أمين بوحافة.. موسيقى صادقة تلمس القلوب في "الحشاشين"

الحشاشين الحشاشين
 
محمود ترك
تجذب الدراما المصرية عددا كبيرا من المبدعين العرب في مجالات مختلفة، وإن كان نجوم التمثيل يخطفون الأضواء بشكل لافت للنظر، لكن الموسيقي التونسي أمين بوحافة نجح في خطف أذن جمهور الدراما الرمضانية بموسيقاه التي وضعها للعديد من المسلسلات، آخرها مسلسل "الحشاشين" بطولة كريم عبد العزيز والذي يعرض حاليا ضمن دراما رمضان 2024.
 
لم تكن مهمة الموسيقي التونسي أمين بوحافة سهلة في مسلسل "الحشاشين"، وجاء اختياره لهذا العمل في إطار حرص صناعه على دعم العمل الفني التاريخي المهم في كل التفاصيل الفنية من أزياء إلى ديكور وإخراج وطاقم تمثيل مُزين بالنجوم.
 
لذا فإنه كانت أمام "بوحافة" مهمة صعبة نظرا للثقة الشديدة التي يضعها فيه صناع العمل، لخلق أجواء ملحمية للعمل التاريخي تتناسب مع الصورة البصرية للمسلسل، لينجح الموسيقي التونسي في مهمته وخطف انتباه مشاهدي المسلسل بالتتر الذي اعتمد فيه على خلق أجواء صوفية، مع صوت يشبه صوت الدروع في المعارك، ومزج ذلك بآلات وترية وصوت الناي، ليخلق أجواء خاصة من الغموض والترقب وأصوات نسائية في الخلفية.
 
 
الموسيقي الذي نافس فيلمه "بنات ألفه" على جوائز الأوسكار مؤخرا، سجل الموسيقى التصويرية لـ "الحشاشين" فى براج وتركيا وألمانيا وفرنسا، واستعان بنحو 45 منشدا و92 عازفا لصنع موسيقى بأجواء خيالية تضاهي موسيقى مذل هذه النوعية من الأعمال التاريخية العالمية.
 
من الاستماع إلى أغنيات محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وسيد درويش، تعلق أمين بوحافة بفن الموسيقى منذ صغره، إذ تعلم العزف على البيانو وعمره كان وقتها 3 سنوات، ليسير خلف هوايته ويتعلم في معهد الموسيقى العربية بتونس، وتطورت ذائقته الفنية أكثر مع الاطلاع على أعمال وسيمفونيات بيتهوفن، برامز، وسترافينسكى.
 
بوحافة الذي انجذب للموسيقى العالمية، يحرص في موسيقاه التي يضعها للعديد من الأعمال الدرامية على أن تعبر عن الهوية العربية، الأمر الذي نلمسه في موسيقى "الحشاشين" مع مزج آلات وترية وأوركسترا سيمفوني وإنشاد صوفي، كما أنه يحرص على أن تكون الموسيقي مناسبة للشخصيات الدرامية وأماكن وقوع الأحداث، لتشعر على سبيل المثال بأجواء مظلمة بالموسيقى الملازم لشخصية "حسن الصباح" التي يجسدها كريم عبد العزيز، وأجواء من الترف بمشاهد مدينة سمرقند.
 
موسيقى عربية ساحرة بامتياز يجيد بوحافة صنعها للأعمال الدرامية العربية، وله اسهامات بارزة في الدراما المصرية، منها الموسيقى التصويرية للمسلسل الشهير "ونوس" بطولة يحيى الفخراني، وأيضا موسيقى "لا تطفئ الشمس"، "هذا المساء"، "باب الخلق"، "جراند أوتيل"، "طريقي"، و"حارة اليهود" وغيرها من الأعمال العربية ومنها "ممالك النار".
 
 
اللافت للنظر في مسيرة بوحافة مع الموسيقى التصويرية للأعمال الدرامية تميزه الشديد في التعامل مع الأعمال التي تدور أحداثها في فترة زمنية سابقة، مثل "الحشاشين"، "أهو ده اللي صار"، "طريقي" فهو يجيد صنع الموسيقى المناسبة لهذه الفترات الزمنية على اختلافها.
 
ويعد الموسيقى التونسي من الموسيقيين الذين يفضلون قراءة النص الدرامي لاكتشاف القصة والشخصيات وطبيعة الأماكن، قبل أن يبدأ في وضع الموسيقى التصويرة التي تناسب كل ذلك، مثلما فعل من قبل في أعمال منها "مكان في القصر"، "جبل الحلال" و"الأب الروحي".
 
 
موسيقى أمين بوحافة تنقل للمشاهد مشاعر الشخصيات، وتجعله بعيش في عالمها، حتى أنها كفيلة بالتعبير عن الحوار الدائر بين شخوص العمل الدرامي، ويعتمد فيها على أن تكون موسيقى صادقة ومعبرة تلمس القلوب.

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر