عاطف الطيب صوت البسطاء وضمير السينما المصرية.. فى ذكرى رحيله

عاطف الطيب عاطف الطيب
 
مصطفى القصبي
 
في مثل هذا اليوم عام 1995 فقدت السينما المصرية أحد أهم مخرجيها وأكثرهم صدقًا وإنسانية هو عاطف الطيب ، الذي رحل عن عالمنا في عمر لم يتجاوز 47 عامًا، بعدما ترك بصمة لا تُنسى في تاريخ الفن، وأعمالًا لا تزال تنبض بالصدق والجرأة حتى اليوم.
 
عرف عاطف الطيب بأنه مخرج الواقعية الجديدة، الذي قدّم هموم المواطن المصري البسيط على الشاشة دون تزييف أو تجميل، فكانت السينما ضميره، والمجتمع مرآته.
 
تناولت أفلامه قضايا الفقر، القهر، الفساد، وتناقضات السلطة، لكنه لم يكن فنانًا غاضبًا بقدر ما كان إنسانًا موجوعًا، يحمل رسالة ويحاول إيصالها بأكبر قدر من الصدق.
 
مين فينا لا يتذكر أفلام "سواق الاتوبيس" و"ضد الحكومة" و"ليلة ساخنة" و"الهروب" هذه أعمال كانت من روائع المخرج عاطف الطيب التى تحل اليوم ذكرى وفاته، والذى يعتبر من أفضل مخرجى الفن فى مصر ومازالت أعماله خالدة فى أذهان محبيه.
 
عاطف الطيب ولد فى سوهاج فى 26 ديسمبر عام 1947، وتخرج فى المعهد العالى للسينما - قسم الإخراج عام 1970، وعمل أثناء الدراسة مساعدًا للإخراج مع مدحت بكير فى فيلم (ثلاثة وجوه للحب عام 1969)، ثم عمل فى عام 1973 مساعدا للمخرج شادى عبد السلام فى فيلم "جيوش الشمس" وفى عام 1978 قام بإخراج فيلم قصير من إنتاج المركز التجريبى اسمه "المقايضة".
 
وفى عام 1979 عمل مساعد مخرج ثانى مع المخرج يوسف شاهين فى فيلم "إسكندرية.. ليه؟"، وفى عام 1981 مع المخرج محمد شبل فى فيلم "أنياب"، وارتبط اسمه ارتباطا مباشرا ووثيقا بقضايا المواطن المصرى البسيط وبحقوقه، ولذلك فقد كانت ولا تزال أغلب أعماله مثيرة للجدل النقدى وغير النقدى، لما تتطرق إليه من قضايا تتعلق بالحريات العامة والخاصة على السواء وقضايا الحرب ضد الاستعمار بجميع أشكاله وأيضا القضايا التى تخص العلاقة بين المواطن والسلطة ممثلة فى أى من أجهزتها ومؤسساتها وهو ما يمكن أن نلاحظه.
 
ومن أهم أفلامه "الحب فوق هضبة الهرم" و"البرىء" عام 1986، و"كتيبة الإعدام" عام 1989، و"الهروب" عام 1991 الذى يعتبر من أجرأ الأفلام المصرية، و"ناجى العلى" عام 1992 الذى تم منعه من العرض، ولم يمهله القدر ليقدم المزيد من روائعه السينمائية وتوفى فى عام 1995.

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر