 أيام هى الفارق الزمنى بين ميلاد أهم وأبرز الفنانين الفارقين فى تاريخ السينما المصرية ووفاته، ما بين 2 يونيو 1901 و5 يونيو 1986، عاش الفنان المصرى من أصل إيطالى، توجو مزراحى وأثرى الحياة الفنية فى مصر بالعديد من الروائع السينمائية.

ولد مزراحى فى مدينة الإسكندرية عام 1901، تعلم بمدارسها حتى حصل على دبلوم التجارة الفرنسية، ثم سافر إلى إيطاليا فى عام 1921 ليكمل تعليمه فى دراسة التجارة حتى حاز على درجة الدكتوراة، ثم انتقل إلى فرنسا لكى يزور استوديوهات السينما هناك.

يعد توجو مزراحى أول مصرى درس وتعلم صناعة السينما فى الخارج. فى عام 1928 عاد إلى الإسكندرية، وقام بتأسيس شركة (الأفلام المصرية) بالإسكندرية، وفى عام 1929 قام بإنشاء ستوديو سينمائى فى منطقة باكوس وجهزه بكافة معدات التحميض والطبع وغرف الممثلين. أول أفلامه فى القاهرة كان سنة 1930 وهو فيلم صامت اسمه "الكوكايين".

أحبت الحكومة المصرية فيلم توجو مزراحى لأنه يساند حملتها ضد المخدر المميت وكان هذا أول علامة تشير إلى استمراره فى الإخراج بعد أن كانت بدايته فى التمثيل باسم "أحمد مشرقى" (وهى الترجمة العربية لاسمه العبرى).

فى القاهرة كتب مزراحى وأخرج 19 فيلمًا، كما أنتج عدداً آخر من الأفلام، منها: (سلفنى 3 جنيه، ليلة ممطرة، شالوم الرياضي، شالوم الترجمان، العز بهدلة).

توجو هو مبتكر شخصية شالوم الكوميدية، الممثل الذى ظهر باسمه فى فيلم "خمسة آلاف وواحد" و"الرياضى" و"شالوم الترجمان" وكان أشهر أفلامه "العز بهدلة" 1937 ظهر فيه شالوم بائع يانصيب تجمعه صداقة بـ "عبده" صبى الجزار الذى ترك له سيده محل الجزارة بعد وفاته فما كان من عبده إلا أن اقتسم التركة مع صديقه شالوم ليتزوج كل منهما بخطيبته.

lm03
 
اختفى توجو مزراحى بعد إعلان دولة إسرائيل وهاجر لإيطاليا عام 1949 بعدما واجه اتهاما بأنه صهيونى ومبعوث اليهود للسينما المصرية لكن لم تستطع السينما إنكار ما قدمه مثل فيلم "الهاوية" كأول فيلم روائى طويل صامت من إخراجه وإنتاجه.

أدخل مزراحى فكرة الثنائيات للسينما من خلال "المعلم بحبح" وزوجته "أم أحمد" أشهر فنانى الكوميديا فى تلك الفترة وجسدهما فوزى الجزايرلى وإحسان الجزايرلى فى فيلم المندوبان 1934، كما تعاون توجو مع على الكسار فى تسعة أفلام كوميدية لشخصية مصرية سيئة الحظ.

عام 1939 اكتشف الفنانة "ليلى مراد" وقدمها للجمهور فى فيلم "ليلة ممطرة" مع الفنان يوسف وهبي، كما أخرج لها أربعة أفلام أخرى، هى "ليلى بنت الريف" و"ليلى بنت المدارس" عام 1941، و"ليلى" عام 1942 و"ليلى فى الظلام" عام 1944، وتعتبر تلك الأفلام بصمات فنية مميزة فى بداية مسيرة الفنانة ليلى مراد.

علت الأصوات فى مصر تطلب بمحاربة شركات وأعمال اليهود فى مصر، حتى ولو كانوا من المصريين، بل وصل الأمر إلى إلقاء بعض القنابل على بعض متاجر اليهود، كما حدث لمتجر شيكوريل سنة 1948، باع استديو "توجو" إلى "كرامة" و"خياط" وغير اسمه إلى استديو جيزة، بعدما لبعض المتاعب، وهوجم بشدة بحكم أنه يهودى.

هاجر إلى إيطاليا عام 1948 بعد حرب فلسطين، بعدما ترددت شائعات قوية عن علاقته بالصهيونية، لذا فضل أن يهاجر إلى البلد التى انحدر منها أجداده، وظل اسمه على مدار 40 سنة بين حضور وغياب، إذ كانت تنشر أخبار متقطعة عن عودته من روما واستعداده لمشاريع سينمائية جديدة.

استمر بالعمل السينمائى فى روما، ولم تنقطع علاقته بمصر إذ اشترك فى مجلة المصور والكواكب لمتابعة الحركة السياسية والفنية فيها، وذلك بالرغم من صعوبة تحويل اشتراكات المجلات فى ذلك الوقت إلى مصر، إلا أن "جورج بهنا" (أحد منتجى السينما) ساعده فى ذلك. تعرض توجو فى الستينيات لمشاكل صحية فانقطع عن العمل فى مجال السينما تماماً، قبل أن يتوفى فى 5 يونيو 1986 تاركاً بصمات لا تمحى من تاريخ وصناعة السينما المصرية.


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر