في مشهد لافت داخل محكمة القاهرة الاقتصادية، وقفت التيك توكر المعروفة باسم "سوزي الأردنية" تنتظر حكم العدالة، بينما كانت الأعين تتجه نحو منصة القضاء حيث تتولى قاضية إصدار القرار المنتظر في قضيتها التي شغلت الرأي العام خلال الأشهر الماضية.
تحولت جلسة المحاكمة إلى مشهد رمزي يجسد مواجهة بين امرأتين؛ إحداهما تواجه القانون، والأخرى تطبقه بحزم وعدالة. فـ"سوزي"، التي كانت يومًا ما تخاطب جمهورها على "تيك توك" بثقة أمام الكاميرا، وجدت نفسها الآن أمام عدسة المحكمة في مواجهة تهم تتعلق بخدش الحياء العام ونشر محتوى مخل بالآداب.
المحكمة الاقتصادية قررت تحديد جلسة 29 أكتوبر الجاري للنطق بالحكم في القضية، وسط اهتمام إعلامي وشعبي واسع لما تحمله من دلالات اجتماعية وقانونية حول ظاهرة المحتوى المثير للجدل على مواقع التواصل.
ووفقًا لملف القضية، فقد وجهت النيابة العامة للمتهمة عدة اتهامات، أبرزها نشر مقاطع فيديو وبث مباشر تضمّن عبارات وإيحاءات خادشة للحياء، والاعتداء على القيم الأسرية للمجتمع المصري، إلى جانب ارتكاب أفعال فاضحة عبر الإنترنت.
وكانت النيابة قد أمرت بالتحفظ على أموال وممتلكات "سوزي الأردنية" ووالديها، تنفيذًا لقرار محكمة الجنايات، بعد ثبوت امتلاكها لمضبوطات شملت هاتفًا ذكيًا من طراز "آيفون 16 برو ماكس"، وشقة بالقاهرة الجديدة، ومبلغًا ماليًا يقدر بـ139,682 جنيهًا داخل محفظة إلكترونية.
وأظهرت تحريات الأجهزة الأمنية وتقارير الرصد الفني أن الحساب الذي كانت تديره المتهمة على تطبيق "تيك توك" تضمن محتوى مخالفًا للقيم والعادات المصرية، أثار موجة من الغضب والاستياء بين مستخدمي مواقع التواصل داخل مصر وخارجها.
ومن المقرر أن تصدر القاضية حكمها النهائي في جلسة 29 أكتوبر، لتحدد مصير «التيك توكر» التي تحولت من نجمة عبر الإنترنت إلى متهمة أمام القضاء.