مدير التصوير حسين عسر في ندوة اليوم السابع: المعالجة بصرية لـ "الحشاشين" تتوافق مع دراما المسلسل

حسين عسر حسين عسر
 
أعد الندوة للنشر: شيماء منصور تصوير: حسن محمد
إبهار بصري مميز تمتع به مسلسل "الحشاشين" بطولة كريم عبد العزيز أحد أبرز الأعمال الدرامية المتميزة في رمضان الحالي والذي أوشك على الانتهاء، وضع بصماته عليها مدير التصوير حسين عسر، الذي يسجل دفتر أعماله العديد من المسلسلات والأفلام المميزة ومنها ثلاثية "الاختيار"، "كلبش"، وفيلم "من أجل زيكو".
 
يفتخر حسين عسر بانتمائه لفريق عمل مسلسل "الحشاشين" الذي يستعرض تاريخ طائفة الحشاشين ومؤسسها حسن الصباح في القرن الـ11 الميلادي، وأرجع مدير التصوير سبب نجاح المسلسل إلى المجهود الكبير الذي بذله فريق العمل، قائلا في ندوة تكريمه بـ "اليوم السابع"": من أهم الأشياء التي ساعدت علي النجاح وسهلت علينا الكثير هو التحضير الجيد، خصوصا أنه كانت هناك عدة صعوبات منها أنه ليس متوفرا في هذه الفترة التاريخية وسائل إضاءة سوى المشاعل وضوء القمر، وكان مهما لدي عندما أقدم معالجة بصرية أن أحقق من خلالها صورة درامية وليس فقط صورة مبهرة على مستوى الشكل بل يجب أن تخدم الدراما، والتحضير لذلك استغرق وقتا طويلا منذ البداية، فبعدما قرأنا السيناريو كان هناك جلسات عمل بيني وبين المخرج بيتر ميمي، ومهندس الديكور أحمد فايز، والمونتير أحمد حمدي، وتحدثنا عن دراما المسلسل، وطرحنا تخيلات على المستوى البصري لشكل الديكور، مما ساعد على أن تتكون لدي تخيل كامل للعمل تتفق عليه جميع العناصر، وهذا ما جعل مرحلة التنفيذ سهلة. 
 
وأضاف عسر: خلال مشاهد المسلسل كنا نحتاج أن نفرق بين العوالم المختلفة الموجودة فمشاهد القلعة تختلف عن أصفهان وهناك الكثير من الحضارات والمدن، لذا كان مهما أن يصبح لكل منهم هوية بصرية خاصة به، وتعبر عنه، وفعلنا ذلك من خلال الإضاءة وبعد ذلك تكون مرحلة تصحيح الألوان، وهذا كان مهمة محمود علي أحد أبرز مصححي الألوان في الوطن العربي الذي أعتبره من أهم العناصر الموجودة في العمل، والذي جعلني أستطيع أن أحقق شكل العوالم المختلفة. 
 
ولم يكن خلق عوالم متغايرة الهدف الأساسي فقط الذي سعى إليه "عسر" مع فريق عمل المسلسل، بل أيضا أن يكون شكل هذا العالم مناسبا للأحداث الدرامية التي يشهدها، ومنها عالم قلعة ألموت، التي بها نحو 60 من مشاهد المسلسل، إذ كان مهما أن نوضح حجم الصراع داخل القلعة.
 
وتابع حسين عسر: اختيار الكادرات وزوايا التصوير تكون للمخرج، ومدير التصوير يكون عنصر مساعد، وبالمناسبة إذا كان مخرج العمل شاطر يسهل علي كمدير تصوير ويبرز عمله بشكل أفضل.
 
وأكد مدير التصوير العمل في وجود جراڤيك يكون أصعب بكثير، ولابد أن يكون بصحبته متخصص من الجرافيك للتنسيق علي كيفية إضاءة تلك المشاهد، ففكرة أن تحقيق الشكل مع وجود جرافيك ليس سهلاً. 
 
الأزياء في مسلسل "الحشاشين" أيضا شهدت تنوعا شديدا، ومثلما كان مهما إبراز ملامح الحضارات والعوالم المختلفة في الفترة التاريخية التي يناقشها المسلسل، كان من المهم أيضا توضيح التفاصيل الخاصة بالنسبة للملابس، حسبما يوضح عسر قائلا: الأزياء كان بها مجهودا كبيرا وتفاصيل كثيرة، لذا كان مهم جداً أن نوضح تلك التفاصيل والمجهود، وهنا تأتي أهمية كيفية توزيع الإضاءة في العمل، وتزداد صعوبة هذه النقطة في الملابس السوداء، ولكي تظهر تفاصيل هذه الملابس شديدة الصعوبة.
 
واسترسل: مشاهد المسلسل كانت مكتملة علي كل المستويات من التأليف إلى الإخراج إلى التمثيل، وكريم عبد العزيز ممثل استثنائي في دور حسن الصباح ووصل إلى مرحلة اتقان شديدة التميز، ومن المشاهد المتميزة التي قدمها على مستوى التمثيل وكان مهما عليه كمدير تصوير أن يوضح جماليتها الفنية بما يخدم دراما العمل، مشهد الحكم بالإعدام على ابن حسن الصباح، إذ كنت أحتاج له إضاءة تجعل المشاهد يشعر بالانقباض.
 
وحول تفاصيل المشهد قال: قدم كريم عبد العزيز أداء مميزا للغاية في مشهد الحكم بإعدام ابنه، وكانت عينه مليئة بالدموع لكنها لم تنزل، ولا أعرف كيف فعل ذلك حتى الآن، ومع تركيز المخرج بيتر ميمي على عين كريم عبد العزيز وكانت تلك التفاصيل مهمة جدا بالنسبة لي لكي أبرزها من خلال الإضاءة، مع مراعاة ألا يخل ذلك بالمضمون الدرامي بل يجب أن يخدمه بمعنى ألا تكون إضاءة المشهد منفصلة عن حالته الدرامية بل يجب أن تحاكيه.
 
ومن المشاهد البارزة أيضا في مسلسل "الحشاشين"، مشهد جلد كريم عبد العزيز "حسن الصباح"، لأحمد عيد "زيد بن سيحون"، إذ قال "عسر": نحن منذ بداية المسلسل نرى العلاقة بين الصباح وبن سيحون، فالأخير تابع للأول دائما، لكن بعد مشهد الجلد كانت لحظة خروج التابع من عباءة المتبوع، وكان مهما أن تكون هناك إضاءة منفصلة لأحمد عيد، ثم تأتي اللحظة التي يقنعه فيها كريم عبد العزيز بأنه على صواب ويعمل لها ما يشبه غسيل المخ، وهنا يقوم ويدخل دائرته مرة أخرى، داخل عالم حسن الصباح في شكل هذا النور. 
 
أما عن تفاصيل مشهد حلم الجنة كشف مدير التصوير كواليسه قائلاً: في البداية فكرنا في ذلك المشهد وكيف يكون له شكلا في الإضاءة علي قدر المستطاع لتظهر أنها جنة كذابة ومصنوعة للسيطرة على عقول الشباب، وهذا هو المشهد الوحيد في المسلسل الذي حرصت على أن تكون إضاءته غير حقيقية وليست منطقيا لكي توضح حجم التزييف الذي يصنعه حسن الصباح، وكان الموضوع لابد أن يظهر بشكل غير حقيقي، لذا تعمدت أن أخرج المشهد بشكل خارج إطار المنطق لأنه حلم. 
 
ومن المشاهد الصعبة أيضا في مسلسل "الحشاشين" مشهد الإعصار إذ كادت المركب التي يستقلها حسن الصباح أن تغرق، إذ قال مدير التصوير إن التحضير لهذا المشهد استغرق يومين، وتم وضع كل الاحتمالات الممكنة، فيما استغرق تصويره 8 ساعات، رغم أن بعض الخبرات والعناصر الأجنبية في المسلسل كانت ترى أن تصويره سيستغرق 3 أيام.
 
وأكد عسر أنهم قد بذلوا جهداً كبيراً في الحشاشين منذ البداية واجتهدوا فيه بشكل كبير وبقدر المستطاع، وردود الأفعال عن المسلسل هي توفيق كبير من الله، وكان أكثر شيء يفرق معه صنع عمل فني يؤكد أننا في مصر لدينا مستوى عالي جداً، من مديرين التصوير.
وأشاد عسر بوجود العديد من مديرين التصوير المتميزين في مصر، ومنهم تيمور تيمور في مسلسل "جودر" بطولة ياسر جلال، فمن المهم أن نكون سعداء بما نقدمه هذا الموسم، ومن خلال الحشاشين هذا العمل التاريخيّ الضخم قد فتحنا الباب لعمل مسلسلات تاريخيّة، فمصر تتمتع بتاريخ كبير يصلح لتقديمه بشكل درامي، ولدينا صناع دراما وسينما متميزين للغاية، وبالفعل قادرون على تنفيذ أعمال تاريخية صعبة.
 
وعبر مدير التصوير أيضا عن سعادته وفخره بالتنوع الدرامي الذي يشهده الموسم الرمضاني الحالي، لافتا النظر إلى أنه للمرة الأولى نرى مسلسلات تاريخية بجوار أعمال فانتازيا وأخرى متنوعة.
 
يؤمن حسين عصر بقيمة مدير التصوير الراحل محسن نصر، إذ تأثر به بشدة، ويعتبره نموذجا يحتذي به، إذ قال" محسن نصر هو أعظم مدير تصوير من وجهة نظري، وقد حالفني الحظ في البداية أنني عملت معه كمتدرب، فهو مدير تصوير استثنائي، وأنا أحبه جدا.

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر