حنان طلعت تكتب: "عايش إكلينيكياً".. عرض مسرحى متكامل يجمع بين الكوميديا والخيال

حنان طلعت حنان طلعت
 
قدّم الفنان جمال عبد الناصر، بمشاركة الممثل مصطفى حزين وعدد من المبدعين، عرضاً مسرحياً لافتاً بعنوان "عايش إكلينيكياً"، استطاع أن يجمع كل عناصر النجاح المسرحي من أداء متقن، وإضاءة خلابة، وتصميم مميز للعرض، وصولاً إلى كوميديا راقية خالية من الابتذال.
 
تدور أحداث المسرحية حول مدرس طيب يجد نفسه متورطاً في مشكلة غامضة دون أن يكون طرفاً فيها، ويظل طوال الرحلة يحاول استيعاب ما يمر به من مواقف غريبة قد تبدو مستحيلة، في إطار درامي كوميدي مشوّق.
 
واستطاع جمال عبد الناصر أن يقدّم أكثر من شخصية داخل العرض، متنقلاً بينها بسلاسة، ومضيفاً روح الدعابة حتى في اللحظات التي يظن فيها أنه يلقي نكات بسيطة، ليحوّلها بأدائه إلى لحظات ممتعة تثير الابتسامة.
 
وقدّم الفنان مصطفى حزين دوره على خشبة المسرح باقتدار، وكان مفاجأة العرض، إذ جسّد شخصيته وهو يبحث عن حقيقته بشكل صادق وحس احترافي، جعل الجمهور يتفاعل معه بحماسة، حتى بدا وكأنه يتحدث بلسان حاله لا بلسان الشخصية التي يؤديها، ليقدّم نموذجًا السهل الممتنع.
 
تميز العرض أيضاً بتوظيف الاستعراضات الراقصة والملابس اللافتة، إضافة إلى استخدام الضوء والظل بشكل مبتكر جعله أحد أبطال العرض الأساسية، ليساهم في اكتمال الحالة المسرحية.
 
"عايش إكلينيكياً" لم يكن مسرحاً تجريبياً معقّداً لا يدركه إلا القلّة، بل قدّم للجمهور عرضاً متكاملاً يجمع بين الإبداع والرقى، والفكرة الجاذبة الخارجة عن المألوف، وهو ما جعل المشاهدين في حالة انشداد مستمر حتى نهاية العرض.
 
وكما قدم الكاتب ومخرج العرض أحمد فتحي شمس، سيناريو عبقري وكان له عاملاً أساسياً في تميز العمل المسرحي، لما تضمنه من جُمل مؤثرة وعبارات عميقة تلامس وجدان المتلقي، فيما ساهم الإخراج في صياغة صورة متكاملة تعكس وعى المسرح الشبابي بما يقدمه لجمهر مثقف.
 
كل تلك العناصر شكلت سيمفونية مسرحية متجانسة تحت إدارة المخرج الكبير خالد جلال، الذي اعتاد أن يثري خشبة المسرح بعروض مميزة، ويقدّم أجيالاً من المواهب طوال مسيرته الفنية، التي تحولت لاحقًا إلى نجوم بارزين في السينما والتلفزيون.
 
كم هو رائع أن نرى على مسارحنا ذلك الكم من الإبداع والرقى، وشباب الممثلين الذين يبدعوا بنشاط وشغف وحب، ولا نملك معه إلا أن نرفع القبعة إعجاباً بذلك المزيج الممتع من محتوى وكوميدية وموسيقى واستعراضات، بشكل مميز.

اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر