ارتفاع درجات الحرارة يزيد نسبة التحرش

التحرش التحرش
 
إلهام الجمال

ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف يؤدي إلى زيادة توتر الإنسان وزيادة انفعالاته، ويقلل قدرته على تحمل المواقف المختلفة، هذا ما أثبتته العديد من الأبحاث والدراسات التي أجريت عن تأثير درجة الحرارة على الإنسان، وقدرتها على تغيير سلوكه.

ومن أشهرها تلك الدراسات التي قام بها العالم البلجيكي أدولف كتيليه والذى لخصها فى قانون عرف بالقانون الحراري للجريمة. والذي يؤكد من خلاله أن هناك تأثير واضح لدرجة حرارة الجو على السلوك الإجرامي وأن اختلاف درجة الحرارة يؤدى إلى اختلاف واضح في نوع الجريمة، كما أن هناك تناسبًا طرديًا بين جرائم الأشخاص وبين ارتفاع درجة الحرارة، لذلك فلكل فصل من فصول السنة جرائمه المختلفة.

ولقد أشارت هذه الدراسات إلى أنه أثناء فصل الصيف تزداد معدلات ارتكاب الجرائم مع سخونة الجو وارتفاع درجة الحرارة، التى تعكس طباعًا خاصة لدى الأفراد يمكن أن تتمثل في زيادة التوتر والقلق والانفعال، وبالتالي قد يؤدي الاحتكاك بالآخرين فى هذه إلى العديد من المشكلات.

لذلك يلجأ الناس إلى المدن الساحلية والمصايف خلال أشهر الصيف للهروب من شدة الحرارة والضغوط النفسية التي يتعرضون لها والتي قد توقعهم في بعض المشكلات التي هم في غني عنها. فهناك علاقة طردية بين العدوانية ودرجة الحرارة، فكلما زادت درجة الحرارة زادت العدوانية وفي الوقت نفسه تقل درجة تحمل الفرد للمؤثرات الخارجية كالصوت العالي واستفزاز الآخرين حتى يصل لدرجة معينه تقل عندها قدراته ويبدأ فى الانهيار.

ولعل ما يؤكد كلام كتيليه دراسة صدرت عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية بالقاهرة تقول إن معدلات الجريمة تتزايد في فصل الصيف، حيث تؤكد هذه الدراسة أن 60 % من حالات الاعتداء جرت صيفاً بفعل ارتفاع درجة الحرارة، خاصة أن الجهاز العصبي يكون أكثر استثارة لدفع الفرد لممارسة ذلك العنف، فيما تظهر الدراسة ذاتها أن 35 % من حالات الاعتداء تحدث شتاءً.

وإن كانت جرائم القتل هي جرائم صيفيه فالحال يختلف بالنسبة لجرائم النصب التي أكد القانون الحرارى للجريمة لكتيليه أنها جرائم شتوية.

ففى الشتاء تزيد جرائم السرقة والنصب، حيث أكد أن هناك تناسبًا عكسيًّا بين جرائم الاعتداء على الأموال وارتفاع درجة الحرارة. ويرجع ذلك إلى أن مطالب الناس واحتياجاتهم للغذاء والكساء والمسكن يزداد شتاءً عنه صيفاً، فإذا تعذر عليهم تحقيق مطالبهم بطرق مشروعه، ربما سعوا إلى تحقيقها بارتكاب جريمة من جرائم الأموال.

الأمر بالنسبة لكتيليه لم يقتصر على الاهتمام بفصلي الصيف والشتاء فقط، فلقد كان للربيع أيضا نصيب من دراساته وأكدت الإحصائيات التى قام بها فى عالم الجريمة أن الربيع هو شهر الجنس بلا منازع ففيه تزيد جرائم الاغتصاب والتحرش الجنسى، وهذا يرجع إلى أن نشاط الغدد التناسلية يصل إلى ذروته في فصل الربيع، وبالتالي تزيد فيه الغريزة الجنسية بشكل واضح وهذه سمة عامة تشترك فيها كل الكائنات الحية، فتزاوج الحيوانات ولقاح النباتات يتم في هذا الفصل أيضا. لذلك فميل الرجل للمرأة يزيد بشكل واضح جدا خلال الربيع الأمر الذي يتطور في بعض الحالات من مجرد المعاكسات اليومية إلى تحرش واغتصاب.

 

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر