رغم غيابها عن الساحة الفنية منذ سنوات، لا تزال الفنانة الكبيرة عبلة كامل تمتلك حضورًا طاغيًا بمجرد ذكر اسمها، فتتصدّر محركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي، وتتحول إلى حديث الساعة في وسائل الإعلام وبرامج التلفزيون. إنها حالة استثنائية من النجومية، فنانة غابت عن الأضواء لكنها لم تغب عن الوجدان.
طوال سنوات غيابها السبع، لم تتوقف الشائعات عن ملاحقتها، ما بين أخبار تفيد باعتزالها النهائي، وأخرى تروّج لإصابتها بمرض خطير، أو تداول صور تُنسب إلى ابنتها مع تكهنات حول حالتها الشخصية. ومع كل مناسبة، خاصة أعياد ميلادها، تعود إلى دائرة الضوء دون أن تتحدث أو تظهر، وكأنها تقول للجمهور: "أنا هنا، بصمتي لا تحتاج إلى ظهور."

صورة متداولة لـ الفنانة عبلة كامل
وفي الساعات الماضية، عادت عبلة كامل لتشعل مواقع التواصل مجددًا بعد تداول صورة لها برفقة شاب نشرها عبر حسابه على "إنستغرام" وعلّق عليها قائلًا: "عمتي حبيبتي". الصورة التي ظهرت فيها الفنانة بملامح متقدمة في السن وعباءة سوداء أثارت جدلاً واسعًا، حيث شكك البعض في صحتها، لكن الشاب صاحب الصورة نفى تمامًا أن تكون مفبركة، مؤكدًا أنها حقيقية ولم تُعدل بأي شكل.
عبلة كامل و سلسال الدم
عبلة كامل ليست مجرد نجمة ناجحة، بل حالة فنية وإنسانية نادرة، استطاعت أن تتغلغل في وجدان الناس وتعبر عنهم بلغة بسيطة، أداء صادق، وتعابير تحمل من العمق أكثر مما تقوله الكلمات. هي فنانة جسّدت "المرأة المصرية" بكل تناقضاتها، قوتها، ضعفها، وصبرها، فتركت إرثًا فنيًا خالدًا وجمهورًا لا يزال ينتظر عودتها ولو بمشهد واحد.
يُذكر أن آخر ظهور فني لعبلة كامل كان من خلال مسلسل "سلسال الدم" عام 2018، الذي حقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، وشاركها في بطولته عدد من النجوم، أبرزهم: رياض الخولي، رانيا فريد شوقي، أحمد بدير، ضياء عبد الخالق، وأميرة هاني، وهو من تأليف مجدي صابر، وإخراج مصطفى الشال، ومن إنتاج لؤي عبد الله.
يبقى السؤال الذي يتجدد كل عام: هل تعود عبلة كامل إلى الشاشة مجددًا؟ أم أن غيابها هو جزء من خصوصية اختارت أن تعيش بها بعيدًا عن صخب الفن، مكتفية بمحبة لا تقلّ يومًا في قلوب جمهورها؟