لهذه الأسباب حاربت فرنسا وإنجلترا وإسرائيل إذاعة «صوت العرب»

إذاعة «صوت العرب» إذاعة «صوت العرب»
 
إيناس كمال

"القاهرة تخاطب أمة العرب"، 64 عاما منذ أن انطلق بها صوت المذيع الراحل حسنى الحديدى فى 4 يوليو من عام 1953، معلنا بدء إرسال إذاعة جديدة توجهها مصر لكل العرب فى المشرق والمغرب.

استطاعت "صوت العرب" منذ تأسيسها أن تكون تجسيدا لآمال وهموم العرب، جاءت باقتراح من ضابط شاب وقتها هو "فتحى الديب"، الذى وضع خطة لإنشاء هذه الإذاعة مقترحا اسما لها هو إذاعة "صوت العرب"، ووافق جمال عبدالناصر على هذه الفكرة وكان من أهم أهدافها استقطاب اهتمام المواطن العربى وتوعيته لكى يملك مصيره ويتحكم فى ثرواته.

بدأت الإذاعة إرسالها فى السادسة من مـساء السبت الرابع من يوليو 1953 لمدة نصف ساعة فقط ضمن إذاعة البرنامج العام وبدأت بكلمة الإذاعة ثم كلمة الرئيس جمال عبدالناصر وكلمة أمين عام جامعة الدول العربية ونشرة الأخبار ثم بعض البرامج الأخرى.

نجحت الإذاعة نجاحا كبيرا فى مصر والوطن العربى، واستطاعت أن تصل بصوتها إلى كل العرب وأن تكون صوتهم فى معاركهم ضد الاحتلال والاستعمار وكانت أول معركة خاضتها بعد حوالى شهر ونصف على إرسالها بوقـوفها مع سلطان المغرب "محمد الخامس" عندما نفته الحكومة الفرنسية خارج المغرب، شنت "صوت العرب" حملة إعلامية كبرى ونجحت فى رفع الحماية الفرنسية عن المغرب وعودة "محمد الخامس" عـام 1955.

استماتت الدول الاستعمارية "فرنسا، إنجلترا، إسرائيل" آنذاك فى محاربة الإذاعة وكتم صوتها والتشويش عليها فى أوقات بدء البث وحتى انتهائه. كان المستمع فى المغرب والمشرق يذهب لشراء جهاز الراديو ويطلب من البائع أن يحصل على راديو صوت العرب وفى بعض البلدان مثل الجزائر واليمن كان ممنوعا على الناس سماع صوت العرب وكان يسمع فى حلقات سـرية فى بعض البيوت ثمّ يذهب المستمعـون إلى جيرانهم لينقلوا لهم ما سمعوه فى "صوت العرب" وأطلق الناس عليهم اسم "صوت العرب".

عبر أثير "صوت العرب" ظهر للعالم أول بيان عن الثورة الجزائرية حتى أن الزعيم والرئيس الجزائرى أحمد بن بيلا قال: «إن صوت العرب هـو صوت الثورة الجزائرية» وخصّص صوت العرب العديد من البرامج للقضية الجزائرية وكـان صوت الثـوار الجزائريين يظهر للعـالم من خلال أثير صوت العرب، وبدأ صوت العرب يقدم إذاعة الجزائر من القاهرة من صوت العرب ومثلما فعل للجزائر وقف مع المغرب العربى فى نضاله ضد الاستعمار فى برنامج المغرب العربى.

وكان صوت العرب صوت مجاهدى الجزائر والمغرب وتونس وفلسطين. وكان يذيع رسائل مشفرة لجبهة تحرير الجزائر والمقاومة الفلسطينية وكذلك جبهات التحرير بأفريقيا، وكذلك كانت هى القوة الإعلامية فى ثورة اليمن وداعمة لحركة التحرير فى جنوب اليمن.

حاولت فرنسا إخماد صوت إذاعة صوت العرب، بتوزيع أجهزة راديو مجاناً لا تلتقط صوت العرب على الجزائريين للتعتيم وإبطال تأثير الإذاعة، كما حاولت إنجلترا وإسرائيل التشويش على أثير الإذاعة عبر إذاعة 3 أغان وصفارة مزعجة وقت الإرسال.


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر